في جمهورية الأربعاء
عبدالناصر فروانة رئيس وحدة الأسري والمحررين الفلسطينيين:
صور "السيسي" والأعلام المصرية زينت شوارع غزة
تحقيق المصالحة التاريخية بين فتح وحماس أكبر المكاسب
حوار - أسامة زايد
27-9-2017
سادت حالة من الفرحة العارمة بين أهالي قطاع غزة علي مختلف أطيافهم وأعمارهم حيث تزينت الشوارع والميادين بالأعلام المصرية وصور الرئيس عبدالفتاح السيسي وعقدت المؤتمرات والندوات وتباري الخطباء في ابراز الدور المصري مؤكدين ان مصر الحارس الأمين علي القضية الفلسطينية.
استطاعت الجهود الدبلوماسية المصرية احتواء أزمة القطيعة والانقسام السياسي التي بدأت منذ عام 2007 ومن المقرر ان تبدأ أولي الخطوات العملية الأولي يوم الاثنين القادم حيث أعلن رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية الدكتور رامي الحمد الله زيارة القطاع وإعادة تشكيل وهيكلة القطاعات الخدمية.
أجرت "الجمهورية" عبر الهاتف حواراً مع مدير وحدة الأسري بقطاع غزة عبدالناصر فروانة لاطلاعنا علي آخر المستجدات وردود الأفعال بين مختلف الطبقات داخل القطاع والدور المصري لانهاء القطيعة.
* في البداية كيف تقيمون جهود مصر ودورها في تحقيق المصالحة الفلسطينية..؟
** قال إنه لا يمكن فصل جهود مصر هذه الأيام. عن جهودها المستمرة خلال السنوات الماضية لتحقيق الوحدة الوطنية وكذلك دورها التاريخي في دعمها للقضية الفلسطينية ووقوفها الرسمي والشعبي من أجل استعادة أرضنا فمصر هي حاضنتنا الحنونة وسندنا الحقيقي وعمقنا الاستراتيجي وقدمت لأجلنا ولأجل قضيتنا الكثير ونحن كفلسطينيين لم ننس دورها هذا. ولن ننسي دماء الجيش المصري العظيم في مشوار دفاعه عن فلسطين.
* صف لنا ردود الأفعال في غزة حول الدور المصري؟
** قال فروانة بصراحة شديدة وبدون مبالغة. نحن نعشق مصر ونحب المصريين. ونتمني لها الأمن والاستقرار والازدهار فهي الرئة التي نتنفس منها. وان كانت بخير فنحن وقضيتنا بألف خير.
أضاف انه منذ ان تم الإعلان في القاهرة عن التوصل لاتفاق بين حركتي فتح وحماس. عقدت الندوات وتباري الخطباء في إبراز أهمية الدور المصري خلال سنوات الصراع العربي الإسرائيلي. كما عبر الغزاويون عن فرحتهم وخرجوا للشوارع يباركون الاتفاق في شكل مجموعات وتظاهرات ووقفات يحملون العلم المصري ويهتفون بملء حناجرهم شكراً مصر.. شكراً للرئيس عبدالفتاح السيسي. حتي أن الأسري القابعين في سجون الاحتلال أعربوا هم الآخرين في رسائلهم عن تقديرهم لدور مصر.
أوضح أننا نرحب بقدوم الوفد المصري إلي غزة للاشراف علي متابعة وتنفيذ الاتفاق وتسلم حكومة الوفاق لمهامها. ونتطلع إلي فتح قريب لمعبر رفح وإجراء تسهيلات علي حرية الحركة.
من وإلي غزة. مع تفهمنا للأوضاع الأمنية في سيناء. كما ونأمل من الشقيقة مصر الاستمرار في مساعيها لحل مشاكل القطاع وفي مقدمتها مشكلة الكهرباء.
* ما هي تطلعات الشارع من حكومة الوفاق برئاسة د. رامي الحمد الله وحماس؟
** أكد علي حجم المعاناة التي تعرض لها أهل القطاع جراء الانقسام والحصار وتداعياته خلال العشر سنوات الماضية وأن الانقسام مزق وحدة شعبنا وفكك النسيج الاجتماعي للمجتمع وامتدت آثاره وتداعياته لتطال الأسري الفلسطينيين في السجون. لذلك فإن الكل يتطلع إلي البناء علي ما تم الاتفاق عليه مؤخراً في القاهرة والسير قدماً نحو تحقيق المصالحة الحقيقية ودعم وتمكين حكومة الوفاق من القيام بمهامها كاملة في غزة.
* هل يمكن دمج موظفي فتح وحماس في المرحلة الحالية؟
** قال فروانة ان مشكلة الموظفين في غزة. مثل مشكلة الأمن. لا يمكن معالجتها بهذه السرعة. وعلي "حماس" عدم الاستعجال في دمج موظفيها وإلزام حكومة الوفاق بتوفير الرواتب لهم. كما علي "فتح" عدم الاستعجال في بسط الأمن وانهاء ظاهرة التسلح خارج نطاق سيطرة الحكومة.
* هل يري أهل غزة ان حركتي فتح وحماس جديتان لتحقيق المصالحة أم انها مجرد مناورة كباقي الاتفاقيات التي تمت بين الحركتين؟
** قال صحيح هناك العديد من الاتفاقيات التي تمت في الماضي بين الحركتين. وربما فشل تلك الاتفاقيات هو الذي أدي إلي حالة الاحباط لدي المواطنين في غزة وعدم ثقتهم بالحوارات والاتفاقيات. وربما هذا ما أدي أيضاً لعدم الافراط في التفاؤل كما المرات السابقة. فالتفاؤل بحذر هو سيد الموقف لدي أهل غزة. ولكنني شخصياً أتلمس هذه المرة جدية التوجه نحو المصالحة من قبل حركتي فتح وحماس. ويبقي تحقيق الارادة في تنفيذ الاتفاق والتغلب علي العقبات وان قدوم الحكومة الأسبوع القادم هو الاختبار الأول وما يزيد من درجة التفاؤل هو التزام مصر بمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه والاشراف علي تسلم الحكومة لمهامها في غزة.
* وننتقل إلي سؤال يتعلق بالأسري.. هل تتوقعون صفقة تبادل أسري قريبة؟
** قلت من قبل مراراً وأجدد قولها اليوم: ان لا صفقة تبادل أسري جديدة دون مصر. ولا يمكن ان تتم أي صفقة تبادل بعيدة عنها. وكلما اقتربنا أكثر من مصر واقتربت حماس خطوة نحو الشقيقة مصر. اقتربنا جميعاً خطوتين باتجاه تحقيق صفقة تبادل جديدة. وأن هذا الملف قد فتح مؤخراً في القاهرة مع حركة "حماس". وان الأخيرة أبدت استعدادها لاتمام الصفقة.
أشار إلي ان المشكلة تكمن لدي الحكومة الإسرائيلية برئاسة "نتنياهو" التي لم تبد الجدية لاتمام "صفقة التبادل". وليس لديها الاستعداد لدفع الاستحقاقات التبادلية. ولربما تتغير الأمور ونطلب المجتمع الدولي تحمل مسئولياته للإفراج عن الأسري. ولكنني متفائل باقتراب ذلك. وعلي ثقة بجهود الأشقاء المصريين