الشتاء يقرع أبواب السجون وسط مخاوف جِدّيّة على حياة أسرانا
كنعان _ آية اسليم
2-12-2018م
مع اشتداد الرياح العاصفة شديدة البرودة، يتولد في ذهننا شعور بالألم والأسى على حياة المشردين والمهجرين في الشتات، ولكن ثمة هناك من يعانون الأمرين في مثل هذه الأجواء شديدة البرودة، إنهم الأسرى المكبلين بالأصفاد ولا حول لهم ولا قوة، فكل أمور حياتهم مرتبطة بأمر السجان، على عكس المشردين الذين تكون لهم الأرض الفسيحة ملجأ وتصبح أشجار أغصانها مدفأة لهم تخفف عليه وطأة الرد الشديد، إلا من لا حول له ولا قوة..
للاطلاع على حياة الأسرى في مثل هذه الأجواء شديدة البرودة، كان لكان " كنعان الإخبارية" لقاء مع أسيرين محررين لحديث عن واقع الأسرى وظروف معيشته البالغة الصعوبة في ظل هذه الاجواء العاصفة شديدة البرودة..
الشتاء المميت ..
في بداية الحوار تحدث الأسير المحرر رامز الحلبي عن طبيعة السجون الاسرائيلية، التي تتصف بالبرودة الشديدة وقلة التهوية نظراً لصعوبة دخول أشعة الشمس إليها من النوافذ الصغيرة التي بالكاد تسمك لدخول كمية الهواء النقي للأسرى، موضحاً أن سجن نفحة وريمون من أكثر السجون برودة حيث تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر, أما سجن النقب فيزيد من معاناة الأسرى فعلى الرغم من البرودة فهناك جزء منه عبارة عن خيام تطير من شدة الرياح والأمطار العاصفة, وهذه الأجواء الباردة تلقي بظلالها على الأسرى لينتقلوا بعدها إلى رحلة المرض , كأمراض الإنفلونزا والرئتين والتهابات في الجهاز التنفسي.
في حين تحدث الأسير المحرّر طارق المدلل عن اربعة عشر عاماً قضاها متنقلاً بين سجون الاحتلال شارك خلاله اخوانه الأسرى شتى الوان المعاناة ولاسيما في فصل الشتاء، قائلاً : " معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال في فصل الشتاء لا توصف، وخاصة المرضى وكبار السن منهم"، مشيراً إلى الأمراض التي يعاني منها الأسير بسبب الشتاء كتفتت في العظام وأمراض الانفلونزا مزمنة.
ولفت إلى ان العلاج الذي يقدم للأسير حال اصابته بأي من اعراض البرد وغيرها، يختلف وهو معروف للجميع "الأكامول".
وتطرق المحرر المدلل إلى ما تقوم به إدارة مصلحة السجون التي تتعمد التنغيص على الأسرى كالمعتاد فتلجأ إلى إتباع وسائل تزيد من معاناة الأسرى إذ يجبرون الأسير على خلع ملابس الثقيلة ارتداء ملابس خفيفة، بالإضافة إلى وضع الأسير في زنزانة مفتوحة السقف بالشباك، ناهيك عن حملات التفتيش الليلي العاري في ل اجواء البرد والعواصف، وترك الاسرى لساعات في الهواء قبل السماح لهم العودة لغرفهم..
برده قاسي وثقيل..
اما الأسير المحرر عبد الناصر فراونة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، فبين:" أن طبيعة غرف السجون وعدم دخول الشمس إليها، وارتفاع نسبة البرودة والرطوبة فيها، ساهم في تفاقم معاناة الأسرى وعرّضهم للإصابة بأمراض عديدة".
وقال خلال حديثه لـ"كنعان":" فصل الشتاء يحمل معه العديد من الأمراض، فنقص الأغطية والملابس اللازمة يؤثر على الأصحاء كما يساهم في تدهور صحة المصابين و المرضى"، لافتا إلى أن عمليات تنقل الأسرى من سجن إلى آخر في منتصف الليل تزيد من معاناة الأسرى.
ونوه فروانة أن شعور الأسرى بالبرد سيزداد مع اشتداد برودة فصل الشتاء، لاسيما ظل انعدام أدوات التدفئة والملابس الشتوية، وغياب الرعاية الصحية في السجون الإسرائيلية، محذراً من خطورة الأمر على حياة الاسرى داخل سجون الاحتلال.
ولفت إلى أن مصلحة سجون الاحتلال "تستغل" الأسرى في السجون لـ "التربّح منهم"، من خلال حظر إدخال المستلزمات الشتوية وتوفير بعضها في "الكانتينا"، ما يضطر الأسرى إلى شرائها بأسعار مرتفعة.
زذكر أن معاناة الأسرى في فصل الشتاء، وخلال المنخفضات الجوية، تمتد لذويهم "خاصة خلال زيارتهم، والتي تستغرق ساعات طويلة، لا سيما أوقات الانتظار في ساحة السجون، قبل الدخول لقاعات الزيارة ورؤية أبنائهم" .
وطالب فروانة المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان التدخل في الضغط على حكومة الاحتلال لتوفير كل ما يحتاجه الاسرى من ملبس وغطاء وطعام وعلاج وفق ما اقرته القوانين الدولية المعنية بالأسير.