القانون لن يغير شيئا من موقف "حماس"
فروانة: نرفض استخدام زيارات الاسرى ورقة للمساومة ووسيلة للضغط على من يأسرون جنودا اسرائيليين
26-10-2018- أدان الاسير المحرر والباحث المختص بشؤون الاسرى عبد الناصر فروانة،
لجوء سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى اصرارها على مصادرة الحق بالزيارات المتبادلة
وشرعنته عبر اقرار قانون يجيز منع زيارات الاهل لأسرى ينتمون لتنظيمات تحتجز جنودا
اسرائيليين.
وعبر فروانة عن رفضه لهذا القانون الظالم وكافة الاجراءات التعسفية التي تصب في ذات
الاتجاه والتي ستحرم زيارات
أهالي أسرى "حماس" وخاصة من قطاع غزة.
واعرب فروانة عن تقديره بان اللجوء الى اقرار هذا القانون في الوقت الراهن ربما جاء
لإرضاء عائلات الجنود، من جانب، واعادة الملف للواجهة وتحسين شروط التفاوض من جانب
آخر في ظل ثبات موقف حماس بهذا الشأن، والحديث عن تقدم في مفاوضات التهدئة والتخفيف
من معاناة سكان قطاع غزة ورفع الحصار. حيث تسعى اسرائيل الى اعادة ربط هذا الملف
بالملفات الاخرى.
وقال فروانة: هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها سلطات الاحتلال الى استخدام
الزيارة العائلية ورقة للمساومة ووسيلة للعقاب الفردي أو الجماعي، أو لإرضاء ذوي
جنودها المأسورين في غزة، حيث سبق واستخدمتها مرات عديدة بحق الأسرى ولسنوات طويلة
حينما كان الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" في قبضة المقاومة قطاع غزة.
وتابع:حيث منعت سلطات الاحتلال زيارات كافة اسرى غزة على اختلاف انتماءاتهم وبقرار سياسي لقرابة خمس سنوات متواصلة (2007-2012)، كما وانها تمنع اسرى حماس من قطاع غزة من الزيارات منذ منتصف العام الماضي2017.
واضاف: ان حركة "حماس" لم تغير من موقفها آنذاك ولم تستسلم للضغوطات في الماضي، وانجزت صفقة "شاليط"، واعتقد أنها لن ترضخ اليوم للإجراءات الجديدة ولا يمكن أن تتساوق مع هذا الابتزاز مستقبلا، وأن على سلطات الاحتلال أن تتعلم من التجارب السابقة وان تستخلص الدروس وأن تكون أكثر جدية في التعامل مع هذا الملف، وأن تبدي تجاوبا جديا واستعدادا لدفع استحقاقات "التبادلية" لإغلاق هذا الملف. فاستعادة جنودها المأسورين في غزة لن يتم إلا عبر "التبادلية".
وأوضح فروانة بأن حرمان الأسير من رؤية ذويه، بقانون او بدون، كإجراء عقابي أو تحت
ذريعة "المنع الأمني"، أو استخدام "المنع" كوسيلة للعقاب الجماعي وورقة للضغط
والمساومة، يُعتبر من منظور قانوني وإنساني، إجراءً مخالفا لكل المواثيق والأعراف
الدولية، ويشكل معاناةً قلَّ نظيرها، في الوقت الحاضر، وهي معاناة مركبة تثقل كاهل
الأسرى وأقاربهم، في آن واحد، وتشكل ضربة نفسية قاسية بحقهم، مما يعكس مدى الانحطاط
الأخلاقي والإنساني للمؤسسة الإسرائيلية.
واشار فروانة الى ان اكثر من نصف اهالي الاسرى من الدرجة الاولى هم ممنوعين من
زيارة ابنائهم في السجون تحت ذريعة "المنع الامني"، فيما زيارات اسرى غزة ومنذ
العام 2012 غير منتظمة وتتم وفقا لشروط ظالمة ومجحفة يمنع من خلالها غالبية الاهالي
من الزيارة. وان هذا القانون سيفاقم الازمة وسيوسع عدد الممنوعين من الزيارة.
يذكر بان "كتائب القسام"، كانت قد أعلنت في الثاني من نسيان/ ابريل من عام 2016، أن في قبضتها أربعة من جنود الاحتلال، ونشرت أسماءهم وصورهم دون إعطاء المزيد من المعلومات، مؤكدة أن أي معلومات حول الجنود الأربع لن يحصل عليها الاحتلال إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها. ويتطلع الفلسطينيون الى تكرار الانجاز وتحقيق "وفاء الاحرار2" على غرار صفقة "شاليط" عام 2011 والتي تحرر بموجبها (1027) أسير واسيرة.