داعياً إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف استشهادهم

فروانة : (202 ) أسيراً استشهدوا بعد الاعتقال منذ العام 1967

 

فلسطين – 25-4-2011- ( الساعة 14:00 )  أفاد الأسير السابق ، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية ، عبد الناصر فروانة ، بأن ( 202 ) أسيراً استشهدوا بعد اعتقالهم منذ العام 1967 ولغاية اليوم وفقاً لما هو موثق لديه ، فيما استشهد المئات من الأسرى بعد تحررهم جراء أمراض ورثوها عن السجن والتعذيب وسنوات الأسر الطويلة وما بينهما ، وهؤلاء جميعاً كشفوا باستشهادهم عنجهية الاحتلال وإجرامه .

وأضاف : بأن ( 70 أسيراً ) استشهدوا جراء التعذيب المميت والمشرع قانوناً في سجون الاحتلال الإسرائيلي ويشكلون ما نسبته ( 34.7 % ) من مجموع الشهداء الأسرى ، فيما وصل عدد من أعدموا بعد اعتقالهم مباشرة إلى  ( 74 أسيراً ) ويشكلون النسبة الأكبر ( 36.7 % ) ، أما من استشهدوا جراء سياسة الأهمال الطبي والحرمان من العلاج فلقد وصل عددهم إلى ( 51 أسيراُ ) ويشكلون ما نسبته ( 25.2 % ) من مجموع الشهداء الأسرى .

وتابع : بأن ( 7 ) أسرى من قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة ويشكلون ما نسبته ( 3.4 % ) كانوا قد استشهدوا نتيجة استخدام القوة المفرطة وإصابتهم بأعيرة نارية وهم داخل سجون ومعتقلات الاحتلال ومنهم الأسير محمد الأشقر الذي أظهر شريط بث قبل أيام على إحدى القنوات الإسرائيلية كيفية اقتحام معتقل النقب في أكتوبر عام 2007 والاعتداء على الأسرى هناك واحراق الخيام وإعدام الأسير الأشقر .

 

وأوضح فروانة بأن ( 73 أسيراً )، أي ما نسبته 36.1 % كانوا قد استشهدوا في الفترة ما بين 1967 وحتى  8 ديسمبر 1987 وهو تاريخ اندلاع الإنتفاضة الأولى ، وأن (42 أسيراً ) استشهدوا خلال الانتفاضة الأولى (8 ديسمبر1987  - منتصف 1994 ) ، ويشكلون ما نسبته 20.8% ، وأن (8 أسرى ) استشهدوا خلال الفترة الممتدة ما بين قيام السلطة منتصف 1994 ، واندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ، ويشكلون ما نسبته 4 % ، والباقي ( 79 ) أسيراً استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى ولغاية اليوم ويشكلون ما نسبته (  39.1 % ).

التوزيع الجغرافي للشهداء

منوهاً إلى أن التوزيع الجغرافي للشهداء الأسرى يشير إلى أن غالبية الشهداء الأسرى كانوا من مناطق الضفة الغربية ( 114 ) شهيداً ، وأن ( 62 ) شهيداً منهم من قطاع غزة ، وأن ( 17 ) شهيداً من القدس ، و( 9 ) شهداء من المناطق التي أحتلت عام 1948 ومناطق أخرى من جنسيات مختلفة ، وأن ما رفع عدد الشهداء الأسرى من الضفة الغربية خلال سنوات انتفاضة الأقصى كان بسبب الوجود المباشر لقوات الاحتلال وتصاعد القتل بعد الاعتقال هناك .

جميع الشهداء ذكور

فيما لوحظ أن قائمة الشهداء الأسرى لم تتضمن أية أسيرة ، لكنها لم تخلُ من الأطفال وكبار السن ، ولكن عشرات الأسيرات المحررات لا يزلن يعانين من أمراض خطيرة وخبيثة كالسرطان وبعضهن توفين بعد تحررهن جراء اصابتهن بأمراض لها علاقة بالسجن أو أن السجن كان سببا في ظهورها لديهن ..

تصاعد القتل بعد الاعتقال خلال انتفاضة الأقصى

ورأى فروانة بأن سنوات الانتفاضة الثانية ( 28سبتمبر 2000- ابريل 2011 ) قد شهدت تصاعداً خطيرا في اللجوء إلى إعدام الأسرى بعد اعتقالهم مباشرة مقارنه مع السنوات التي سبقتها ، من خلال إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة جداً وأحيانا من نقطة الصفر ، أو التنكيل بالمعتقلين المصابين والاعتداء عليهم بالضرب وتعذيبهم وعدم السماح بتقديم الإسعافات الطبية لهم وتركهم ينزف بشكل متعمد حتى الموت وبعضهم خطف من المستشفيات ومن داخل سيارات الإسعاف ومن ثم تم قتله .

حيث سُجل خلال الفترة المستعرضة استشهاد ( 55 ) مواطناً بعد السيطرة عليهم وإمكانية اعتقالهم بسهولة أو اعتقالهم ومن ثم قتلهم  ، هذا وفقا لما هو موثق ، فيما يُعتقد بأن هناك آخرين قتلوا بنفس الطريقة وبحاجة إلى متابعة وتوثيق .

ويرى فروانة بأن أسباب تصاعد سياسة القتل بعد الاعتقال خلال انتفاضة الأقصى مرتبط بالقرار السياسي العلني الذي اتخذته سلطات الاحتلال خلال السنوات الأولى من الانتفاضة والقاضي بتطبيق سياسة الإغتيالات والتصفية بحق أبناء شعبنا بشكل عام وخاصة النشطاء وطبقت هذه السياسة بشكل علني وواسع واستشهد نتيجة لذلك المئات من الفلسطينيين ، بمن فيهم من تم اعدامهم بعد اعتقالهم والسيطرة عليهم .

