"كورونا" "الاعتقال الاداري" "قساوة الشتاء"
عام 2020.. الأكثر سوءًا على أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي
يعتبر عام 2020 الأكثر سوءًا على الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ تصاعدت انتهاكات الاحتلال بحقهم، حيثُ رفضت مطالب اسرى الاعتقال الإداري، وتضاعفت حجم الاعتقالات اليومية لمئات الشبان في الضفة المحتلة، وسط استمرار تردي الاوضاع الصحية والمعيشية داخل السجون، وخطر انتشار فيروس "كورونا".
وكان الحدث الأبرز خلال العام الجاري، تعرض حياة الأسرى لخطر الاصابة بعدوى (كوفيد-19)، إذ سجلت دوائر التوثيق الفلسطينية المعنية بشؤون الاسرى، إصابة مئات الاسرى بالفيروس، فيما تواصل إدارة الاحتلال سياسة الغموض بشأن اعداد المصابين الحقيقيين.
أما فرض الاعتقال الإداري الممنهج يأتي على رأس الانتهاكات، إذ خاض الأسير ماهر الاخرس من سكان مدينة جنين في الضفة المحتلة، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام دام 103 يومًا، احتجاجًا على اعتقاله، إلى جانب خوض عشرات الأسرى بمعركة الاضراب.
4400 أسير في سجون الاحتلال
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، نبّه من حالة القلق المتزايدة على الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وأوضح فروانة لوكالة "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عام 2020 كان مختلفا تماماً بالنسبة للأسرى والمعتقلين عن ما سبقه في كل شيء، في ظل استمرار اعتقال 4400 أسير في السجون، بينهم 170 طفلا، و41 أسيرة، وتفشي الوباء في السجون.
ومع نهاية عام 2020، تواصل حكومة الاحتلال اعتقال 14 أسيرًا أمضوا أكثر من 30 عامًا، أقدمهم الأسيران: كريم وماهر يونس، المعتقلان منذُ يناير1983، أي قبل 38 عامًا.
فيما مضى 41 أسيرًا من قطاع غزة أكثر من 18سنة من الاعتقال، تحت حجج واهية تذرع بها محكمة الاحتلال، لاستمرار حجزهم.
وعن جائحة كورونا"، أكد فراونة، ان الأوضاع داخل السجون لم تتبدل ولم تتغير للأفضل، حيث واصلت سلطات الاحتلال معاملتها بمعزل عن القانون الدولي، ولم توفر ما هو مطلوب وضروري لحمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا.
وبيّن أن 140 أسيرًا ظهرت عليهم علامات الإصابة بالعدوى، وحذر من أن العدد مرشح للارتفاع خلال الفترة المقبلة، في ظل عدم تقديم الرعاية الصحية الكاملة للأسرى.
وذكر فراونة، أن هيئة شؤون الاسرى والمحررين طالبت بإشراف طبي محايد للأشراف على الفحوصات ومراقبة اعطاء الاسرى لقاحات.
وأكمل إن "تجربنا مع ادارة السجون قاسية، ولا نثق بهم ونخشى نواياهم العنصرية ولا نستبعد استخدامهم حقول لتجارب اللقاحات، الخاصة بفيروس كورونا".
ونبّه فراونة، أن كافة المعطيات والشواهد تؤكد أن سلطات الاحتلال لم توفر البيئة الصحة المناسبة ولا تقدم الرعاية الكافية للمعتقلين، وهي ماضية في إجراءات الاستهتار في حياة وأوضاعهم الصحية؛ حتى في زمن الوباء، ولم تعرّي أي اهتمام لنداءات الاسرى والمؤسسات المعنية.
وكان مسؤول من حكومة الاحتلال قد قال: إن تطعيم الأسرى باللقاح ضد كورونا، ليس من أولوياتنا".
كما وحذر فراونة، من تحديات ظروف الاحتجاز وقسوة معاملة السجان وتردي الأوضاع الصحية مع جائحة كورونا وارتفاع الإصابات.
الاعتقال الإداري
وفي أحدث احصائية، فإنه يوجد حاليًا نحو1100 أسيرًا على بند الاعتقال الاداري، بينها قرابة 40% قرارات جديدة، و60% قرارات تجديد، وفق فروانة.
