(عربي-فرنسي)
"المنصف الشاهد" يُشعل قضية الأسرى في فرنسا
بقلم /عبد الناصر فروانة
30/5/2015
فرنسا بلد السحر الخلاب والطبيعة الفاتنة والجمال المثير، بلد الحرية والثقافة والتي تسعى لأن تكون مثالية لأن حقوق الإنسان يمثل جزء اصيل من تاريخها ورسالتها.
تونس الخضراء تسحرك بجمالها، وتبهرك بثورتها ضد الظلم والاضطهاد ومن أجل الحرية المنشودة والعدالة الاجتماعية، وتُعجبك بتجربتها الديمقراطية. تونس العظيمة بشعبها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والحاضنة لثورته لعقود طويلة.
فلسطين أرض الرسالات السماوية وقبلة العاشقين وقضية أمة، فلسطين تلك البقعة المحتلة التي ترنو اليها كل عيون العالم الحر. فلسطين قضية شعب وتاريخ وطن.
و"منصف" تونسي المولد والنشأة، فرنسي الجنسية والاقامة، فلسطيني الانتماء والعشق، يجمع بداخله ما بين الوفاء التونسي والجمال الفرنسي والعدالة الفلسطينية، وهو يحمل بداخله من الحب والوفاء لفلسطين واسراها خلف قضبان سجون الاحتلال، ما يدفعنا لأن نسجل جُل احترامنا وتقديرنا له ولمن يعمل معه، ويعمل بجد وبصمت منذ سنوات طويلة، وبعيدا عن الأضواء والشهرة ووسائل الاعلام، لأجل نيل الشعب الفلسطيني حقوقه واقامة دولته المستقلة، وبشكل خاص من أجل حرية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
"منصف الشاهد" هو اسمه هكذا، وهو من مواليد 17 تشرين أول/نوفمبر عام 1951، في مدينة "وذرف" التي تتميز بتنوع تراثها الثقافي والحضاري، وهي احدى مدن ولاية "قابس" بالجنوب التونسي، وهو المنصف فعلا للقضية، والشاهد على جرائم الاحتلال بحق الأسرى، وهو واحد من القلائل الذين يحملون جنسيات غير الفلسطينية ويدافعون بشراسة عن القضية الفلسطينية بشكل عام، وقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص.
"منصف" فرنسي الجنسية ومقيم في فرنسا منذ العام 1970، يحمل بيده حقيبة صغيرة تحتوي على ملفات، مجلدات، منشورات، مجلات ومطبوعات خاصة بالأسرى، وفي ذاكرته حُفرت اسماء لمناضلين فلسطينيين كُثر يقبعون في سجون الاحتلال منذ عقود، و عناوين لمرضى شَّل المرض حركتهم، وقيّدت الأصفاد الحديدية أياديهم. وفي قلبه سكنت أسماء كثيرة لنساء غيبتهن زنازين القهر، وأطفال بعمر الزهور تُغتصب طفولتهم وتتحطم أحلامهم أمام وحشية السجان وقسوة القضاة وقهر السجن، ويتنقل مثقلا بهذا كله بين عشرات المدن والبلدات الفرنسية، بحثا عن مساحة يعرض فيها همومهم، ويسمعهم اصواتهم وانين وجعهم وبعض من صور معاناتهم وما يتعرضون له من انتهاكات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بهدف حشد التأييد والمناصرة لقضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة.
"المنصف الشاهد" يعمل مسؤولا لملف الأسرى في جمعية التضامن الفرنسي – الفلسطيني منذ نحو أربع سنوات. وكنت قد تعرفت عليه منذ عقد من الزمان و ما يزيد، وحرصت على التواصل معه، وتابعت باهتمام نشاطاته وترجماته واصداراته، إلى أن التقيته في باريس عام 2013، فازددت احتراما لشخصه وتقديرا لدوره اللافت في اثارة قضية الأسرى على الساحة الفرنسية. فهو حقا المنصف للقضية والناشط من أجلها دون كلل أو ملل.