التعذيب .. سياسة ومنهج

وأكد فروانة بأن التعذيب بدأ مع بدايات الإحتلال وأخذ أشكالاً عدة ، وفي النصف الثاني من الثمانينات أخذ منحى أكثر خطورة من حيث الشرعنة والمنهجية ،  وتعتبر توصيات لجنة لنداو عام 1987 والتي أقرتها الكنيست هي أول من وضع الأساس لقانون فعلي يسمح بتعذيب الأسرى في سجون الاحتلال وشكل حماية لرجال المخابرات ، و" إسرائيل " تكون بذلك هي الدولة الوحيدة في العالم، التي شرعت التعذيب قانوناً في سجونها ، مما أتاح للمحققين التفنن في كيفية التضييق على الأسرى والضغط عليهم وانتزاع المعلومات منهم بالقوة وايذائهم نفسيا وجسديا ، حتى وصلت أشكال التعذيب إلى أكثر من ثمانين شكلاً جسدياً ونفسياً مثل الشبح والهز العنيف والضرب و الحشر داخل ثلاجة  والحرق بالسجائر والحرمان من النوم والتحرش الجنسي والعزل الإنفرادي.. إلخ ولم يقتصر ممارسة التعذيب على الشبان أو على رجال المقاومة، بل مُورس ضد الأطفال والشيوخ والنساء، وحتى ضد أقارب وأصدقاء وجيران الأسرى ، هذا في ظل غياب الملاحقة والمحاسبة الداخلية والدولية

ومن الأسرى الذين استشهدوا في سجون الاحتلال جراء التعذيب على سبيل المثال لا الحصر كان الأسير قاسم أبو عكر في معتقل المسكوبية عام  1968 ، عون العرعير في سجن عسقلان عام 1970 ، ابراهيم الراعي في سجن الرملة عام 1988 ، خالد الشيخ علي في سجن غزة عام 1989 ، عطية الزعانين في سجن غزة عام 1990 ، مصطفى عكاوي في سجن الخليل عام 1992 ، عبد الصمد حريزات في معتقل المسكوبية عام 1995 .

الإهمال الطبي والحرمان من العلاج

مشيراً إلى أن الأوضاع المعيشية والصحية السيئة وسوء التغذية  داخل سجون ومعتقلات الإحتلال واستخدام أجساد الأسرى لإجراء تجارب لأدوية مختلفة ، هي اسباب رئيسية لبروز الأمراض وأن سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج سببا في استفحالها وبمجملها شكلت اسبابا لإستشهاد ( 51 ) اسيراً ولا تزال تشكل خطراً على حياة المئات من الأسرى المرضى ممن يعانون من أمراض خطيرة وخبيثة ودون رعاية تذكر ، ولوحظ أن العام 2007 كان الأسوأ من حيث عدد من استشهدوا داخل  سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي حيث وصل عددهم إلى ( 7 ) أسرى .

ورأى بأن الخطورة تكمن في أن تلك الأمراض تبقى تلازم الأسير طوال فترة أسره دون علاج أو رعاية تُذكر ، بل تتفاقم وتستفحل ، واما أن تؤدي إلى استشهاد الأسير المريض داخل الأسر  أو تبقى تلازمه طوال فترة أسره لتفاقم من آلامه وجرحه أكثر فأكثر بالإضافة لآلام السجن وقسوة السجان ، أو تلاحقه لما بعد التحرر وتكون سببا في وفاته وهذا ما حدث مع مئات الأسرى المحررين الذين خرجوا من السجون مباشرة إلى المستشفيات أو الذين ظهرت عليهم الأمراض الخبيثة بعد تحررت بشهور وسنوات ، وآخرهم كان الشهيد الأسير المحرر سيطان الولي من هضبة الجولان السورية المحتلة الذي أطلق سراحه بعد إصابته بمرض السرطان داخل الأسر وتدهور حالته الصحية ومن قبله الشهداء هايل أبو زيد ومراد أبو ساكوت وفايز زيدات وحمزة طرايرة وغيرهم الكثيرين.

الدعوة لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم قتل الأسرى بشكل مباشر أو غير مباشر

وناشد فروانة المجتمع الدولي بمؤسساته الحقوقية والإنسانية ودعاة السلام والديمقراطية في العالم  للتدخل الفوري وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم قتل الأسرى بشكل مباشر بعد اعتقالهم أو من خلال سياسة القتل البطيء والحرمان من العلاج ، ووضع حد للتعذيب وتعويض المُعَذَبين مادياً ومعنوياً ، وهذا حق للمُعذبين تكفله لهم إتفاقية مناهضة التعذيب خاصة في مادتيها الـ 13 ، 14 ، وهذا الحق لا يسقط بالتقادم ، كما أنه جزء من العلاج للتخلص من آثار التعذيب النفسية ،  وإنقاذ حياة الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين والعرب القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، لا سيما المرضى منهم .

داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة الاهتمام بالأسرى المحررين وإعادة تأهيلهم إجتماعياً ومهنياً ونفسياً ، وضمان الرعاية الطبية لهم ، ومنحهم الحق في إجراء فحوصات شاملة ودورية مجانية للتأكد من خلوهم من الأمراض الخطيرة ، لا سيما وأن دراسات علمية عديدة كانت قد أكدت بأن الأمراض التي ظهرت ويمكن أن تظهر على الأسرى المحررين بعد تحررهم بفترة من الزمن لها علاقة بالسجن وتوابعه ، .

 

 أرشيف شهداء الحركة الأسيرة