لماذا بقىّ ملحق الأسرى ماركة مسجلة حصرياً باسم الشعب الجزائرية ؟

 

 

 

بقلم / عبد الناصر فروانة

صحيفة الشعب الجزائرية

ملحق صوت الأسير - العدد التاسع

27 فبراير 2011

 

أينما أثير موضوع الإعلام وأهميته بالنسبة للأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي وقضاياهم العادلة وفضح ما يتعرضون له من انتهاكات وجرائم متعددة ، تجد صحيفة الشعب الجزائرية حاضرة بقوة ، وإذا حضرت الصحيفة كان للملحق الخاص بـ " الأسرى والقدس " والذي تصدره اسبوعياً مكانة ملفتة ومتميزة .

ولا يمكن الحديث عن الصحيفة الجزائرية أو الملحق دون العودة إلى جذور العلاقة التاريخية ما بين الشعبين الجزائري والفلسطيني بشكل عام ، والذي شكّل أرضية خصبة لإنجاح أي عمل مشترك هناك .

كما لا يمكن الحديث عن ديمومة الملحق وانتظام صدوره ، دون الاشارة إلى الدور المتميز للأستاذ " عز الدين بوكردوس " المدير العام للصحيفة ورئيس تحريرها ، وعن الجهد الكبير الذي تبذله لجنة الحرية لأسرى الحرية ممثلة بالأستاذ " عز الدين خالد " المشرف على الملحق ، ولولا الدور المشترك هذا  لما استمر الملحق في الصدور وبانتظام طوال الأسابيع التسعة الماضية بواقع تسعة أعداد متتالية .

ففي الأول من يناير من العام الجاري أصدرت صحيفة الشعب الجزائرية العدد الأول من الملحق ، ومع صدور العدد الثالث قررت الصحيفة منح الملحق مساحة ثابتة على موقعها الألكتروني الرسمي وعلى الصفحة الرئيسية ، مع الإشارة بأن أعداد الملحق في تطور دائم من حيث الشكل والمضمون والإخراج الفني .

 ولم تكتفِ الصحيفة باصدار ملحق أسبوعي دائم خاص بـ " الأسرى والقدس " بل أقامت معرضاً دائماً للقدس والأسرى في أروقة مقر الصحيفة في العاصمة الجزائرية يحتوي على العديد من الملاحق والإصدارات واللوحات الفنية والبوسترات ..الخ .

وهذا ما يدعونا دائماً وفي مناسبات عديدة ومواقع مختلفة للإشادة بدور الصحيفة الجزائرية والقائمين عليها ، ومناشدتنا للصحف العربية الأخرى بأن تحذو حذوها ، لما لذلك من أهمية فائقة في دعم ومساندة حق الأسرى والقدس في الحرية والتحرر .

ولكن المؤلم هنا أن مناشداتنا لم تجد طريقاً لها حتى اللحظة في الوصول إلى صحف عربية أخرى ، الأمر الذي أبقى التجربة أسيرة داخل الحدود الجزائرية حتى اللحظة ومقتصرة فقط على صحيفة الشعب ، ويبدو ان استمرار الوضع على حاله ، سيمنح الملاحق صفة ماركة مسجلة حصرياً باسم " الشعب الجزائرية " وهذا ما ( لا ) نرغب به و( لا ) نحبذ استمراره ، بل سنسعى لتعميم التجربة ونقلها لصحف في دول أخرى وفي مقدمتها الصحف الفلسطينية الصادرة في فلسطين ، وهي مناسبة لنجدد دعوتنا لأن تصبح تجربة " الملحق " مسجلة باسم كافة أو غالبية الصحف الفلسطينية والعربية .

ولكن السؤال الذي يقفز للذهن هنا ، لماذا بقيت التجربة مقتصرة على الشعب الجزائرية ولم تنتقل لصحف أخرى في الوطن العربي حتى اللحظة ؟ هل لأسباب ذاتية أم موضوعية ؟

أعتقد أننا كفلسطينيين نتحمل المسؤولية الأكبر في ابقاء التجربة داخل حدود الجزائر حتى اللحظة وعلينا أن نتحرك بشكل فوري .   