"منصف الشاهد" ومعه مجموعة من العاملين والمتطوعين لأجل الأسرى الفلسطينيين، ومن خلال جمعية التضامن الفرنسي الفلسطيني، استضافوا وفود عدة من الفلسطينيين، ونظموا العديد من الأنشطة والفعاليات واللقاءات في فرنسا، واقاموا الكثير من الاحتفالات والندوات هناك، لأجل الأسرى وقضيتهم، ولعل من أبرز أنشطتهم حملة "اكتب رسالة شهرية الى أسير" وهي حملة أكثر من رائعة، واصدار مجموعة من المجلات المختصة بشؤون الأسرى والتي تم توزيعها في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية. الأمر الذي أدى الى احداث حراك ملموس وتفاعل ملحوظ مع قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي داخل المجتمع المدني في فرنسا. وهذا النشاط الذي يقوم به "المنصف" ليس بمعزل عن الجمعية التي ينتمي لها ويعمل في إطارها، وهي بالتأكيد تستحق منا كل احترام وتقدير.
جمعية التضامن الفرنسي الفلسطيني ومقرها باريس، تم انشاؤها عام 2001 من اندماج جمعيتين وهما: الجمعية الطبية الفرنسية الفلسطينية التي تم إنشاؤها في عام 1974 والجمعية الفرنسية الفلسطينية التي تأسست في عام 1979، ويرأسها اليوم السيد توفيق تحاني، وتُعتبر من أهم وأكبر الجمعيات في فرنسا ولربما في أوروبا. إذ تضم قرابة خمسة آلاف عضو ينشطون في أهم مدن فرنسا، في نطاق جمعيات محلية ولكل جمعية محلية رئيسها ومكتبها الخاص.
وفلسفة الجمعية تعتمد على أهمية توضيح الصورة للمواطن الفرنسي والرأي العام في فرنسا عن القضية الفلسطينية وعدالتها وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وجرائم من قبل الاحتلال. هذه القضية التي ضللها الاعلام المنحاز منذ عقود من الزمن. انطلاقا من ايمانها بأهمية المجتمع المدني في فرنسا وضرورة معرفته بالقضية الفلسطينية، ودوره في دعمها، وتأثيره على حكوماته والراي العام الدولي. و لهذا الغرض تم إنشاء الجمعية التي تدعوا للتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال ومن أجل حريته وكرامته واقامة دولته الفلسطينية المستقلة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام وعاصمتها القدس الشرقية 1967.
فكل التحية لك يا صديقي المخلص والوفي، ومن خلالك أبرق تحياتي الحارة الى رئيس وأعضاء جمعيتكم الناشطة والمتميزة، والى المجموعة الرائعة التي تعمل معك لأجل قضية الأسرى ولكل المتضامنين في فرنسا الصديقة مع قضية أسرانا في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وبكم ومعكم، ومعنا جميعا كافة أحرار العالم سنحطم القيود وندحر الاحتلال ونقيم دولة حرة ومستقلة لشعبنا الفلسطيني المكافح، دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة والقدس الشرقية عاصمة لها.
ولطالما أننا نتحدث عن فرنسا والنشاط الفاعل داخلها لدعم القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية الأسرى بشكل خاص، فلا يمكنني أن أنهي مقالتي دون الاشادة بدور سفارة دولة فلسطين هناك واستقبالها الحار لنا ولأهالي الأسرى، ودورها الرائع في نشر القضية وتعريف المواطن الفرنسي بتفاصيلها. فكل الاحترام والتقدير لسعادة السفير "هايل الفاهوم" ولكل العاملين في السفارة وأخص بالذكر الأصدقاء المستشار الأول "د. صفوت ابراغيث" والأخت الرائعة "نهى رشماوي". كما ولا يسعني الا ان اسجل جل احترامي وتقديري للصديق العزيز "د.مجدي شقورة" القائم بأعمال القنصل الفرنسي في قطاع غزة، لما يبذله من دور هام في دعم واسناد القضية.
