فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

الأسرى الفلسطينيون في العيد .. الحياة والمشاعر داخل السجن مختلفة

 

غزة (فلسطين) – خدمة قدس برس (خاص)

السبت 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009

 

(عبد الناصر فروانة) (*)

بالرغم من الصورة المؤلمة؛ فإنّ الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يحيَوْن العيد بطقوس خاصة، حيث الاستيقاظ المبكر صبيحة العيد، والاستحمام وارتداء أجمل الملابس، والخروج إلى الفورة (الساحة) لصلاة العيد، ومن ثم يصطفون بشكل دائري في الفورة، ويسلِّمون على بعضهم بعضاً، ويتبادلون التهاني، ويوزِّعون الحلوى، ويواسون بعضهم بعضاً، وتُلقى الكلمات والخطب القصيرة.

وفي كثير من الأحيان تمنع إدارة السجن صلاة العيد بشكل جماعي، وترفض تخصيص زيارة للأهل، أو الاتصال بهم هاتفياً.

وفي أحيان أخرى تعمد الى استفزاز الأسرى من خلال التنقلات أو التفتيشات خلال أيام العيد.

والعيد هو مناسبة مؤلمة بالنسبة للأسرى، قاسية على قلوبهم، ثقيلة على رؤوسهم، يضطر فيها الأسير لاستحضار شريط الذكريات، بما حمله من مشاهد ومحطات مختلفة.

فبعض الأسرى ينطوون لساعات طويلة في زوايا الغرف الصغيرة، والبعض الآخر يشرع في ترجمة ما لديه من مشاعر على صفحات من الورق، ليخطّ بعض القصائد والرسائل على أمل أن تصل لاحقاً إلى أصحابها، أو قد لا تصل وتبقى حبراً على ورق، وقد تنهمر الدموع من عيون بعضهم حزناً وألماً.

العيد مناسبة لا يحسّ بآلامها وقساوتها سوى من ذاق مرارة السجن، وهناك المئات من بين آلاف الأسرى الفلسطينيين قد استقبلوا عشرات الأعياد وهم في السجن، ومنهم من يحتفل بالعيد مع أبنائه داخل السجن، ومنهم من فقدوا الأمل وإلى الأبد في إحياء الأعياد مع آبائهم وأمهاتهم، لأنهم فقدوهم وهم في السجن، فكيف يمكن لهؤلاء أن يستمتعوا بفرحة العيد وبهجته؟!.

وهي مناسبة لا تقل ألماً بالنسبة لذوي الأسرى، الذين بات حُلمهم في عيد الأضحى ليس التوجّه إلى الأراضي الحجازية المقدّسة لأداء فريضة الحج؛ وإنما انحصر في عودة أبنائهم الأسرى إلى أحضانها.

والأدهى أنهم وهم يتابعون توافد ملايين المسلمين إلى مكة المكرمة؛ يتمنّون أن يُسمح لهم بالتوافد على بوابات سجون ومعتقلات الاحتلال لرؤية أبنائهم وأحبّتهم المحتجزين هناك.

وكم كنّا نأمل في أن يكون استقبال الشعب الفلسطيني عامة والأسرى وذويهم خاصة لهذا العيد مختلفاً تماماً عن استقبالهم لعشرات الأعياد السابقة، وأن تكتمل فرحتنا بتحرّر أسرانا، لاسيما القدامى، وعودتهم إلى كنف شعبهم وأحضان عائلاتهم. ولا زلنا نحلم بأن تحمل الأيام القليلة القادمة أنباء سارة.

 

(*) الأستاذ عبد الناصر فروانة هو خبير فلسطيني في شؤون الأسرى، وهو أسير سابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي.