خلال ورقة شاملة قدمها في مؤتمر نظمه اليوم بغزة المركز الفلسطيني لحقوق الانسان وجمعية الاغاثة الطبية.
عبد الناصر فروانة: الاوضاع الصحية للمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال تزداد سوءا، واعداد المرضى منهم ترتفع، وقائمة شهداء الحركة الاسيرة تتسع. والاستهتار بصحة الاسرى المرضى وحياتهم اصبح سياسة وروتينا. ولسان حال ادارة السجون يقول: إما أن يموت الاسير الفلسطيني فورا، وإما أن يموت تدىيجيا، فهو يشكل خطرا على الامن القومي الاسرائيلي حيا وميتا.
يتكدس في سجون الاحتلال أكثر من (١٥٠٠) اسير
فلسطيني، يعانون من امراض مختلفة، وان نحو (٢٠٠) اسير من هؤلاء بحاجة الى رعاية
طبية عاجلة وان (١٠) اسرى مقيمين بشكل دائم في عيادة سجن الرملة مثل: منصور موقدة
وناهض الاقرع وخالد ابو شاويش..الخ. وهؤلاء لم يعد باستطاعتهم قضاء حاجتهم الشخصية
دون مساعدة الاصحاء المرافقين لهم في العيادة.
وقناعتي الشخصية انه لو اجريت فحوصات شاملة على الآخرين، فلاشك ان الرقم الحقيقي
للاسرى المرضى سيرتفع أكثر.
وحسب ما رصدناه ووثقناه فان (٦٧) اسيرا سقطوا شهداء منذ العام ١٩٦٧ نتيجة الاهمال
الطبي. بالاضافة الى عشرات آخرين توفوا بعد خروجهم من السجن متأثرين بامراض ورثوها
عن السجون.
وفي اقل من عامين سقط (١٠) اسرى.بالاضافة الى (٣) آخرين كانوا في اقسام الجنائيين،
وان الغالبية العظمى من هؤلاء كان سوء الاوضاع الصحية والاهمال الطبي سببا لوفاتهم.
ولعل حالة الشهيد الاسير سامي ابو دياك خير دليل على ذلك، حيث اعتقل سليما وكان
رياضيا ولم يكن يعاني من امراض، فأصيب بالمرض ونتيجة لخطأ طبي عام ٢٠١٥ تدهورت
اوضاعه الصحية واستفحل المرض وظهرت لديه كتل سرطانية واهمل طبيا ورفضت سلطات
الاحتلال الافراج المبكر عنه وهي على يقين بانه ذاهب للموت. وبالفعل استشهد يوم امس
بسبب سوء الاوضاع الصحية وسياسة الاهمال الطبي والاستهتار الاسرائيلي بحياة الاسرى
المرضى.مما يشكل جريمة تستدعي البحث عن ادوات جديدة ومؤثرة للرد عليها ولانقاذ
المرضى الاخرين من خطر الموت وحماية الاصحاء من الاصابة بالامراض في ظل استمرار
وجود العوامل والظروف المسببة للامراض وهي كثيرة.
اعتقد آن الاوان للتحرك الجاد لتوفير الحماية الدولية للاسرى، واظن ان جريمة قتل "ابو
دياك" وغيره من الاسرى تستدعي اليوم التوجه الى محكمة الجنايات الدولية.
ويبقى الملف الطبي للاسرى، هو الاكثر إيلاما وإلحاحا، من بين باقي الملفات. إنهم
مرضى ليسوا كالمرضى، واسرى ليسوا كباقي الاسرى. فهم اسرى مصفدون بسلاسل من الحديد،
تزيد ألمهم ألما وتضيف الى سجنهم سجنا.
عبد الناصر فروانة
27-11-2019