28-9-2011

مناشدة عاجلة من والد طفلة مريضة بالسرطان  

الى وزير الصحة د.فتحي أبو مغلي

انقذوا مرضانا ..

 

د . فتحى أبو مغلي .. حفظه الله

وزير الصحة الفلسطيني

تحية حارة وبعد ،

أدرك حجم انشغالاتكم والمهام الملقاة على عاتقكم ، وأقدر عاليا جهودكم الحثيثة وجهود وزارتكم والدور الإيجابي لمدير دائرة العلاج بالخارج في غزة والعاملين فيها ، في توفير العلاج لمرضانا وتحويلهم للمستشفيات العربية والإسرائيلية نظرا للنقص الحاد في الأدوية وضعف الإمكانيات في قطاع غزة ...

ولكن هذا ( لا ) يعني بأن ( لا ) نقف مطولا أمام الثغرات والإخفاقات والإنتقادات التي يُمكن تسجيلها على وزارتكم  ، وأبرزها عدم متابعة الحالات المرضية التي تُحول للعلاج بالخارج من قطاع غزة ، وعدم زيارتهم نهائيا للإطلاع عن كثب على أوضاعهم واحتياجاتهم وظروفهم وما يُقدم لهم من علاج وأدوية  .

وصراحة ترددت كثيرا قبل أن أكتب ك ، وأجلت الكتابة حول هذا الموضوع مرارا ، ولكن اتصالا هاتفيا تلقيته مساء أمس من طفلتي المريضة ومن أمها المرافقة لها دفعني للكتابة .

سيادة الوزير :

لم تعد الآثار المدمرة لمرض السرطان الخبيث الذي افترس جسد طفلتي الصغيرة البريئة التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها ، مقتصرة على نفسيتها وجسدها النحيف وطفولتها البريئة ، وانما تسللت تلك التداعيات تدريجيا الى نفوسنا وأثرت سلبا على أوضاعنا كاسرة وازدادت قساوة مع مرور الأيام والشهور ، وفي كل مرحلة من مراحل العلاج نعتمد ونتوكل على الله ونردد " لن يُصيبنا الا ما كتب الله لنا " ، وندعو الله أن يرفع البلاء عنها ويُشفيها .

ولكن ما يؤلمنا سيادة الوزير ، هو أن طفلتنا ترقد على أسرة مستشفى " اخلوف " الإسرائيلي منذ 6 شهور متواصلة وبرفقتها والدتها ، وطوال تلك الفترة لم يقم بزيارتها أي طبيب فلسطيني ، ولا يعلم عنها وعن حالتها الصحية وعن ما آلت اليه أوضاعها أي مسؤول في دائرة العلاج بالخارج بوزارة الصحة ؟ ولا يمتلكون أية معلومات عنها سوى تاريخ سفرها ودخولها للمستشفى ؟ وهذا ينطبق على الآخرين من المرضى.

 

أمر يدعو للإستهجان والدهشة .. كما ويدعو للقلق الشديد على أطفالنا المرضى ( لا سيما ) وأن هذا الإهمال واللا أبالية من قبل وزارة الصحة ان جاز التعبير كان سببا في تدهور أوضاع بعض المرضى ! وكان سببا في قسوة تعامل أفراد الأمن معهم ! ، وكان سببا أيضا في الإبتزاز المالي وبقاء مرضى لشهور طويلة في المستشفى دون داعي ! ، وستكون سببا في وفاة العديد من المرضى … 

 

السيد وزير الصحة :

طفلتي اسمها ( مها عبد الناصر فروانة ) من غزة وعمرها عشر سنوات ، تعاني من ( سرطان الدم ) ترقد في مستشفى ( اخلوف ) منذ الثامن والعشرين من مارس / آذار الماضي وبرفقتها والدتها ، وتلقت العلاج الكيماوي ، واجريت لها عملية زراعة نخاع ( من شقيقها ) أوائل سبتمبر الجاري ، وتعرضت هي ووالدتها في بعض المراحل لمعاملة قاسية من العاملين هناك ، واليوم وبعد مرور شهر كامل على الزراعة وستة شهور كاملة من العلاج ( لا ) نعرف حقيقة أوضاعها الصحية وبرنامجها العلاجي ، وكل يوم قصة ورواية جديدة ، وهذا ما يقلقنا ويثير بداخلنا مخاوف كثيرة ويؤثر سلبا على أوضاعنا النفسية ….

لهذا توجهنا لسيادتكم ونشكركم على سعة صدركم ، ونأمل تفهم مشاعرنا ودوافع رسالتنا ومناشدتنا هذه .

د.فتحي ابو مغلي :

ربما وبحكم عملي وموقعي ألمس أن الغالية العظمى ممن حصلوا على تحويلات يشتكون من سوء المعاملة وقسوتها أحياناً ، أو بطء الإجراءات والفحوصات وابقائهم لفترة أطول بهدف الإبتزاز المالي ، وغياب الشفافية أحيانا أخرى ...

 واعتقد جازما بأن الزيارات الدورية المنتظمة للمرضى في المستشفيات العربية والإسرائيلية  ستحل الكثير من المشاكل وستصب بالتأكيد في مصلحة المريض ، وسيكون لها الاثر الإيجابي على نفسيات المرضى وذويهم  .

 

سيادة الوزير :

أناشدك وبشكل عاجل بتشكيل لجنة طبية تضم نخبة من الأطباء العاملين في دائرة العلاج بالخارج وفي مقدمتهم د.بسام البدري ، وتكليفهم بزيارة مستشفى ( اخلوف ) والمستشفيات الإسرائيلية والعربية الأخرى والإطلاع عن كثب على أوضاع المرضى الفلسطينيين من سكان القطاع وبشكل دوري واسبوعيا ، والإلتقاء بهم جميعا والإستماع اليهم والى شهادات مرافقيهم ، وآراء أطبائهم بما يساهم في تجاوز الثغرات ويصب في خدمة المرضى وتحسين الخدمات الطبية المقدمة لهم ، أو حتى نقلهم من مستشفى لآخر اذا استدعت الضرورة .

 

سيادة الوزير ..

في الختام أشكرك على سعة صدرك وحسن استماعك ، وآمل أن أشكرك قريبا على سرعة تجاوبك وارسال من ينوب عنكم لزيارة أطفالنا المرضى هناك وانقاذ حياتهم ووضع حد للمعاملة القاسية التي يتلقونها ومرافقيهم ،،

 

فمنح التحويلات للمرضى أمر مهم وضروري الى أفضل المستشفيات العربية والإسرائيلية في ظل النقص الحاد وضعف الإمكانيات في المستشفيات الفلسطينية بغزة ، ومهم أيضا توفير التغطية المالية اللازمة ، ولكن الأهم متابعة المرضى وتوفير سبل الراحة لهم ولمرافقيهم ومعرفة كيف تصرف الأموال وفي أي اتجاه لضمان تقديم العلاج اللازم والمناسب لهم والراحة لمرافقيهم  .

 

آمل سيادة الوزير أن ( لا ) تدخر جهدا من أجل انقاذ حياة طفلتي ووضع حد لمعاناتها المتفاقمة ، وإن استدعت الأمور نقلها لمستشفى آخر وفي مكان آخر بأن لا تتردد في اتخاذ القرار المناسب .

 

وتقبلوا فائق احترامي وتقديري

أخوكم

عبد الناصر فروانة

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى

مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية

0599361110

Ferwana2@yahoo.com

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org