فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
في تقرير شامل له بمناسبة الذكرى التاسعة لانتفاضة الأقصى
فروانة : الانتفاضة كانت قاسية على الأسرى وذويهم وسُجل خلالها عشرات الانتهاكات
و( 69 ألف ) حالة اعتقال بينهم ( 850 ) مواطنة و( 7800 ) طفلاً
غزة - 28-9-2009 – أفاد الباحث المختص بشؤون الأسرى ، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية عبد الناصر عوني فروانة ، في تقرير أصدره اليوم في الذكرى التاسعة لانتفاضة الأقصى بأن حصاد الانتفاضة كان قاسياً ومريراً على الأسرى وذويهم ، وأن الانتهاكات بحقهم لا حدود لها وتتصاعد بشكل مضطرد وخطير ، وأن حالات الاعتقال خلالها وصلت إلى ( 69 ألف ) حالة ، طالت كافة شرائح وفئات الشعب الفلسطيني وشملت فئات عمرية مختلفة ، ولم تقتصر على الذكور فحسب ، حيث طالت شيوخ وأطفال ، أمهات وفتيات ، مرضى ومعاقين ، ومئات الصيادين ، طلاب ومهنيين وأكاديميين ، والعشرات من النواب والقيادات السياسية وبعض الوزراء في حكومات فلسطينية سابقة .
وأكد فروانة بأن الاعتقالات خلال انتفاضة الأقصى سارت بشكل متعرج وانخفضت في السنوات الثلاثة الأخيرة ، لكنه لم تتوقف يوماً ، بل وللأسف أضحت جزءاً من الحياة اليومية للفلسطينيين ، وباتت جزءاً من ثقافة كل من يعمل في مؤسسة الاحتلال الأمنية ، و تقليداً ثابتاً في سلوكهم ، حيث (لا) يمضي يوم واحد إلا ويُسجل فيه اعتقالات ، فيما أن كافة الشواهد تؤكد أن القليل منها فقط ما ينفذ استناداً لما يدعيه الاحتلال من ضرورات أمنية وفقاً لقوانينه الظالمة ، وأن غالبيتها تنفذ كإجراء انتقامي ومزاجي وأحياناً ابتزازي بهدف الضغط على التنظيم الذي ينتمي إليه المعتقلين أو لإجبار المطلوبين على تسليم أنفسهم والمعتقلين على الاعتراف ، وأن مجمل تلك الاعتقالات وما يرافقها ويتبعها تتم بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني .
مضيفاً بأن قوات الاحتلال لم تكتفِ بأسلوب أو شكل معين وثابت في اعتقالها واختطافها للمواطنين والمواطنات بشكل فردي أو جماعي ، بل انتهجت أساليب عدة ، منها على سبيل المثال اجتياح المدن والمخيمات واقتحام البيوت واعتقال المعنيين ، أو تحويل الحواجز العسكرية والمعابر لمصايد للاعتقال ، ومنها القرصنة في عرض البحر واختطاف مئات الصيادين ، أو من خلال الخداع عن طريق القوات الخاصة المتنكرة بزي عربي والذين يطلق عليهم "وحدات المستعربين"، وغيرها .
( 69 ) ألف حالة اعتقال منذ بدء انتفاضة الأقصى
وبيّن مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة في تقريره إلى أنه تمكن من توثيق ( 69 ألف ) حالة اعتقال منذ بدء انتفاضة الأقصى بتاريخ 28 سبتمبر 2000 ولغاية اليوم ، بمعدل ( 639 ) حالة اعتقال شهرياً ، بينهم بضعة آلاف احتجزوا لساعات طويلة أو لأيام محدودة في الأماكن العامة كالمدارس والجامعات والساحات أو على الحواجز أو داخل المستعمرات أو في مراكز التوقيف ، ومن ثم أطلق سراحهم ، فيما أصدرت سلطات الاحتلال خلال الانتفاضة قرابة عشرين ألف قرار جديد أو تجديد الاعتقال الإداري ، وعشرات قرارات " مقاتل غير شرعي " بحق معتقلين من قطاع غزة ، وأن ( 74 ) معتقلاً التحقوا بقائمة شهداء الحركة الأسيرة من كافة المناطق الفلسطينية .
حالات اعتقال ..