وتبقى فرنسا بلد السحر والجمال والحرية والثقافة، وتبقى تونس الخضراء في القلوب والعقول راسخة، وتبقى الكلمات عاجزة عن انصافك أيها "المنصف" للقضية و "الشاهد" على جرائم الاحتلال بحق الأسرى
عبد الناصر فروانة
مدير دائرة الإحصاء بهيئة شؤون الأسرى والمحررين
عضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها بقطاع غزة
أسير محرر ، و مختص في شؤون الأسرى
0599361110
0598937083
Ferwana2@gmail.com
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان
www.palestinebehindbars.org
"Moncef CHAHED" met en lumière la question des prisonniers en France
Par Abdel Nasser Ferwana
30/05/2015
La France est un pays au charme séduisant, avec une nature captivante et une
beauté exaltante, pays de la liberté et de la culture, intransigeante sur les
droits de l'homme, qui font partie intégrante de son histoire et de sa mission.
La "Tunisie verte" te charme par sa beauté, et t'éblouit par sa révolte contre
l'injustice et l'oppression, pour la liberté et la justice sociale tellement
espérée, elle t'attire par son expérience de la démocratie. La Tunisie est
grande de par son peuple et de par son soutien à la juste Cause du peuple
palestinien, incubatrice de sa révolution depuis des décennies.
Palestine , terre des messages divins, destination des fidèles, cause et
histoire d'une nation. Palestine, ce territoire occupé, qui attirent tous les
yeux du monde libre.
Moncef, "l'équitable" en arabe, Tunisien d'origine et de naissance, Français de nationalité et de résidence, Palestinien d'appartenance et de cœur, allie la loyauté tunisienne à la beauté française et à la justice palestinienne. Il porte en lui l'amour et la loyauté pour la Palestine et pour ses prisonniers détenus derrière les barreaux des prisons de l'occupation, nous motivant à lui témoigner tout notre respect et notre reconnaissance ainsi qu' à celles et ceux qui travaillent avec lui.
Il travaille dur et en silence depuis
de nombreuses années, loin des lumières de la gloire et des médias, pour faire
valoir les droits du peuple palestinien à établir son Etat indépendant et en
particulier pour défendre la liberté et la dignité des prisonniers palestiniens
détenus dans les prisons israéliennes.
Moncef CHAHED, " équitable témoin ", est ainsi nommé. Né en Novembre 1951, dans
la ville de Oudref qui se caractérise par la diversité de son patrimoine
culturel et civilisationnel, est l'une des villes du gouvernorat de Gabes dans
le sud Tunisien. Il est effectivement équitable avec la Cause palestinienne et
témoin des crimes de l'occupation contre les prisonniers.
Moncef tient dans sa main un petit cartable contenant dossiers et dépliants , publications et magazines concernant les prisonniers et dans sa mémoire, les noms de nombreux prisonniers et militants palestiniens qui croupissent dans les prisons israéliennes depuis des décennies, des malades meurtris, que la maladie et la négligence ont paralysés, les mains menottées de chaines en fer, les privant de mouvements et de soins.
Dans son cœur, habitent aussi les noms des femmes prisonnières oubliées dans les cellules de l'oppression, et d'enfants dans la fleur de l'âge, dont l'enfance est violée, leurs rêves brisés, par la brutalité des geôliers et la cruauté des juges.
Accablé par la peine et l'injustice
qui frappent tout un peuple, Moncef parcourt des kilomètres pour se rendre dans
des villes et des villages de France, afin de parler des prisonniers politiques
palestiniens et mettre en lumière leurs préoccupations, faire entendre leur voix
et leur souffrance en exposant des photos qui en disent long sur les violations
du droit et des conventions internationales à l'intérieur des prisons
israéliennes. Et ce, afin de sensibiliser les concitoyens à la Cause et à la
défense des droits légitimes de ces détenus.
Il est responsable du dossier des prisonniers politiques dans l'association
France Palestine Solidarité depuis près de quatre ans. Je l'ai connu il y a
quelques années et ai tenu à garder contact avec lui. J'ai suivi avec intérêt
ses activités et ses traductions, jusqu'à ce que je le rencontre à Paris en
2013, ce qui a fait grandir mon respect pour sa personne et ma reconnaissance
pour son rôle important dans la sensibilisation sur la question des prisonniers
sur la scène française. Il est vraiment le solidaire "équitable" pour la Cause
et ce, sans relâche.
