الأصفاد البلاستيكية.. عذاب يلاحق الأسرى حتى بعد الإفراج عنهم

 

 

  |  الاثنين 26 سبتمبر 2022 - 11:27 ص

 

تعتبر الأصفاد البلاستيكية (يسميها الأسرى الفلسطينيون "الكلبشات") واحدة من "أخطر" الوسائل العقابية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى، لما لها من تأثير على حياتهم.

يقول الأسير المحرر، والمختص في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إن "الكلبشات ليست جديدة، واستخدمها الاحتلال بشكل واسع بحق المعتقلين خلال انتفاضة الحجارة عام 1987، وما زالت تستخدم بحق كل من يعتقل حتى اليوم".

وأضاف فروانة لـ "قدس برس" أن "الأصفاد البلاستيكية قد تبدو للوهلة الاولى أخف وأقل ألمًا من الأصفاد الحديدية، لكنها مؤلمة جدًا وتسبب جروحًا في المعصمين أحيانًا، وتترك آثارًا بعيدة المدى على صحة ونفسية المعتقل".

وتابع: "المؤلم أنه كلما حرك المعتقل يديه ازدادت شدة هذه الأصفاد، وازداد ضررها على اليدين والأوردة والأعصاب، بمعنى أن هدفها ليس تقييد اليدين، وإنما يتعدى ذلك ليصل إلى الإيذاء المتعمد".

وروى فروانة لـ"قدس برس" معاناته من الأصفاد البلاستيكية خلال فترة اعتقاله، قائلاً: "ما زالت أذكر وجعها وقسوتها".

وأردف: "لا يزال يعاني منها جميع المعتقلين الجدد، وفي أحيان كثيرة تستخدم لتقييد معتقلين قدامى خلال عمليات النقل أو القمع أو التفتيش".

واستدرك بالقول إن "دولة الاحتلال تتفنن في كيفية ايذاء المعتقلين تحت ذرائع مختلفة، وتتعمد ايذائهم وإلحاق الضرر بهم، ليبقوا في معاناة طوال فترة سجنهم، حتى بعد خروجهم من السجن".

 

وفي وقت سابق، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان (غير حكومي مقره غزة)، إنه قدم التماسًا لدى ما تسمى بـ"المحكمة المركزية" الإسرائيلية في بئر السبع (جنوب فلسطين المحتلة)، لخطورة هذه الأصفاد.

وطالب المركز في التماسه المحكمة بـ"وقف استخدامها بحق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لما تتسبب به من جروح وآلام شديدة في اليدين".

وأوضح نائب مدير مركز الميزان، سمير زقوت، أن محامي المركز تقدم في 11 أيلول/سبتمبر الجاري بهذا الالتماس "تأسيسًا على عدم قانونيته بموجب أوامر إدارة مصلحة السجون".

وبيّن زقوت، في تصريح مكتوب تلقته "قدس برس"، أن هذا السلوك "انتهاك لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، ولاسيما المادة 33 منها"، موضحًا أن المركز "لم يتلقَّ أي رد من المحكمة".

وأكد أن "مركز الميزان، بصفته وكيلاً قانونيًا، تقدم في 27 آذار/مارس الماضي بشكوى لدى وحدة التحقيق التابعة لإدارة مصلحة السجون، بعد حملة القمع التي نفذتها قوات (كيتر) داخل سجن نفحة".

وأشار زقوت إلى أن هذه القوات "قامت بتكبيل عدد كبير من المعتقلين بالأصفاد البلاستيكية لساعات طويلة، مما تسبب في حدوث نزيف دموي في أيديهم، وأوجاع شديدة لهم، بالإضافة للضرر النفسي الذي لحق بهم".

وأكد الحقوقي الفلسطيني أنه "يسعى - عبر متابعاته وتدخلاته - لضمان احترام قواعد القانون الدولي، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان بالنسبة للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".

وبلغ العدد الإجمالي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية آب/أغسطس الماضي، نحو أربعة آلاف و650 أسيرًا، بينهم 32 أسيرة، و180 طفلاً، وقرابة 743 معتقلاً إداريًا، وفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى

 

https://www.qudspress.com/index.php?page=show&id=82725