داعيا إلى اطلاق حملة وطنية للتعريف بهم

فروانة : ( 300 ) أسير منذ ما قبل أوسلو ينتظرون صفقة شاليط

 

غزة-31-5-2011- قال مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية ، عبد الناصر فروانة ، أن هناك ( 300 ) أسير لا يزالون بسجون الإحتلال الإسرائيلي منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة في الرابع من مايو/أيار 1994 .

وتابع : وهؤلاء يُطلق عليهم الفلسطينيون مصطلح " الأسرى القدامى " باعتبارهم أقدم الأسرى وأن أقل واحد منهم مضى على اعتقاله 17 عاماً ، فيما أقدمهم مضى على اعتقاله أكثر من 33 عاماً .

داعياً إلى اطلاق حملة وطنية شاملة للتعريف بهم ونشر صورهم ، ولتسليط الضوء على معاناتهم ومعاناة ذويهم المتفاقمة ، وإلزام آسري " شاليط " والمفاوض الفلسطيني بوضع قضيتهم على سلم أولوياتهم ، على قاعدة أن ( لا ) معنى لمفاوضات ناجحة تبقيهم في السجون ، ولا قيمة لمقاومة مثمرة تعجز عن تحريرهم ، ولا معنى لصفقة تبادل يمكن أن تستثني بعضهم .  

" قدامى " من كل المناطق وبينهم أسير عربي

وأوضح فروانة وهو أسير سابق وباحث مختص بشؤون الأسرى ، أن من بين هؤلاء الأسرى يوجد ( 125 ) أسيرا من الضفة الغربية ، و( 115 ) أسيراً من قطاع غزة ، و( 39 ) أسيراً من القدس و( 20 ) من المناطق المحتلة عام 1948، إضافة إلى أسير عربي واحد من هضبة الجولان السورية المحتلة وهو الأسير صدقي المقت المعتقل منذ أغسطس/آب 1985

مشيراً إلى أن من بين هؤلاء " القدامى " يوجد ( 138 ) اسيراُ مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح عمداء الأسرى ، فيما قائمة " جنرالات الصبر " وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقاله ربع قرن وما يزيد ، وصلت إلى ( 41 ) اسيراً.

ويوجد من بين هؤلاء " القدامى " أربعة أسرى مضى على اعتقالهم ثلاثين عاماً وما يزيد وهم : عميد الأسرى عموماً الأسير نائل البرغوثي المعتقل منذ الرابع من ابريل / نيسان 1978 ، وفخري البرغوثي المعتقل منذ 23 يونيو / حزيران 1978 ، وأكرم منصور المعتقل منذ الثاني من آب / أغسطس 1979 ، والأسير فؤاد الرازم المعتقل منذ 30 كانون ثاني / يناير 1981 ، فيما يُعتبر عميد أسرى الداخل سامي يونس والمعتقل منذ يناير 1983 شيخ الأسرى وأكبرهم سنا حيث تجاوز من العمر الـ 82 عاماً .

وبيّن فروانة إلى أن هؤلاء القدامى قد استبعدوا من صفقات التبادل السابقة ، واستثنوا من الإفراجات السياسية في اطار " العملية السلمية " بسبب اصرار سلطات الاحتلال على استمرار احتجازهم والإنتقام منهم ورفضها الإفراج عنهم متذرعة بذرائع مختلفة أبرزها أنها تصفهم بأصحاب "الأيادي الملطخة بالدماء"، كما أنها تعتبر اعتقال وسجن مواطني القدس ومناطق الـ48 شأنا داخليا، ولا تزال تصر على هذه المعايير ضمن مفاوضات صفقة "شاليط" مما يعيق تنفيذ الصفقة.

مناشداً  آسري الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ 26 يونيو / حزيران عام 2006 ، التمسك بمطالبهم وكسر المعايير الإسرائيلية ووضع كافة الأسرى القدامى على سلم أولوياتهم وعدم إتمام أي صفقة يمكن أن تستبعدهم أو تستثني بعضهم ، بغض النظر عن مكان سكناهم أو التهمة التي اعتقلوا وحوكموا بسببها ، حيث ( لا ) فرصة لهم بالحرية الا في اطار صفقة " شاليط " .

قصص تملأ مجلدات ..

داعياً كافة وسائل الإعلام المحلية والعربية ، المرئية والمسموعة والمقروءة والالكترونية وكافة المؤسسات الرسمية والشعبية إلى  إلى منح " القدامى " بمختلف انتماءاتهم مساحة أوسع واهتمام أكبر ، وتسلط الضوء على معاناتهم المتفاقمة وأوضاعهم الصحية المتدهورة  ، وأوضاعهم الإنسانية الصعبة وأوضاع عائلاتهم وأبنائهم وحكاياتهم المؤلمة .

وقال فروانة : اذا دونت معاناتهم وقصصهم فانها ستملأ مجلدات ، فهم من أفنوا زهرات شبابهم خلف القضبان ، وتعرضوا لصنوف مختلفة من التعذيب وتنقلوا للعيش من سجن لآخر ومن زنزانة إلى أخرى ، وذاقوا مرارة العزل بأنواعه المختلفة ، وعاصروا أجيال وأجيال ، فاستقبلوا آلاف الأسرى الجدد ، وودعوا أمثالهم .

ومنهم من أمضى من عمره في السجن أكثر مما أمضى خارجه ، وبينهم من ترك أبنائه أطفالاً ، ليلتقي بهم ويعانقهم للمرة الأولى وهم أسرى مثله خلف القضبان ،ومنهم من كبر أبنائه وتزوجوا ، واكتفى لأن يرسل لهم ببضع الكلمات عبر الهواتف المهربة أو من خلال رسائل قد تصلهم بعد شهور طويلة .

ومنهم من فقد والديه أو احداهما والعديد من أحبته ، دون أن يُسمح لهُ بأن يُلقي ولو حتى نظرة الوداع الأخير عليهما قبل الدفن ، وبعضهم محروم من زيارة الأهل منذ سنوات طوال تجاوزت العشر سنوات ، والكثير منهم لم  يرَ أحبة وأصدقاء له منذ لحظة اعتقاله ، بل ونسى صورهم وملامح جيرانه وحتى أقربائه ، ومنهم ومنهم ...

هل ستحرر صفقة " شاليط " أم ستكرس أخطاء أوسلو ؟

لكن جميعهم يحيون على الأمل رغم الألم ، وهؤلاء جميعا ينتظرون صفقة " شاليط " كي تحررهم وتُعيدهم إلى أهلهم وأحبتهم الذين اشتاقوا لهم ، والسؤال هل ستنجح صفقة " شاليط " التي يدور الحديث حولها في تحقيق ذلك ؟ أم ستستسلم للشروط الإسرائيلية وتُكرس أخطاء أوسلو ؟

 

أرشيف الأسرى القدامى