فروانة: أسرى النقب يناشدون لحمايتهم من حرارة الصيف ونار شمس آب

 

فلسطين - 2-8-2010- ( نشر الساعة 13:45 ) ناشد الأسرى في معتقل النقب الصحراوي كافة الهيئات والمؤسسات والشخصيات واللجان متعددة الأسماء ، الفاعلة والناشطة في مجال الأسرى وحقوق الإنسان ، وكافة المؤسسات الإعلامية إلى تفعيل دورها والتدخل العاجل لمساندتهم في انتزاع حقوقهم الأساسية وتسليط الضوء على معاناتهم متعددة الصور والأشكال ، وحمايتهم من حرارة الصيف ، لاسيما من نار شمس آب الحارقة التي فاقمت من معاناتهم وتسببت في ظهور أعراض مرضية وأمراض عديدة .

وقال الأسرى في رسالة عاجلة وصلت للأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة ، بأن الأوضاع المعيشية والصحية داخل معتقل النقب الصحراوي لم تعد تطاق ، وأن المعتقل المذكور يفتقر لمقومات الحياة البشرية ، وأنهم يعانون من سوء الأحوال الجوية صيفاً وشتاءً نظراً لطبيعة المناخ الصحراوي المؤلم ، وتسبب لهم مزيداً من الأمراض في ظل سوء الرعاية الطبية .

وأكد الأسرى في رسالتهم إلى فروانة بأنهم يكتوون من اشتداد أشعة الشمس منذ بدء فصل الصيف وأن موجة الحر الحالية زادت من قسوة المناخ عليهم وفاقمت من معاناتهم ، وأنهم يعانون من رطوبة الجو وسخونة الهواء وسوء المناخ .

وفي السياق ذاته أكد فروانة بأن هذه الأجواء المناخية الصعبة تترك آثارها السلبية على صحة وسلامة الأسرى ، وكانت وستكون سبباً في ظهور أمراضاً عديدة في مقدمتها ضربات الشمس التي يتأثر منها جميع أجزاء الجسم كالبشرة والجلد والجهاز العصبي والحركي ، بالإضافة إلى أمراض الإعياء الحراري ونزيف الأنف ( الرعاف )  وبعض متاعب القلب المفاجئة التي تحدث لأول مرة .

يذكر بأن العديد من الدراسات أكدت بأن تعرض الإنسان لفترات حر طويلة وشديدة تضر بصحته وتؤثر بدرجة كبيرة على القوى الحيوية لديه ، كما وإن الرطوبة العالية أو المنخفضة تضر أيضاً ضارة بصحته ، وأن الجو الرطب يساعد على نمو البكتيريا والجراثيم ويبعث على الكسل والخمول ، وأن آثار ذلك قد يظهر بشكل آني على صحة الإنسان ، أو بعد فترة من الزمن .

 

وأوضح فروانة بأن الأطباء يوصون في هذه الحالات بأخذ الحيطة والوقاية لتجنب آثار الحرارة الشديدة  ، وتوفير العلاج السريع لمن يصاب بتلك الأعراض ، فيما إدارة المعتقل تضع قيوداً وعراقيل عديدة أمام الأسرى لشراء وإدخال واقتناء ما يساعد في التخفيف من شدة الحرارة ، كما لم توفر لهم ما يمكن أن يقيهم من شدة الحرارة داخل الخيام ، بل تتعمد إبقائهم فترات أطول تحت أشعة الشمس أثناء إجراء العدد اليومي لا سيما وقت الظهيرة دون وضع أية فوطة أو طاقية على رؤوسهم ، وبدلاً من توفير العلاج السريع لمن يصاب بأمراض الصيف ، فإنها تتباطأ في تقديم الرعاية الطبية اللازمة وتماطل في توفير العلاج.

 

تاريخ إنشاء المعتقل

وذكر فروانة بأن معتقل النقب الصحراوي تم افتتاحه في 17 مارس / آذار عام 1988 ، داخل منطقة عسكرية هي بالأساس معسكر للجيش الإسرائيلي ملاصقة للحدود المصرية في صحراء النقب بجنوب فلسطين ، وتم إغلاقه في منتصف عام 1996 ، ومن ثم أعيد افتتاحه من جديد خلال انتفاضة الأقصى عام 2002 بهدف استيعاب الأعداد الهائلة من المعتقلين ، وفي عام 2006 انتقلت السيطرة عليه لإدارة مصلحة السجون عام 2006 ، بعدما كان يخضع لإدارة الجيش العسكرية مباشرة ، وقد استشهد بداخله منذ نشأته ( 9 ) أسرى ، ويقبع فيه الآن قرابة ثلث الأسرى عموماً .