منوهاً إلى أن الحديث يدور عن إجمالي عدد حالات الاعتقال ، وليس عن أعداد المواطنين الذين تعرضوا للاعتقال ، حيث أن هناك الآلاف من المواطنين تعرضوا للاعتقال أكثر من مرة ، وسُجلوا في كل مرة برقم جديد ، وأن أعداد المواطنين الذين تعرضوا للاعتقال أقل من ذلك بكثير .
اعتقال ( 850 مواطنة ) و ( 7800 طفل )
وبين التقرير أن قوات الاحتلال اختطفت خلال انتفاضة الأقصى قرابة ( 850 ) مواطنة بقيّ منهن ( 51 ) أسيرة فقط ، كما وأُعتقل خلال انتفاضة الأقصى ( 7800 ) طفلاً ، بقىَّ منهم لغاية الآن ( 326 ) طفلاً .
فيما سُجل خلال انتفاضة الأقصى ولادة ( 4 ) أسيرات داخل السجن وهن : ميرفت طه (21 عاماً ) من القدس ، ومنال غانم (32 عاماً ) من طولكرم ، وسمر صبيح (22 عاماً) من مخيم جباليا بقطاع غزة، وثلاثتهن قد تحررن من الأسر ، فيما الأسيرة الرابعة وهي فاطمة يونس الزق ( 40 عاماً ) من مدينة غزة ، لا تزال معتقلة مع طفلها يوسف ( 20 شهراً ) الذي يعتبر أصغر أسير في العالم.
سلطات الاحتلال تعتقل عشرات الجثامين
وأوضح فروانة في تقريره إلى أن الأمر لم يعد مقتصراً على الأحياء ، فسلطات الاحتلال احتجزت منذ بدء انتفاضة الأقصى العشرات من الجثامين لشهداء وشهيدات من الضفة الغربية وجثامين لـ( 16 شهيداً ) من قطاع غزة .
91.3 % من المعتقلين خلال الانتفاضة كانوا من الضفة الغربية
وفي السياق ذاته أوضح فروانة بأن ما نسبته ( 91.3 % ) أي الغالبية العظمى من حالات الاعتقالات خلال الانتفاضة سُجلت في مناطق الضفة الغربية ، ولم يُسجل سوى ( 4500 ) حالة اعتقال من قطاع غزة ، وقرابة ( 1500 ) حالة معتقل من القدس و48.
( 84.2 % ) من بين المعتقلين القابعين الآن في السجون هم أيضاً من الضفة الغربية
وبيّن فروانة إلى أنه لم يتبقى من هؤلاء في سجون ومعتقلات الاحتلال سوى ( 8200 أسيراً ) بينهم ( 51 ) أسيرة و( 326 طفلاً ) و( 398 معتقلاً إداريا ) و( 10 معتقلاً ) وفق قانون مقاتل غير شرعي .
وأن 84.2 % من إجمالي المعتقلين القابعين الآن في سجون الاحتلال هم أيضاً من الضفة الغربية وتتصدر نابلس النسبة الأكبر منها يليها رام الله ثم الخليل وجنين ، فيما يوجد بين هؤلاء المعتقلين ( 800 ) معتقلاً من غزة وقرابة ( 500 معتقلاً ) من القدس وال48 .
مع بدء الانتفاضة كان في السجون ( 1250 ) معتقلاً
مشيراً إلى أنه ومع بدء انتفاضة الأقصى كان في سجون الاحتلال فقط ( 1250 أسيراً ) ، تحرر غالبيتهم ولم يتبقَ منهم سوى قرابة ( 460 ) معتقلاً ، وباقي المعتقلين أعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى .
منذ أسر شاليط
وأوضح فروانة أنه منذ أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" بقطاع غزة بتاريخ 25 حزيران2006 ، ولغاية اليوم أي خلال ( الـ 39 شهراً الماضية ) أعتقلت قوات الاحتلال قرابة عشرين ألف مواطن ، فيما لا يزال الأسرى وذويهم ينتظرون بشغف إتمام صفقة التبادل ويعلقون آمالاً كبيرة عليها بأن تشمل إطلاق سراح المئات من الأسرى ورموز المقاومة لاسيما القدامى وممن مضى على اعتقالهم عشرات السنين من كافة المناطق بما فيها القدس وال48 .
وعلى كل من تفهم معاناة " شاليط " وينادي بحريته ، أن يتفهم معاناة المعتقلين وأن ينادي بحرية القابعين منهم في سجون ومعتقلات الإحتلال .
انخفاض تدريجي في الاعتقالات ...
