فروانة : " شاليط " في ضيافة المقاومة وأسرانا في جحيم الاحتلال
غزة – 26-5-2010 – أعرب الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، عن بالغ قلقه من استمرار " اسرائيل " في ادعاءاتها بأنها تُعامِل الأسرى في سجونها معاملة حسنة وانسانية ، ومحاولاتها المتواصلة لتجميل صورتها وتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي ، ومقارنة أوضاعهم " الحسنة " بشروط احتجاز " شاليط " الصعبة وفقا لإدعائها ، في ظل عدم وجود ماكنة إعلامية وقانونية لدحض هذه الإدعاءات .
مؤكداً بأن " إسرائيل " لم تكن يوماً إنسانية في تعاملها مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونها ، بل كانت ولا تزال الأكثر انحطاطاً وإجراما والأقل إنسانية في تعاملها معهم ، وهي الوحيدة في العالم التي شرَّعت التعذيب ، ولا زالت تشَّرع الانتهاكات والجرائم الإنسانية ، وتمنح مقترفيها الحصانة القضائية ، بشكل علني وأمام مرأى ومسمع من العالم أجمع ، ضاربة بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الدولية ، حتى أضحت انتهاكاتها الفظة سمة أساسية في تعاملها مع الأسرى العُزَّل في سجونها ومعتقلاتها سيئة الصيت والسمعة .
واعتبر فروانة بأن مقارنة شروط احتجاز الجندي الإسرائيلي " شاليط " والمأسور لدى الفصائل الفلسطينية في غزة ، بأوضاع وظروف احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، من منظور " إسرائيلي " هي مقارنة مجحفة وظالمة وغير عادلة على الإطلاق ، وهي محاولة لتزييف الحقائق .
ولكنها ربما تكون مفيدة لو أُجاد الفلسطينيون استخدام الأساليب والوسائل المناسبة لدحض ادعاءاتها هذه ، وتم تسُليط الضوء على ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعاملتهم ومعاملة ذويهم .
" شاليط " في ضيافة المقاومة وأسرانا في جحيم الاحتلال
وأكد فروانة بأن الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " الذي أسر وهو على ظهر دبابة ضمن قوات عسكرية مُحتلة جاءت لقطاع غزة ، هو في ضيافة الفصائل الفلسطينية بغزة ، وأن الفصائل الآسرة له حريصة كل الحرص على صحته وحياته أكثر من الإسرائيليين أنفسهم .
وفي السياق ذاته قال فروانة : أجزم بأن " شاليط " يتلقى كل واجبات الضيافة ، ويُحتجز في ظروف إنسانية هي الأفضل ، وتُقدم له خدمات خمس نجوم ، ولو أن الظروف الأمنية تسمح بزيارته لأتيح له ذلك منذ أسره ، ويُعامل وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي ،.
مضيفاً : وعلى النقيض تماماً فان آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا على خلفية مقاومتهم للاحتلال في إطار مقاومة مشروعة تكفلها كل المواثيق والأعراف الدولية ، يعيشون في سجون هي الأسوأ في العالم ، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة البشرية ، وتتعارض بشكل صارخ مع كافة الاتفاقيات الدولية .
" شاليط " يتلقى رعاية صحية كاملة ، وأسرانا يحرمون من العلاج
وأوضح فروانة بأن الفصائل الفلسطينية الآسرة لـ " شاليط " تقدم له الرعاية الصحية الكاملة وكل ما من شأنه أن يحميه من خطر المرض والموت ، فيما سلطات الاحتلال تُحرم الأسرى من العلاج ، وتُهملهم طبياً ، وتستخدم أجسادهم للتجارب الطبية ، وتنتهج و تبتدع كل الأساليب التي من الممكن أن تلحق بهم الألم والأذى الجسدي والنفسي ، ويعرض حياتهم لخطر المرض والموت .
أربع سنوات في ضيافة المقاومة ومئات الأسرى في جحيم الاحتلال منذ عقود
وبيّن فروانة بأن " شاليط " في ضيافة المقاومة منذ أربع سنوات فقط ، فيما هناك مئات الأسرى في جحيم سجون الاحتلال منذ عشرات السنين ، والعشرات منهم منذ ما قبل ولادة " شاليط " بسنوات عديدة .
تشريع الانتهاكات ... سياسة قديمة جديدة
وذكر فروانة بأن " إسرائيل " سبق وأن شرعَّت التعذيب أواخر الثمانينات ، وأقرت عام 1996 قانون زيارات الأهل الذي فرض قيوداً على الفئة المسموح لها بزيارة الأسرى وحرم الآلاف من الزيارة ، وأقرت قانون " مقاتل غير شرعي عام 2002 وغيرها .
وفي السابع عشر من مارس / آذار من العام الماضي وعقب الإعلان عن فشل إتمام صفقة التبادل آنذاك ، شكّلت الحكومة الإسرائيلية لجنة وزارية برئاسة وزير العدل الإسرائيلي لتقييم أوضاع الأسرى بما يتناسب حسب ادعائها بظروف احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، .
وفي عقب أول اجتماع لها ( 19-3 ) صرح رئيسها بأن مصلحة إدارة السجون الإسرائيلية سوف تعيد النظر في تعاملها الإنساني مع الأسرى الفلسطينيين .
وأن اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع قد صادقت يوم الأحد الماضي ( 23-5 ) على ما سميَّ بـ " قانون شاليط " ، والقاضي بتشديد شروط ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين، و"مساواتها بشروط احتجاز شاليط"، وفقا لتعبير المصادر الإسرائيلية .
الأمر الذي يؤشر لمرحلة مقبلة أكثر خطورة على الأسرى ، تستدعي التوحد واتخاذ خطوات أكثر تأثيراً لنصرة الأسرى وانقاذ حياتهم وفضح ما يتعرضون له من انتهاكات فظة تصل مستوى الجرائم الإنسانية .