ومع ذلك نسجل جل احترامنا وتقديرنا لعشرات الصحف والمجلات العربية التي تفرد مساحات عديدة وبدرجات متفاوتة لقضايا الأسرى وهمومهم وهموم عائلاتهم ، لكننا دائمي الطموح والأمل ، ونتطلع إلى دور أكبر لتلك الصحف في دعم ومساندة أسرانا على غرار " الشعب الجزائرية " وهذا أمر ليس بالمستحيل تحقيقه .

ولتكن صحيفة الشعب الجزائرية نموذجاً يُحتذى ، وتجربة يُستفاد منها ويُبنى عليها ، ولنجعل من الجزائر الشقيقة - بلد المليون ونصف المليون شهيد - المحطة الأولى لانطلاق قطار الإعلام العربي الداعم والمساند للأسرى وللقدس أيضاً ، وهذا يتطلب في الوقت ذاته جهود فلسطينية مضاعفة للتأثير على أصحاب القرار والنفوذ في الصحف المختلفة داخل البلدان العربية المتعددة ، مما يستدعي من وجهة نظري تحركاً جاداً من قبل السفارات والدبلوماسيين والجاليات الفلسطينية في الدول العربية الشقيقة .

وهذا يقودني أيضاً إلى إثارة اقتراح قديم جديد سبق وأن قُدم عبر وسائل الإعلام من قبل الأخ / قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني ، ومنظمة أنصار الأسرى ، والقاضي بتعيين ملحق خاص بالأسرى في السلك الدبلوماسي في كافة سفارات فلسطين في العالم وليس فقط في الدول العربية ، بهدف تفعيل قضية الأسرى في الدولة المختلفة ، وبأساليب ومهمات جديدة بما يخدم تدويل قضية الأسرى .  

فتجربة الشعب الجزائرية يجب أن تتطور وتتقدم ونرتقي أكثر فأكثر بمستوى الملحق ، وأن نسعى لتكرارها ونقلها إلى دول أخرى ، فالإعلام مهم في مساندة الأسرى في انتزاع حقوقهم الأساسية وتحسين شروط حياتهم داخل الأسر كمقدمة لتحقيق حلمهم بالحرية ، وربما يُعتبر هو الأهم في معاركهم ضد إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ، واطلاع العالم على مجمل مناحي الحياة الإعتقالية المأساوية في سجون الاحتلال ، والانتهاكات والجرائم التي تُقترف بداخلها .

فالعالم لم يعرف يوماً قوة ذات تأثير أعظم مما يتمتع به الإعلام في زماننا هذا ، وأن الدول أصبحت تتقوى بإعلامها الموجه خدمة لمصالحها وتوجهاتها ، وأنه ليس هنالك من انتصار لأية قضية مهما كانت درجة عدالتها دون إعلام قوي ، ولقد آن الأوان لأن نغير نمط تعاملنا وتناولنا لقضايا الأسرى في وسائل الإعلام ، وأن نطور من آدائنا وأن نبحث دائما عن مساحات أوسع في وسائل الإعلام المتنوعة لتتسع للمزيد من الموضوعات ذات العلاقة بشؤون الأسرى ، فالأسرى قضية دائمة وليست موسمية ، عميقة وشاملة وليست سطحية و موسمية .

وفي الختام نجدد شكرنا وتقديرنا لإدارة صحيفة الشعب الجزائرية ورئيس تحريرها ومديرها العام الأستاذ " عز الدين بوكردوس ، ( لا ) بل نجدد حبنا وعشقنا للشعب الجزائري العظيم فالجزائر عظيمة بأبنائها ومواقفها التاريخية تجاه فلسطين وشعبها وثورتها ، وصرخة رئيسها السابق" هواري بومدين " نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة " لم تغبْ يوماً عن عقول وقلوب الجزائريين ، فعشقها شعبنا الفلسطيني وعشق ترابها وأحب شعبها العظيم ، داعياً الله أن يحميها ويحمي شعبها وأن ينعمهم بالأمن والاستقرار .  

 

أرشيف مقالات الكاتب