وأشار التقرير إلى أن الاعتقالات خلال انتفاضة الأقصى لم تتوقف يوماً ، لكن معدلها سار بشكل متعرج ، وشهد العام التاسع انخفاضاً في عدد حالات الاعتقالات قياساً بالعامين السابع والثامن للانتفاضة ، حيث سُجل خلال العام السابع للانتفاضة ( 7802 ) حالة اعتقال ، وانخفض العدد في العام الثامن للانتفاضة وسُجل خلاله ( 6748 ) حالة اعتقال ، فيما وصلت حالات الاعتقال خلال العام التاسع ( 29-9-2008ولغاية 28-9-2009 ) بمن فيهم من اعتقلوا خلال الحرب على غزة إلى ( 4892 ) حالة اعتقال ، أي بانخفاض نسبته 27.5 % عن العام الثامن للانتفاضة ، وانخفاض نسبته ( 37.3 % ) عن العام السابع للإنتفاضة .
فيما أكد فروانة في تقريره على أن نسبة الاعتقالات خلال العام التاسع لا تزال تشكل نسبة عالية قياساً بالأعوام الرابع والخامس والسادس للانتفاضة والتي لم تتجاوز فيها حالات الاعتقالات ( 4500 حالة ) ، فيما شهدت الأعوام الثلاثة الأولى ارتفاعاً كبيراً في نسبة الاعتقالات وصلت إلى أكثر من عشرة آلاف في كل عام ، فيما يعتبر العام الخامس للانتفاضة ( سبتمبر 2004- سبتمبر 2005 ) هو الأقل عدداً من حيث عدد الاعتقالات ، هذا حسب ما هو موثق لديه .
وتصاعد خطير في الإنتهاكات ...
وقال فروانة، أن الإنخفاض في عدد حالات الاعتقالات خلال العام التاسع لا يعني انخفاضاً في حجم ومستوى الانتهاكات بحقهم ، كما لا يعكس ذلك تحسناً على أوضاع الأسرى وآلية التعامل معهم ، بل على العكس تماماً ، الانتهاكات تصاعدت واتسعت و اشتدت فظاعة وانحطاطاً وقسوة لتشمل كل مناحي الحياة الإعتقالية ، بل طالت تلك الإجراءات التعسفية ذوي الأسرى أيضاً حيث أن سلطات الاحتلال قد اتخذت قراراً غير مسبوق في منتصف حزيران 2007 تمثل بمنع ذوي أسرى قطاع غزة وبشكل جماعي من زيارة أبنائهم ، مما فاقم من معاناة الأسرى وأقاربهم في آن واحد ، بالإضافة إلى ارتفاع قوائم الممنوعين من الزيارة بشكل فردي من ذوي أسرى الضفة الغربية والقدس تحت حجج أمنية واهية أو ما يسمى ' المنع الأمني ' .
افتتاح سجون ومعتقلات وأقسام جديدة
وأشار فروانة إلى أنه خلال انتفاضة الأقصى ، أعيد افتتاح العديد من السجون والمعتقلات كالنقب، وعوفر، كما تم تشييد سجون جديدة كسجني جلبوع و ريمون ، بالإضافة إلى توسيع بعض السجون وافتتاح العديد من الأقسام الجديدة فيها، بهدف استيعاب الأعداد الكبيرة من المعتقلين الجدد .
الاعتقال الإداري و" مقاتل غير شرعي "
ولفت الباحث فروانة إلى أن سلطات الاحتلال أصدرت بحق المعتقلين الفلسطينيين خلال انتفاضة الأقصى قرابة ( 20000 ) عشرين ألف قرار إداري ، ما بين اعتقال جديد وتجديد الاعتقال الإداري .
مشيراً إلى وجود ( 398 معتقلاً إدارياً ) من الضفة الغربية في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي تضم نخبة من المثقفين والأكاديميين والطلبة ، فيما تصاعد استخدام قانون " مقاتل غير شرعي " بحق أسرى قطاع غزة .
قائمة عمداء الأسرى ترتفع ..
وأشار فروانة إلى أنه ومع بدء انتفاضة الأقصى كان عدد الأسرى الذين تجاوزوا عامهم العشرين في الأسر بشكل متواصل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ، فيما عددهم الآن وصل إلى ( 107) أسيراً ، منهم ثلاثة أسرى تجاوزوا الثلاثين عاماً في الأسر .
