بيان صحفي

 

فروانة : استشهاد الأسير المقدسي أبو اسماعيل اليوم

يجب أن يفتح ملفي الإهمال الطبي والأسرى المقدسيين

 

تقارير أخرى ذات علاقة بالشهداء

 

فلسطين  – 24-12-2008 – قال الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة ، أن استشهاد الأسير جمعة اسماعيل موسى ، اليوم داخل  ما يُسمى مستشفى سجن الرملة ، يجب أن يفتح ملفي الإهمال الطبي بشكل خاص وملف الأسرى المقدسيين بشكل عام .

وأوضح فروانة ان الأوضاع الصحية داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية قد ازدادت سوءاً وخطورة في السنوات الأخيرة ، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمدة والتي غدت تشكل ظاهرة تتيح للأمراض المزمنة والخطيرة مداهمة أجساد كافة الأسرى ، وتعرض حياتهم للموت داخل السجن أو أن تورثهم الأمراض الى مابعد الخروج من السجن ان قدر لهم ذلك  .

 

وأضاف : أن سياسة الإهمال الطبي تعتبر جزء من منظومة متكاملة ومتشابكة من الإنتهاكات الخطيرة والفظة ، تمارسها ادارة السجون بحق الأسرى بشكل يومي ، كجزء أساسي من سياستها العامة في تعاملها مع الأسرى ، وتشكل جميعها سياسة رسمية غير معلنة تهدف الى اعدام الأسرى نفسياً ومعنوياً وان أمكن جسدياً بشكل بطيء  ، مما يستدعي وقبل فوات الآوان فتح ملف الإهمال الطبي المتبع كسياسة ومنهج داخل سجون الإحتلال ، وانقاذ حياة المئات من الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومختلفة مثل السرطان والفشل الكلوي والشلل والعيون والقلب والغضروف والرئتين ، ومنهم من هم بحاجة الى عمليات جراحية عاجلة  .

 

واشار فروانة بأنه وباستشهاد الأسير " أبو اسماعيل " اليوم ، يرتفع عدد الأسرى الذين استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي منذ العام 1967 ولغاية اليوم الى ( 49 اسيراً ) من مجموع شهداء الحركة الأسيرة والذين ارتفع عددهم اليوم الى ( 196 ) شهيداً نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب والقتل العمد بعد الإعتقال ، فيما يعتبر الشهيد "أبو اسماعيل " هو الأسير الثاني الذي يستشهد خلال العام الجاري 2008 حيث سبق وأن استشهد الأسير فضل شاهين من غزة بتاريخ 29-2- في سجن بئر السبع نتيجة الإهمال الطبي .

 

وفي ذات السياق طالب فروانة كافة الجهات المختصة الحكومية وغير الحكومية وكافة المؤسسات المعنية بالقدس ، بضرورة فتح ملف الأسرى المقدسيين ، لاسيما القدامى منهم المعتقلين منذ ما قبل أوسلو والذين تجاهلتهم الإتفاقيات السياسية الموقعة ما بين السلطة الوطنية الفلسطينية و" اسرائيل " ، كما واستثنتهم صفقات التبادل التي جرت ما بين فصائل المقاومة و" اسرائيل "منذ العام 1985 ، بمن فيها تلك التي جرت مع حزب الله ، كما وتم القفز عنهم بشكل كامل في كافة الإفراجات السياسية التي جرت خلال انتفاضة الأقصى تحت ما يسمى " حسن النية " ولم تشمل أي منهم .

 

وأعرب فروانة عن بالغ قلقه الشديد من إستمرار التعامل الإسرائيلي بهذا المنطق مع قضية الأسرى المقدسيين ، والذي يعتبر سجنهم والإحكام الصادرة بحقهم هو شأن داخلي ولايحق لأي جهة عربية أو فلسطينية المطالبة باطلاق سراحهم ، مما أبقى قضيتهم رهينة في قبضة سلطات الإحتلال ، وها نحن نفقدهم واحداً تلو الآخر .

 

وذكر فروانة أن الشهيد الأسير " جمعة اسماعيل محمد موسى " ( 66 عاماً ) هو واحد من قائمة الأسرى المقدسيين القدامي المعتقلين منذ ما قبل أوسلو ، ويبلغ عددهم ( 46 أسيراً ) ويعتبر الأسير فؤاد الرازم المعتقل منذ 28 عاماً أقدمهم وعميدهم  .

واضاف فروانة أن الشهيد " أبواسماعيل "  من مواليد 1942 ، وتقطن عائلته في الحارة التحتة قرب جامع الخلفاء في مخيم شعفاط ، وهومتزوج ولديه ثمانية أولاد وبنات ، وأكثر من عشرين حفيداً ، وكان قد اعتقل في الثاني من ابريل عام 1993 ، على خلفية الإنتماء للجبهة الشعبية –القيادة العامة وقتل مواطنة يهودية وعمليات أخرى ، وكان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة ، وكان يعاني من عدة أمراض أبرزها مرض الانسداد في شرايين القلب, والسكري وارتفاع ضغط الدم, وضيق التنفس, فلا يقدر على التقاط أنفاسه من دون جهاز التنفس, كما كان يعاني من مشاكل في المسالك البولية والأمعاء والقولون, ومرض جلدي يحرمه من النوم لأيام متتالية ، ومنذ 12 عاماً وهو يقبع في ما يسمى مستشفى سجن الرملة بشكل دائم نظراً لخطورة وضعه الصحي دون ان يتلقى الرعاية الكافية او العلاج المناسب ، كما لم يطرأ أي تحسن على اوضاعه الصحية ، وقال في احدى رسائله ( أخاف أن أموت في الأسر, مثل الشهيد محمد حسن هدوان, أن يضعوني في كيس ويرموني من دون أن أرى أولادي, أتمنى أن يطلق سراحي و أن أحضن اولادى حتى ولو قبل موتي بأسبوع, , وأعانق زوجتي وأولادي ثم أموت ) .

واعتبر فروانة أن استشهاد الأسير المقدسي أبو اسماعيل اليوم ، هو جزء من السياسة الإسرائيلية الهادفة لقتل الأسرى عموماً ، والأسرى المقدسيين خصوصاً ، وهو بذلك يلتحق بالشهداء الأسرى المقدسيين اسحق مراغة و عمر القاسم وحسين عبيدات ومحمد أبوهدوان ، والملفت أن السبب المباشر لإستشهادهم  والقاسم المشترك فيما بين جميعهم كان الإهمال الطبي .

 

وحمل فروانة ادارة مصلحة السجون الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن استشهاد الأسير المقدسي " جمعة موسى " باعتبارها لم توفر له الرعاية الطبية اللازمة ورفض الإفراج عنه رغم المناشدات الكثيرة ورغم التقارير الطبية التي تحدثت عن خطورة وضعه الصحي ، داعياً كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الى التحرك الجدي والفاعل لوضع حد لسياسة الإهمال الطبي والعمل الفوري من أجل انقاذ حياة مئات الأسرى المرضى القابعين في السجون الإسرائيلية  لاسيما العشرات منهم الذين يمكثون بشكل دائم في ما يسمى مستشفى سجن الرملة .

 

تقارير أخرى ذات علاقة بالشهداء