فروانة يبعث برسالة إلى قادة القمة العربية المنعقدة في بغداد

 

غزة -30-3-2012- كشف الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بأنه بعث برسالة إلى القادة والرؤساء والملوك العرب المشاركين في القمة العربية المنعقدة في بغداد ، دعاهم فيها إلى ضرورة ترجمة قرارات الجامعة العربية السابقة بخصوص الأسرى وهي كثيرة ، والعمل على تفعيل وتيرة الوعي بقضية الأسرى والدعوة إلى تنظيم الفعاليات التضامنية في كل العواصم العربية نصرة للأسرى وقضاياهم العادلة ودعما ومساندة للأسرى المضربين عن الطعام في ظل التصعيد الخطير بحقهم من قبل سلطات الاحتلال .

وأدناه النص الحرفي للرسالة التي أرسلت للقمة

نص الرسالة التي بعث بها عبد الناصر فروانة الى القمة العربية

فخامة وسمو ملوك ورؤساء الدول العربية حفظهم الله

تحية طيبة و بعد،،،

نبرق لكم رسالتنا هذه من فلسطين الحبيبة ، وبالتحديد من قطاع غزة ، السجن الأكبر في العالم ، ونسجل على صفحاتها جل احترامنا وتقديرنا لفخامتكم ودوركم الداعم والمساند للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .

 ولكننا في الوقت ذاته نتطلع لصدور قرارات فاعلة ومؤثرة عن قمتكم المنعقدة للمرة الأولى منذ 22 عاماً فوق الأراضي العراقية ، قرارات تساهم في التخفيف من معاناة أسرانا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي ، وقابلة للحياة والترجمة على أرض الواقع ( لا ) أن تبقى على رفوف مكتبات الجامعة العربية ، أو حبيسة الأدراج في مكاتبها .

فخامة قادة ورؤساء وملوك  الدول العربية

 

نخاطبكم اليوم وعيوننا وقلوبنا قلقة على حياة قرابة ( 4700 ) أسير فلسطيني وعربي يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، بينهم ( 185 ) طفلاً ، و( 9 ) أسيرات ، و( 320 ) معتقلاً ادارياً ، و( 27 ) نائباً بالإضافة إلى ثلاثة وزراء سابقين ، ومئات المرضى ممن يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة ، بل وخبيثة أيضاً .

نخاطبكم لنذكركم بوجود ( 120 ) أسيراً معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / آيار 1994 ، فيما الأكثر ألماً أن  بين هؤلاء يوجد ( 59 ) أسيراً معتقلين منذ أكثر من عشرين عاماً ، وبينهم أيضا ( 23 ) أسيرا مضى على اعتقالهم خمسة وعشرين عاماً وما يزيد ، وأن أقدمهم معتقل منذ ثلاثين عاماً .

نخاطبكم ونحن في غاية القلق على حياة الأسرى عموماً ، لا سيما المضربين عن الطعام منذ عشرات الأيام وخاصة الأسيرة " هناء الشلبي " وهي إحدى الأسيرات اللواتي تحررن في صفقة التبادل الأخيرة ، والمضربة عن الطعام منذ 42 يوما متواصلة ، احتجاجا على إعادة اعتقالها تحت ما يسمى بالاعتقال الإداري دون تهمة ودون محاكمة ، وما يزيد من قلقنا تدهور أوضاعها الصحية في ظل تجاهل سلطات الاحتلال لمطالبها ودون تقديم العلاج اللازم لها.

وكذلك القلق يساورنا على حياة الأسير النائب أحمد الحاج علي الذي يبلغ من العمر 75 عاماً ويخوض إضرابا عن الطعام منذ 15 يوما متواصلة احتجاجاً على اعتقاله اداريا .