شهداء الحركة الأسيرة
وفيما يتعلق بشهداء الحركة الأسيرة خلال انتفاضة الأقصى، لفت فروانة، إلى أن هناك (74 ) شهيداً التحقوا بقائمة شهداء الحركة الأسيرة ( 53 ) من الضفة و( 14 )غزة و( 6 ) من القدس و( شهيد واحد ) من مناطق 48 ، بينهم ( 3 ) معتقلين استشهدوا نتيجة التعذيب، و (18 ) معتقلاً نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، و( 25 ) استشهدوا بعد اعتقالهم وهم مصابين أو اختطفوا من سيارات الإسعاف أومن داخل المشافي والعيادات الفلسطينية وتعذيبهم دون تقديم الرعاية الطبية لهم بهدف قتلهم ، و( 27 ) آخرين نتيجةً للقتل العمد بعد الاعتقال أي التصفية الجسدية المباشرة، بالإضافة للأسير محمد الأشقر الذي استشهد جراء إصابته بعيار ناري في الرأس في معتقل النقب الصحراوي ليرتفع العدد الإجمالي لشهداء الحركة الأسيرة إلى ( 197) شهيداً ، بعدما كان ( 123 ) شهيداً مع بدء الانتفاضة .
افراجات تحت ما يُسمى " حسن النية "
وأوضح فروانة أنه وخلال انتفاضة الأقصى وفي إطار العملية السلمية وتحت ما يسمى " حسن النية " أطلقت " إسرائيل " سراح ( 2102 ) أسير وأسيرة من الضفة الغربية وقطاع غزة ، فيما استثنت جميعها أسرى القدس وأسرى 48 ، وذلك على سبع دفعات وكانت الدفعة السابعة والأخيرة منتصف ديسمبر من العام الماضي وشملت ( 227 ) أسيراً ، وأن أبرز من أطلق سراحهم في تلك الإفراجات هم " أحمد جبارة أبو السكر بعد اعتقال دام 27 عاماً ، عميد الأسرى سعيد العتبة بعد اعتقال 31 عاماً ، أبو علي يطا بعد اعتقال 28 عاماً ، وعدد من القادة السياسيين أمثال عبد الرحيم ملوح وحسام خضر وركاد سالم.
عمليات تبادل الأسرى
وأفاد التقرير إلى أنه وخلال انتفاضة الأقصى أيضاً أطلق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين والعرب والعشرات من جثامين الشهداء المحتجزة لدي سلطات الاحتلال في الثلاجات أو في مقابر الأرقام ، خلال ست دفعات وذلك في إطار ما يُعرف بعمليات تبادل الأسرى ولكن بعضها كان محدود جداً جداً ، خمسة منها كانت ما بين حزب الله وحكومة الاحتلال ، فيما واحدة كانت في الخامس من ديسمبر 2004 حيث أفرجت بموجبها الحكومة المصرية عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام ، وبالمقابل أفرجت الحكومة الإسرائيلية عن 6 طلاب مصريين كانوا معتقلين لديها ، ووفقاً لهذه التفاهمات أيضاً أطلقت إسرائيل في وقت لاحق من ذات الشهر سراح ( 165 معتقل ) فلسطيني .
فيما تعتبرعمليتي التبادل التي جرت في 29 يناير 2004 ، والتي تحرر بموجبها ( 462 ) أسيراً فلسطينياً وعربياً بينهم ، والأخيرة التي جرت في 16 تموز 2008 والتي تحرر بموجبها الأسير اللبناني سمير القنطار الأبرز من مجمل تلك العمليات التي جرت خلال انتفاضة الأقصى .
مساندة الأسرى .. واجب وطني وقومي
وفي ختام تقريره ناشد فروانة الأطراف الفلسطينية أولاً إلى التوحد والعمل من أجل إنهاء حالة الانقسام المؤلمة والتي كان لها بالغ الأثر السلبي على الأسرى وأوضاعهم ، وفاءاً للأسرى وتضحياتهم والأهداف التي ناضلوا واعتقلوا من أجلها ، والعمل بشكل موحد من أجل إعادة الاعتبار لقضيتهم على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية .
داعياً في الوقت ذاته كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية وتلك المختصة بشؤون الأسرى الارتقاء بدورها وتطوير فعلها بما يوازي حجم الجرائم التي يتعرض لها الأسرى داخل سجون ومعتقلات الاحتلال .
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
0599361110
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان