فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

في الذكرى الثالثة لأسره

فروانة : ( 3 ) سنوات لشاليط في ضيافة غزة ، و( 6072 ) سنة لقدامى الأسرى في مقابر الأحياء  ...

 

غزة – 26-6-2009 –  أعتبر الأسير السابق ، الباحث المختص في الدفاع عن الأسرى ، عبد الناصر فروانة بأن الحديث من قبل المجتمع الدولي عن معاناة " شاليط " وحرمانه من لقاء أفراد أسرته أو الإتصال بهم طوال فترة أسره ، والمطالبة المستمرة بإطلاق سراحه ، وعلى الجانب الآخر تجاهله المتعمد لدعوات ومناشدات ذوي الأسرى الفلسطينيين ، وعدم التطرق لمعاناة تسعة آلاف وخمسمائة أسير فلسطيني بينهم مئات الأطفال وعشرات النساء والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة ، الذين يعيشون في ظروف قهرية ولا إنسانية ويتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب الممنهج والإنتهاكات الجسيمة بمشاركة كل من يعمل في المؤسستين العسكرية والسياسية وبمباركة الجهات السياسية العليا وبغطاء قانوني وقضائي ، إنما هو قمة الظلم والانحياز والتواطؤ الواضح لصالح الاحتلال وجنوده ، ومنح الشرعية الدولية لجرائمه وإرهابه المنظم .

جاءت تصريحات فروانة في بيان صحفي له بمناسبة الذكرى الثالثة لأسر الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " على أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية خلال عملية " الوهم المتبدد " بالقرب من معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة بتاريخ 25 من يونيو/حزيران 2006 .

يوم مميز وآمال تنتعش ...

واعتبر فروانة يوم 25 حزيران ،  يوماً مميزاً في مسيرة المقاومة الفلسطينية يستحق فيه منفذي العملية على جل الاحترام والتقدير ، وآسري " شاليط " يستحوذون فيه على الإعجاب لقدرتهم على إفشال كل المراهنات الإسرائيلية باستعادته بالقوة ..

مؤكداً على أن نجاح آسريه بالاحتفاظ به طوال السنوات الثلاثة الماضية ، أحيا الأمل وعززه لدى ذوي الأسرى بعودة أبنائهم ، لاسيما ممن تصفهم " إسرائيل " باطلاً " بالأيادي الملطخة بالدماء " ، وأن إصرار " إسرائيل " على الاستمرار في احتجاز هؤلاء لعشرات السنين ، ورفضها إطلاق سراحهم ضمن الإفراجات السياسية ، إنما شكل دافعاً أساسياً للمقاومة باللجوء للقوة لتحرير الأسرى ، وهذا ما دفع أيضا ذوي الأسرى لمطالبة آسري " شاليط " بالتمسك بمطالبهم والإصرار عليها ، وعدم الخضوع للشروط والمعايير الإسرائيلية ، حيث يرون بأسر " شاليط " وبصفقة التبادل المتوقعة فرصة قد لا تتكرر في المدى القريب لفرض الشروط الفلسطينية وإجبار " إسرائيل " على إطلاق سراح أبنائهم .

( 3 ) سنوات فقط لشاليط ، و( 6072 ) سنة لقدامى الأسرى في سجون الاحتلال ...

وقال فروانة : إذا أتم بالأمس " شاليط " ( 3 سنوات ) في الأسر لدى المقاومة الفلسطينية بغزة ، فان الأسرى القدامى فقط ( 326 أسير ) المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / آيار 1994 ، والذين كان من المفترض أن يطلق سراحهم قبل خمسة عشر عاماً كاستحقاق لعملية السلمية ، قد أمضوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما مجموعه ( 6072 ) سنة ، أضعاف ما أمضاه " شاليط " في الأسر ( 2024 ) مرة .

( 3 سنوات ) في ضيافة غزة ... و( 26 سنة ) في مقابر الأحياء

وأضاف : بأنه إذا كان " شاليط " مأسوراً في ضيافة ( غزة ) منذ ( 3 سنوات فقط ) ، ولم يرَ أهله وأسرته وأصدقائه خلال فترة أسره ، فإن أقدم أسير من غزة ( سليم الكيال ) مضى على اعتقاله في سجون الاحتلال ( 26 عاماً ونيف ) ولم يرَ ابنته الوحيدة منذ عشر سنوات وأفراد أسرته وأصدقائه منذ أكثر من ذلك بكثير ، وأن مجموع الأسرى من غزة ( 900 أسير ) لم يتمكنوا من رؤية أسرهم  بشكل جماعي منذ ثلاثة سنوات ومنهم بشكل فردي منذ سنوات طويلة تصل إلى أكثر من عشر سنوات ، فيما الآلاف من الأسرى الفلسطينيين قد مضى على اعتقالهم أكثر من ( 3 سنوات ) .

ورأى فروانة أنه من الظلم والإجحاف المقارنة ما بين معاناة " شاليط " ومعاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين ، الذين  يعيشون في " مقابر للأحياء " سُميت بالسجون .

" شاليط " أشعل قضية الأسرى ولكن .. ؟

وأوضح فروانة بأن قضية شاليط وبدون أدنى شك قد ساهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال ، ولكن الجهات والمؤسسات المعنية لم تستثمر ذلك بالشكل المأمول ، و لا زالت غير قادرة على تسويق معاناة الأسرى والتأثير على المجتمع الدولي لإجباره على تغيير مواقفه ولو جزئياً  .

انحراف في عمل المؤسسات الحقوقية ..

وفي السياق ذاته انتقد فروانة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية لاسيما في قطاع غزة ، لإنشغالها منذ أسر شاليط وبشكل اتسع وازداد تدريجياً وبشكل واضح ، بالإنتهاكات الداخلية في السجون الفلسطينية وإيلائها الأهمية الفائقة ، على حساب الإنتهاكات في السجون الإسرائيلية ، مما شكَّل انحرافاً خطيراً في عملها يستوجب تصويبه ، على أن تكون الأولوية دائماً لصالح الإنتهاكات المنظمة بحق آلاف الأسرى في سجون الإحتلال وفضحها ، لاسيما وأنها تُمارس بشكل ممنهج وأضحت قاعدة ، لا استثناء كما هو حاصل على الساحة الفلسطينية .

داعياً تلك المؤسسات الى تحمل مسؤولياتها واستغلال نفوذها وعلاقاتها الدولية والعمل الجاد والحثيث لإبراز معاناة أسرانا وذويهم ، ومدى تهرب سلطات الإحتلال من إلتزامها الأخلاقي والإنساني تجاههم وعدم إلتزامها باطلاق سراح المئات كاستحقاق سياسي ، وهذا من شأنه أن يعزز من مواقف ومطالب آسري شاليط ويدعم موقفهم أمام المجتمع الدولي .

مناشدة آسري شاليط ..

و في هذه المناسبة جدد فروانة مناشدته لآسري الجندي " شاليط " بالحفاظ على حياته والاستفادة من تجربتهم الخاصة في احتجازه ، والإستفادة من عمليات التبادل السابقة ، والتركيز على النوعية أكثر من العدد خلال المفاوضات ، ووضع الأسرى القدامى ورموز المقاومة على سلم أولوياتهم ومطالبهم بمن فيهم أسرى القدس والـ48 ، وأن أي عملية تبادل يمكن أن تتم خلافاً لذلك ، هي عملية منقوصة وغير مقبولة ، وستكون محط انتقاد ، حيث لا يجوز لفصائل المقاومة وآسري " شاليط " تكرار أخطاء أوسلو والإتفاقيات السياسية التي سبق وانتقدها الجميع  ، متمنياً بأن تنجز هذه الصفقة في القريب العاجل وأن يغلق هذا الملف .

وذكر فروانة بأن هذه الصفقة لو تمت بنجاح بإذن الله ستكون الأولى فلسطينياً – إسرائيليا منذ ربع قرن وبالتحديد منذ مايو / آيار عام 1985 ، وبالتالي يجب أن تحقق ما لم تستطع العملية السلمية تحقيقه ، وأن تفرض شروطاً عجزت عن فرضها العملية التفاوضية لتتكامل الأدوار لمصلحة تحرير الأسرى .

 

أرشيف التقارير