فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

فروانة : الإهمال الطبي ليس سبباً في ظهور الأمراض لدى الأسرى

 

غزة – 25-2-2010 –  قل الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن الإهمال الطبي لم يكن يوماً سبباً أساسياً في ظهور الأمراض لدى الأسرى ، وانما كان ولا يزال سبباً رئيسياً في تفشي الأمراض واستفحالها ، مما يصعب لاحقاً معالجتها واستئصالها .

وأكد فروانة بأن سوء الأوضاع الصحية داخل سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي وافتقارها لعيادات مجهزة وأطباء مختصين وعدم توفر الأدوية اللازمة للمرضى ، وقساوة الشروط الحياتية والمعيشية وسوء التغذية كماً ونوعاً وقلة العناصر الغذائية الأساسية فيه ، والمعاملة اللا إنسانية ، وسوء ظروف الإحتجاز ، واطالة فترات العزل الإنفرادي ، وعدم اجراء فحوصات طبية دورية للأسرى ، واستخدام الأسرى بشكل فردي وجماعي كحقول تجارب ، هي كفيلة بمجملها بتحويل الأسرى الأصحاء الى مرضى ، مما جعل أجساد الأسرى فريسة سهلة لمداهمة الأمراض بمختلف مسمياتها وانواعها البسيطة والمستعصية ، الحميدة والخبيثة ، وهذا ما يُفسر التزايد المضطرد في أعداد الأسرى المرضى بشكل عام.

مضيفاً أنه ومع مرور الوقت وتعداد سنوات الإعتقال ، فان تلك الأمراض البسيطة والتي كان من الممكن علاجها ، تتحول الى أمراض مزمنة وخطيرة يصعب ، بل يُستحال علاجها واستئصالها ، وأن " الإهمال الطبي " المتبع كسياسة من قبل ادارة السجون يكون مكملاً أساسياً وسبباً رئيسياً في وصولها لتلك الدرجة الصعبة والميئوس منها أحياناً وربما يؤدي الى استشهاد الأسير .

مبيناً الى ان الإهمال الطبي يعتبر الحلقة الأخيرة و له علاقة بالأسرى المرضى وهو يعني المماطلة في علاج الأسير المريض أو عدم تقديم العلاج اللازم والضروري والمناسب له ، وذلك بعد فحصه وتشخيص المرض لديه ، فيما الظروف المعيشية والصحية تعتبر الحلقات الأولى ولها علاقة بكافة الأسرى وهي المسببات الرئيسية لظهور الأمراض .

تزايد أعداد الأسرى المرضى والحلقات المفقودة ..

وقال فروانة بأن هناك لغط يسود أوساط الكثيرين من المتابعين لقضايا الأسرى ووسائل الإعلام ، حينما يدور الحديث فقط عن " الإهمال الطبي " وكأنه السبب الرئيسي في ظهور الأمراض لدى الأسرى والأسرى السابقين ، وعدم الحديث عن المسببات الرئيسية لظهور الأمراض .

مبيناً بأن العمل بشكل عكسي والتركيز على الحلقة الأخيرة وهي " الإهمال الطبي " فقط ، كما هو حاصل الآن ، دون البحث والتركيز وتسليط الضوء على الحلقات الأولى المسببات الرئيسية لظهور الأمراض ، لن يجدي نفعاً ولن يثمر عن شيء ولن يحد من تزايد عدد الأسرى المرضى ، لأن الأسباب الرئيسية ستبقى قائمة .

وبيَن فروانة بأن العمل على ايقاف سياسة " الإهمال الطبي " ، أمر مهم وضروري ، لكن وحده ( لا ) يكفي ، و ( لا ) يضمن على الإطلاق وضع حد لتفشي الأمراض وتزايد عدد الأسرى المرضى ، ما لم يتم تحسين كافة الشروط الحياتية والصحية وتغيير كل ما له علاقة بصحة الأسير وحمايته وازالة مسببات الأمراض الرئيسية. 

اسرى اشتكوا من المرض بعد تحررهم ..

موضحاً بأن هناك الآلاف من الأسرى المحررين لم يشتكُ من أي مرض أثناء فترة تواجدهم في السجن ، بل ظهر عليهم المرض بعد تحررهم بشهور أو سنوات ، بسبب أمراض ورثوها عن السجون وآثارها المدمرة على الصحة أو لربما بسبب تجارب الأدوية أو مكوثهم فترات طويلة في سجون ومعتقلات قريبة من مفاعل ديمونا ، وهذه الأمراض لم تظهر عليهم في السجن بسبب عدم اجراء فحوصات شاملة ودورية للأسرى وظهرت بعد تحررهم ، وهذا ليس له علاقة بـ " الإهمال الطبي " .

 

الدعوة لحملة وطنية تضامناً مع الأسرى المرضى ..

وناشد فروانة كافة المؤسسات الفاعلة والناشطة في مجال الأسرى وحقوق الإنسان ، الى تطوير عملها وخطابها ، والإنتقال من العمل على أساس ردات الفعل ، الى الفعل المباشر والمؤثر والمثمر والعمل كفريق واحد وعلى كافة الحلقات ذات العلاقة بالموضوع دون اهمال أي منها ، لضمان علاج الأسرى المرضى وانقاذ حياتهم أولاً ووضع حد لتزايد أعداد الأسرى المرضى عموماً وتفشي الأمراض الخطيرة والخبيثة خصوصاً ، وذلك وفق خطة يشارك فيها الجميع وفي اطار حملة وطنية ترتقي تدريجياً للمستوى الدولي وتطرح على كافة المؤسسات الدولية والحقوقية عنوانها انساني بالدرجة الأولى تهدف لتحسين الشروط الحياتية والصحية للأسرى وتفند المسببات الرئيسية لظهور الأمراض بمختلف مسمياتها وأنواعها لدى الأسرى ، واجراء فحوصات دورية للأسرى ، وانهاء سياسة الإهمال الطبي وتوفير العلاج اللازم والعاجل للمصابين من الأسرى بأمراض خطيرة وخبيئة ومن هم بحاجة لعمليات عاجلة .