Avec un grand nombre de groupes locaux, Moncef et son Groupe de Travail
Prisonniers, tous bénévoles au sein de l'Association France Palestine
Solidarité, ont accueilli plusieurs délégations de Palestiniens, et ont
organisé de nombreuses projections de films suivies de débats pour exposer la
situation des prisonniers.
La campagne de parrainage de prisonniers, qui consiste à "Ecrire une lettre par mois à chaque prisonnier parrainé" est le point fort de leurs activités. C'est une grande et formidable campagne soutenue par la publication de traductions de nombreux articles traitant de la question et la diffusion d'un bulletin prisonniers en France et dans d'autres pays européens. Un soutien et une solidarité tangible à la question des prisonniers palestiniens se sont alors intensifiés au sein de la société civile française de façon significative.
L'Association France Palestine
Solidarité mérite notre respect et notre reconnaissance.
Cette dernière basée à Paris, est née de la fusion en 2001 de la fusion de deux
associations, à savoir l'Association Médicale Franco Palestinienne (AMFP) créée
en 1974 et l'Association France Palestine (AFP), créée en 1979. Elle est
présidée aujourd'hui par M. Taoufiq Tahani, et est considérée comme l'une des
plus importante association en France et peut-être même en Europe. Elle compte
près de cinq mille adhérents qui militent dans les villes les plus importantes
de France, au sein de groupes locaux dont chacun est doté d'un président et d'un
bureau, fonctionnant librement dans le cadre de la charte et des statuts
nationaux.
L'Association France Palestine Solidarité, fidèle à sa charte et à ses
principes, joue un rôle très important dans la sensibilisation et l'information
du citoyen Français et de l'opinion publique en France à cette juste Cause,
diabolisée depuis des décennies par certains médias partiaux, et dénonce les
abus et les crimes commis par l'occupation.
Consciente de l'importance du rôle de
la société civile en France dans le soutien de la cause palestinienne et de son
impact sur les gouvernements et l'opinion publique internationale, l'Association
appelle à la solidarité avec le peuple palestinien dans sa lutte légitime contre
l'occupation pour la liberté et la dignité et pour établir un Etat palestinien
indépendant sur les territoires occupés depuis 1967 avec Jérusalem-Est pour
capitale.
Je te salue, cher ami, sincère et loyal. A travers toi, j'envoie mes
chaleureuses salutations à votre Président Monsieur Taoufiq Tahani, à votre
Bureau et Conseil National, à tous les membres de l'Association France Palestine
Solidarité ainsi qu'à tous les solidaires dans ce pays ami qu'est la France.
Avec vous, ensemble et avec tous les hommes libres du monde, nous allons briser les chaines, repousser l'occupation et construire un Etat libre et indépendant, souverain et viable pour notre peuple, avec Jérusalem-Est pour capitale.
Je ne peux pas terminer mon article
sans rendre hommage au rôle de l'ambassade de l'Etat de Palestine, qui nous a
accueillis chaleureusement avec les familles de prisonniers, et à son rôle
important dans la défense de notre Cause. Tout mon respect et ma gratitude à Son
Excellence Monsieur l'Ambassadeur Hael Al-Fahoum et à toutes celles et ceux
qui travaillent à l'ambassade. Toute mon amitié et mon respect pour le Dr.
Safwat Ibraghith, Premier Conseiller, à la merveilleuse sœur Noha Rashmawi
ainsi qu' à mon cher ami Dr.Majdi Shaqoura représentant le Consul de France dans
la bande de Gaza.
La France restera le pays de la magie et de la beauté, de la liberté et de la
culture, la "Tunisie verte" restera gravée dans les cœurs et les esprits, mais
te concernant, les mots ne sont pas assez forts pour te remercier, toi
"l'équitable" avec notre cause et le "témoin" des crimes de l'occupation.
Abdel Nasser Ferwana
Directeur du Bureau des statistiques
de l'Autorité chargé des Affaires des Prisonniers
Membre du comité chargé de la gestion des affaires dans la bande de Gaza
Ancien prisonnier, spécialiste dans les affaires des prisonniers
Page d'accueil / Palestine derrière les barreaux