وخاض أكثر من 25 معتقلاً إداريًا اضرابات فردية عن الطعام خلال هذا العام، من بينهم الأسير ماهر الاخرس.
وأفرجت حكومة الاحتلال عن الاخرس بتاريخ 26-11-2020، بعدما رضخت لشروطه العادلة، ونددت كافة المؤسسات والجهات المعنية عملية الاعتقال واعتبرته أنه يتعارض مع القانون الدولي.
وشدّد المختص، على أنه في ظل عجز المؤسسات الدولية عن وضع حد للاعتقال الاداري والانتصار للمعتقلين الاداريين، فإن هذا يدفع بعض المعتقلين الإداريين الى اللجوء لخيار الاضراب عن الطعام كوسيلة نضالية للتعبير عن رفضهم للاعتقال.
وتعتبر سياسة الاعتقال الإداري سياسة عنصرية تعسفية يرفضها القانون، حيثُ تبقي حكومة الاحتلال الأسير في السجون دون توجيه تهمة ومحاكمة، على أن تجدد قرار الاعتقال كل فترة.
قسوة الشتاء
وفيما يتعلق بأوضاع الاسرى في فصل الشتاء، قال عبد الناصر فراونة، إن" معاناة الاسرى تتفاقم ويزداد جرحهم في الشتاء"، في ظل افتقارهم للاحتياجات اللازمة من الحماية البرودة القاسية وظروف الاعتقال.
وأضاف فراونة، أن الأسرى خاصة كبار السن يتعرضون لخطر الإصابة بأمراض الشتاء، لا سميا مع سوء الأوضاع الصحية والخدمات الطبية في السجون.
وأكد أن إدارة سجون الاحتلال تتعمد اتخاذ إجراءات وخطوات استفزازية، واقتحامات واعتداءات متعمدة، وسط حملة تفتيشات متكررة بذريعة (الأمن)، وذلك للتضييق على الأسرى والتنغيص عليهم.
كما تهدف إجراءات الاحتلال لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي والمعنوي المتعمد للأسرى، وهذا يتعارض مع القانون الدولي الذي يُلزم الدولة الحاجزة بتوفير كل ما يلزم لعلاجهم وحمايتهم من خطر الموت أو الإصابة بالأمراض.
وشدّد فراونة، على أن إدارة السجون تخلق ذرائع وتضع العراقيل أمام إدخال ما ينقص الاسرى عن طريق الأهل والمؤسسات الحقوقية، وما يمكن أن يساعدهم في سد بعض احتياجاتهم في الشتاء.
استشهاد 4 أسرى
وذكر أنه خلال العام المنصرم استشهد أربعة أسرى بسبب تردي الأوضاع الصحية وسياسة الإهمال الطبي المتعمد، وهم: نور الدين البرغوثي، سعدي الغرابلي، طلعت الخطيب، وكمال أبو وعر.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تحتجز جثامينهم مع خمسة آخرين، وتابع: هذه "واحدة من أبشع وأكبر الجرائم الأخلاقية والقانونية والإنسانية التي تقترفها دولة الاحتلال بحق الأموات".
وطالب فراونة، المنظمات والمؤسسات الدولية، الحقوقية والإنسانية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، بتحمل مسؤولياتها والتدخل العاجل من أجل توفير الحد الأدنى من الحماية الإنسانية والقانونية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من خطر الموت أو الإصابة بالفايروس والأمراض المختلفة.
لجنة الاسرى
وسلمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، الاثنين، المؤسسات الدولية مذكرة قانونية تحذر فيها من خطورة الوضع الصحي للأسرى الفلسطينيين في ظل جائحة كورونا ورفض الاحتلال ادخال اللقاح اللازم لهم داخل السجون .
وأكدت لجنة الأسرى، أن المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي أمام ما يحصل من مطالبة المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية والضغط على الاحتلال من اجل تحسين اوضاع الاسرى والافراج عنهم
وطالبت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، المؤسسات الدولية بالنهوض بواجباتها والتزاماتها الدولية والإنسانية والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف سياساته العنصرية التي أدت لاستشهاد 226 أسيرًا.
وأشارت القوى إلى وضع الأسرى خاصةً في ظل جائحة كورونا التي تهدد حياة أسرانا وأسيراتنا الماجدات وكبار السن والأطفال الأسرى بفعل السياسات والجرائم العنصرية الإسرائيلية.
29-12-2020