 

نعم .. ينتابنا شعور القلق الدائم على الأسرى كافة من خطر الأمراض والموت ، فالأوضاع داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لم تعد تطاق ، كما لا يمكن تحملها أو الصمت إزائها ، وهي مخالفة لأبسط قواعد القانون الدولي وتتعارض وبشكل صارخ مع أدنى حقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة والبرتوكول الإضافي الأول لعام 1977 ، وما تنص عليه المواثيق والأعراف الدولية ، فالانتهاكات التي تُقترف بحقهم تطال كل مناحي الحياة الإعتقالية ولا يمكن حصرها ، بل وأن بعضها يرتقي إلى مصاف جرائم ضد الإنسانية وفقا للتوصيف الدولي .

هذا في ظل التصعيد الخطير وغير المسبوق من قبل سلطات الاحتلال ، والذي طال مجمل نواحي الحياة الإعتقالية والمعيشية ، مما فاقم من معاناتهم ، والأخطر أن هذا التصعيد وتلك الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحقهم تحظى بدعم ومباركة كافة مركبات النظام السياسي الإسرائيلي ، مما منحها الشرعية والحصانة القانونية ، فاستفحلت وأصبحت جزءا من الواقع واتسعت أكثر فأكثر ، حتى أصبحت تمارس وترتكب بقوانين أقرت من قبل حكومتهم وفي جلسات الكنيست الإسرائيلي ، وهذا ما يثير فينا القلق والهلع لما آلت إليه الأمور والتي باتت تنذر بانفجار شديد .

ونؤكد لكم بأن سلطات الاحتلال ومن خلال منظومة من الإجراءات والقوانين تسعى جاهدة لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بهم ، مما يشكل خطرا على حياتهم ، وهذا ما يُفسر التزايد المضطرد في أعداد الأسرى المرضى وانتشار أمراض خطيرة وخبيثة في ظل الحرمان من الرعاية الطبية ، وهذا ما يُفسر أيضا تزايد عدد الأسرى الذين توفوا داخل سجون الاحتلال ، وما بعد التحرر متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون .

 

وعلى ضوء ذلك فانني وباسمي الشخص عبد الناصر فروانة وبالنيابة عن اسرانا وذويهم وشعبنا كافة ، نتطلع إلى قيامكم بدوركم القومي تجاه من ضحوا من أجل فلسطين وأفنوا زهرات شبابهم لتحريرها من دنس الاحتلال باعتبارها قضية عربية وإسلامية ، وان تتحملوا مسؤولياتكم الأخلاقية والإنسانية والعربية والقومية إزاء قضية الأسرى وتفعيل دور الجامعة العربية  من خلال :

 

1- تفعيل قرار القمة العربية العشرين المنعقدة في سوريا أواخر مارس / آذار من العام  2008 ، والذي نص على أن تتبنى الجامعة قضية الأسرى باعتبارها قضية عربية واعتبار السابع عشر من نيسان يوماً عربياً في كافة الدول العربية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب عموماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، خاصة ونحن على أعتاب يوم السير الفلسطيني الذي يصادف في السابع عشر من نيسان / ابريل من كل عام .

 

2- تفعيل قرارات مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية المنعقدة بتاريخ 14-11-2009 على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الأمانة العامة ، والتي تضمنت ثماني قرارات وحملت رقم ( ق:رقم 7144-د.غ.ع-ج2-14-11-2009 ) وجميعها مهمة ونُذَّكِر هنا ببعضها :

    * الطلب إلى سفارات الدول العربية وبعثات الجامعة في الخارج بتكثيف حملاتها السياسية والإعلامية للتعريف بقضية الأسرى والمعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم وتخفيف معاناتهم .

    * تكليف المجموعة العربية في نيويورك بدراسة تقديم طلب للجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار بطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية في لاهاي حول الوضع القانوني للأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال وفقاً لأحكام القانون الدولي ذات الصلة .

