صوت الأوراس .. يصل للقدس والأسرى
بقلم / عبد الناصر فروانة
31-3-2013
من الأوراس الى الكرمل .. الثورة مستمرة ، صرخة أطلقها الرئيس الجزائري الراحل ، وأحد أبرز رجالات السياسة في الجزائر والوطن العربي " هواري بومدين " ورددتها الألسن والحناجر الجزائرية لتؤكد على عمق العلاقة التاريخية ما بين الجزائر وفلسطين .
فيما لا تزال أيضا صرخته ( نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ) تصدح في آذاننا ، لأنها ليست مجرد صرخة من رئيس غادر سدة الحكم وفارق الحياة ، بل لأنها صرخة صادقة توارثتها الأجيال ، ورددها الرؤساء المتعاقبين للجزائر الشقيقة ، لتبقى فلسطين حاضرة ولم تغبْ عن عقول وقلوب الجزائريين كل الجزائريين .
من جبال الأوراس انطلقت الثورة الجزائرية العظيمة وحققت الانتصار ، إلى جبال الكرمل في فلسطين المحتلة حيث لا تزال الثورة مستمرة بدعم من الجزائر الشقيق وشعبها العظيم وكل الأحرار في الوطن العربي الكبير والعالم أجمع حتى تحقيق الانتصار.
ونحن شعب نعشق جزائر الثورة ونتعلم من تجاربها ، ونفخر بشعبها ، ونقدر اهتمامها الرسمي والشعبي بقضيتنا ودعمها ومساندتها التاريخية لشعبنا الفلسطيني ، ونشتاق دوماً لزيارتها ، وكلما تطأ أقدامنا ترابها ، نشعر بحضن عربي حنون وبسعادة غامرة، وحينما نغادرها نتمنى العودة لها من جديد .
واليوم وتزامناً مع الذكرى السنوية السابعة والثلاثون ليوم الأرض والذي يصادف في الثلاثين من مارس / آذار من كل عام ، وهو اليوم الذي اندلعت فيه الشرارة من سخنين والجليل عام 1976 دفاعا عن الأرض الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة , تٌطلق جريدة " المواطن " الجزائرية ملحق جديد ودوري بعنوان ( صوت الأوراس .. يصل للقدس والأسرى ) ، ستوزعه بشكل ورقي ، وستفرد له مساحة على موقعها الألكتروني .
جريدة المواطن الجزائرية تؤكد بخطوتها الرائعة هذه ، ان الاعلام الجزائري رائد ومتميز في الدفاع عن القضية الفلسطينية بملفاتها المتعددة ، لا سيما قضيتي القدس والأسرى .
صحيح هي ليست الجريدة الجزائرية الوحيدة التي تُطلق ملحق يختص بالأسرى والقدس ، حيث سبقتها صحيفة الشعب ، وهي ليست الصحيفة الأولى التي تفرد مساحات واسعة لقضية الأسرى حيث هناك صحف جزائرية عديدة تولى قضيتي الأسرى والقدس اهتماما كبيرا كصحيفة صوت الأحرار ، جريدة الحوار ، الجزائر نيوز ، جريدة الأمة ، جريدة المحور الجزائرية ، جريدة الجمهورية وغيرهم من الصحف ، لكنها بالتأكيد تجربة جديرة بالتقدير وإضافة نوعية تستحق الإشادة .
ولأنها خطوة متميزة في الصحافة المطبوعة والالكترونية ، فإنها تستحق لأن نسجل جل احترامنا وتقديرنا لرئيس ومدير تحرير الجريدة ولكل الطواقم العاملة فيها ، والشكر موصول لسفارة فلسطين فى الجزائر ولجنة الحرية لأسرى الحرية هناك وخاصة للأخ عز الدين خالد.
وبحكم اختصاصي فانني أرى بأن قضية الأسرى ومهما بلغت عدالتها هي بحاجة إلى قوة وتأثير الإعلام بأشكاله المتعددة ، بحاجة إلى إعلام قوي يُوظف لمساندها ، و يساهم في تفعيلها ، ويُسلط الضوء على مجمل ملفاتها المتعددة والثقيلة ، وما يتعرض له آلاف الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات فظة و جرائم إنسانية .
واليوم و نحن نقرأ التجربة الإعلامية المتميزة في الجزائر ، نشعر بالفخر بنجاحها ، فهي تجربة إعلامية بارزة أثارت إعجابي ، وتُثير اهتمامي منذ فترة ليست بالقصيرة ، وصدقاً كلما تحدثت وأينما أثرت أهمية ودور الإعلام الخارجي في دعم وإسناد قضية الأسرى أجد نفسي مضطراً لاستحضار التجربة الإعلامية بالجزائر لما سجلته وتسجله من نجاحات متواصلة .
وآمل أن تشكل نموذجاً يُحتذى ، وتجربة يُستفاد منها ويُبنى عليها نحو تطوير الإعلام العربي الداعم والمساند للأسرى ، وهذا يستدعي جهود فلسطينية من قبل السفارات والدبلوماسيين والجاليات الفلسطينية في الدول العربية الشقيقة للتأثير على أصحاب القرار والنفوذ في الصحف العربية المختلفة كي تحذو حذو الصحف الجزائرية ، وهذا من شأنه أن يساهم في التأثير على الرأي العام في الوطن العربي ويزيد من مساحة التضامن مع الأسرى وقضاياهم العادلة .
وتبقى الجزائر عظيمة ورائعة ، هائلة وفاتنة ، ومتميزة بعطائها ودعمها لقضيتنا وشعبنا الفلسطيني ، وصدق من قال : من الاوراس الى الكرمل ... الثورة مستمرة ..
ومن فلسطين نقول لكم صوت الأوراس يصلنا منذ زمن و يصدح في آذاننا لحن الانتصار .
عبد الناصر فروانة
أسير سابق ، و مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
0599361110
Ferwana2@yahoo.com
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان