فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
في الذكرى السابعة لاعتقالهما
فروانة : الأسيران ذوقان وكعبي جسدا الوحدة الوطنية في الميدان وكتبا بالدم أروع الكلمات
غزة- 28-4-2010- قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن الأسيرين " علام كعبي " و" أمير ذوقان " ، وجسدا الوحدة الوطنية في الميدان بأبهج صورها بين حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في جبل النار وسطرا سوياً أروع صفحات الصمود والتضحية وامتزجت دمائهما وخطت أروع الكلمات التي حُفرت في ذاكرتنا وستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة و في التاريخ الفلسطيني لقادة أبطال ونماذج تُحتذى ورموز لمقاومة باسلة صادقة وموحدة ضد الاحتلال ، في وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من آثار الانقسام وتبعاته المدمرة ووحدته الممزقة .
وأكدا بوحدة سلاحهما المقاوم وخوضهما المواجهات المباشرة والمشتركة مع الاحتلال ، وتسلحهما بالإصرار على الصمود والتضحية ورفضهما الاستسلام تحت أي ظرف من الظروف وسعيهما لتحقيق الأهداف الوطنية العامة ( لا ) الحزبية الضيقة ، بأن الوحدة الوطنية " شعار وممارسة " هي سلاح النجاح والانتصار في كل الأوقات و الظروف ، وأن التناقض الرئيسي كان ويجب أن يبقى دائماً مع الاحتلال الإسرائيلي .
جاءت تصريحات فروانة هذه في بيان صحفي تناقلته وسائل الإعلام اليوم في الذكرى السابعة لاعتقال المقاتلين " علام كعبي " ( جبهة شعبية ) و" أمير ذوقان " ( فتح ) من مخيم بلاطة بنابلس " جبل النار" .
وأوضح فروانة بأن الأسيرين علام كعبي " ( 36 عاماً ) وأمير ذوقان " ( 36 عاماً ) هما من مخيم بلاطة بنابلس ، والأول كان قائداً لكتائب الشهيد أبوعلي مصطفى الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، فيما الأسير الثاني " كان قائداً لكتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة " فتح " ، وأن الإثنين كانت تربطهما علاقة وطنية متينة قبل اعتقالهما ، على قاعدة أن التناقض الرئيسي يجب أن يبقى مع الاحتلال وجنوده وعملائه ، فتوحدا في الميدان ونسقا فيما بينهما بما يخدم المقاومة ويحمي رجالها ، وخاض عناصرهما اشتباكات مشتركة ضد الاحتلال وجنوده .
بالدم كتبا ( ابقوا على العهد … )
وذكر فروانة بأنه وفي مثل هذا اليوم حاصرتهما قوات الاحتلال في بناية في أحد شوارع نابلس ، وعبر مكبرات الصوت طالبتهما بالاستسلام وتسليم أسلحتهما ، ففضلا خيار الاستشهاد ( لا ) خيار الاستسلام ، وصوبا أسلحتهما باتجاه الجنود المدججين بالسلاح وضغطا على الزناد وأصرا على مواصلة المقاومة حتى الرمق الأخير ، واشتبكا طويلاً وخاضا معركة شرسة وغير متكافئة مع قوات الإحتلال استمرت قرابة سبع ساعات واستطاعا أن يلحقا خسائر بشرية بقوات الاحتلال وأصابا عدد من جنوده وفقاً لاعترافات إسرائيلية ، ليرسما سويا صورة مشرقة للوحدة الوطنية والمقاومة الفلسطينية الباسلة والصمود الأسطوري والتضحية ، وبعد أن نفذت ذخيرتهما وأصيبا بجروح وقبل أن تقتحم قوات الاحتلال المكان وتتمكن من إلقاء القبض عليهما ، خطّا وصيتهما بدمائهما النازفة على الجدران ( إبقوا على العهد … علام كعبي – أمير ذوقان ) كما هو مبين في الصورة المرفقة .
وأوضح فروانة بأن الأسير " أمير صابر ذوقان " ( 36 عاماً ) اعتقل قبل ذلك مرتين وأمضى ما يقارب تسع سنوات ويعتبر الاعتقال هذا هو الثالث له ، وتعرض خلال اعتقاله لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وأمضى فترات طويلة في زنازين العزل الانفرادي ، ولا يزال يتعرض لممارسات وإجراءات انتقامية وحرمان ذويه من زيارته باستثناء والدته العجوز ، وهو يقبع الآن في سجن ( هداريم ).