3- ترجمة قرارات مجلس جامعة الدول العربية الذي عقد في الثالث عشر من تشرين أول / أكتوبر الماضي بالقاهرة وداخل مقر الجامعة وعلى مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية وبحضور وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع وأمين عام الجامعة الدكتور نبيل العربي و المتعلقة بقضية الأسرى وأهمها :

  - عقد مؤتمر دولي في جامعة الدول العربية مطلع العام الجاري 2012 لتوضيح قضية الأسرى وأبعادها وذلك تنفيذا لقرار مجلس الجامعة على مستوى القمة في دورته التي عقدت في مارس / آذار 2010  في مدينة سرت وقرارات مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بهذا الشأن.

  - تكليف المجموعة العربية في نيويورك بتقديم طلب إلى الأمم المتحدة لإرسال لجنة دولية للتحقيق و لتقصي الحقائق حول الأوضاع في سجون الاحتلال الاسرائيلي وفحص مدى التزام إسرائيل بأحكام وقواعد القانون الدولي ودعم طلب منظمة الصحة العالمية الصادر في أيار 2010 بإرسال بعثة تقصي حقائق مع الصليب الأحمر الدولي حول الأوضاع الصحية المتردية في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 

4- ترجمة قرارات مجلس وزراء العدل العرب في دورته السابعة والعشرين الذي عقدت في الخامس عشر من شباط / فبراير الماضي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة حيث قرر المجلس عدد من الخطوات القانونية التي من شأنها المساهمة في حماية الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية.والتي كان أهمها :

- عقد ندوة قانونية بإشراف جامعة الدول العربية حول الوضع القانوني للأسرى، والتنسيق مع المجموعة العربية في الأمم المتحدة من أجل مناقشة السبل والإجراءات القانونية لحماية الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية ومناقشة الوضع القانوني للأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية .

 

5- نلف عنايتكم الى أننا استقبلنا معالي د.عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية في غزة في الثالث عشر من حزيران / يونيو عام 2010 ، وخلال لقائنا به سلمناه مذكرة حول أوضاع الأسرى ، وتتضمن مجموعة من التوصيات والتطلعات ، نأمل دراستها والأخذ بها وترجمتها بما يدعم ويساند الأسرى والأسرى المحررين .

 

فخامة القادة والرؤساء والملوك  العرب :

من المؤكد بأن الأسرى بحاجة اليوم إلى حماية دولية والى حاضنة عربية لدعمهم ومساندتهم باعتبارها قضية عربية وقومية ، خاصة أن قرارات القمم العربية السابقة وللأسف الشديد بقيت حبرا على ورق دون ترجمة لأي منها ، وبقيت على رفوف مكتبات الجامعة العربية وحبيسة في أدراج المكاتب هناك .

 ولهذا فإننا نناشدكم ومن خلالكم نناشد أشقائنا في كافة الدول العربية الشقيقة التي تمثلونها بضرورة ترجمة القرارات السابقة والعمل على تفعيل وتيرة الوعي بقضية الأسرى والدعوة إلى تنظيم الفعاليات التضامنية في كل العواصم العربية نصرة للأسرى وقضاياهم العادلة ودعما ومساندة للأسرى المضربين عن الطعام في ظل التصعيد الخطير بحقهم من قبل سلطات الاحتلال والتجاهل لمطالبهم وحقوقهم الأساسية مما يشكل خطرا على حياتهم ويتطلب دعما عربيا قويا ومؤثرا يقود إلى احترام " إسرائيل " لحقوق الانسان الأسير القابع في سجونها ، وبما يساهم في وضع حد لمعاناتهم المتفاقمة .

في الختام ثقتنا بكم عالية وأملنا كبير في دور الجامعة العربية وما تمثله من مكانة مرموقة وحاضنة عربية.. وتذكروا دائما بأن الأسرى وعائلاتهم وشعبهم يتطلعون دائما إلى دور عربي وقومي فاعل ومؤثر من قبلكم ومن قبل الجامعة العربية  ..

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،،

ابنكم / عبد الناصرعوني فروانة

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى

مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية

عضو اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون الوزارة بقطاع غزة

0599361110

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

                                                                                                                                                            غزة – فلسطين

                                                                                                                                  28 مارس / آذار 2012