ويقول شقيقه ( مظفر ) خلال حديثه مع فروانة : ( أن أمير كان يتمتع بعلاقات واسعة مع الجميع وبشكل خاص كانت تربطه علاقة إخوة مع " علام " منذ الطفولة واعتقلا معا خلال الانتفاضة الأولى عام 1990 ، وبعد تحررهما استمرت علاقتهما رغم اختلاف انتماءاتهما الحزبية ، وشكلا سويا صورة مشرقة للعمل النضالي الوحدوي في نابلس ) .
مضيفاً ( بأن كل أشقائه اعتقلوا وذاقوا مرارة الأسر ، فالشقيق الأكبر " شريف " اعتقل لمرة الأولى عام 1986 وكان في الصف السادس الإبتدائي وتتالت الاعتقالات لتصل ما مجموعه سبع مرات ، وأمضى قرابة سبع سنوات ونيف ، فيما ( عرابي ) لا يزال يقبع في السجن ويقضي حكماً بالسجن 18 عاماً ، مشيراً إلى أن إدارة السجون لم تسمح له برؤية أشقائه والالتقاء بهما خلال فترتي اعتقاله عامي 2005 و2008 ) .
أما الأسير " علام أحمد كعبي " فلقد ولد بتاريخ 22-7-1974 واعتقل خلال الانتفاضة الأولى عام 1990 وكان عمره آنذاك قرابة 16 عاماً ، ( وقد إلتقيته أواخر عام 1993 في قسم د في النقب ) فكان رجلاً بمعنى الكلمة وتميز داخل السجن بعلاقات وحدوية مع الجميع واستطاع أن يصقل ذاته وأن يطور من امكانيات وأن يستثمر فترة اعتقاله التي استمرت قرابة ( أربع سنوات ونصف ) بشكل جيد ، واتسم بصفات أهلته لأن يكون رفيقاً مميزاً وقائداً محنكاً ، فخرج أكثر تفولذاً وإصرارا على المضي قدماً في النضال ، فاستحق وعن جدارة قيادة كتائب أبو علي مصطفى في نابلس وكان دائماً نداً قوياً للاحتلال وأعوانه.
وبالرغم من اعتقاله وهو مصاب إلا أن إدارة السجون لم تراعِ ذلك ومارست بحقه أبشع أساليب التعذيب للانتقام منه ومن مواقفه ومما قام به ، وخلال فترة اعتقاله تعرض ولا يزال لإجراءات قمعية وللعزل الإنفرادي لسنوات طويلة وموجود الآن في سجن شطة .
و للأسير " علام " شقيق آخر اسمه " هشام " يقبع في سجون الاحتلال ويقضي حكماً بالسجن المؤبد 4 مرات .
وخلال اتصال هاتفي مع عائلته تقول شقيقته ( بأن والدته امرأة عجوز تعاني من أمراض عديدة وسبق وأن أجريت لها عملية قلب مفتوح ، ومع ذلك ترفض البقاء في البيت وتُصر على الذهاب لزيارته لتكحل عينيها برؤيته كلما أتيحت لها الفرصة وكلما سمحت ادارة السجن بالزيارة ، رغم ما يصاحب الزيارات من معاناة وتعب ومشقة ، وفور عودتها من الزيارة لا بد وأن تذهب لزيارة الطبيب ، أما والده فو موجود في عمان ولم يُسمح له بزيارته طوال فترة اعتقاله )
يذكر بأن المحكمة العسكرية الإسرائيلية في سالم كانت قد أصدرت قبل بضعة أعوام حكماً بالسجن المؤبد ست مرات وعشرين سنة أخرى على الأسير " أمير ذوقان " لمسؤوليته عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين وجرح ثمانية آخرين في سلسلة عمليات ، بينما أصدرت حكماً بالسجن المؤبد تسع مرات وخمسة عشر عاماً بحق " علام كعبي " حيث اتهمته بالمسؤولية عن مقتل ثمانية إسرائيليين والتسبب في جرح سبعين آخرين بالإضافة إلى مسؤولية " ذوقان وكعبي " عن جرح ثلاثة جنود إسرائيليين أثناء الاشتباك المسلح الذي دار بينهما وبين الجنود عندما رفضا الإستسلام واشتبكا مع قوات الإحتلال .
وفي الختام ناشد فروانة الفصائل الآسرة لـ " شاليط " بادراج اسمي ( علام وأمير ) وأسماء كافة رموز المقاومة القابعين في سجون الإحتلال الإسرائيلي على اختلاف انتماءاتهم الحزبية ضمن قائمة الأسرى التي يطالبون بها ، كحق لهم وتقديراً لهم ولتضحياتهم ونضالتهم الطويلة ووفاءً من المقاومة لرموزها الأسرى .