26 حزيران/ اليوم العالمي لمناهضة التعذيب

فروانة: جميع من مروا بتجربة الاعتقال من الفلسطينيين والعرب، تعرضوا للتعذيب

 

غزة - 23-6-2019- قال مدير موقع "فلسطين خلف القضبان"، المختص بشؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، أن نحو مليون حالة اعتقال سجلت منذ العام 1967، وقد شملت تلك الاعتقالات كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، ذكورا واناثا، صغارا وكبارا، وأن جميع من مروا بتجربة الاعتقال، تعرضوا لشكل أو أكثر من اشكال التعذيب الجسدي أو النفسي.

واضاف: ان دولة الاحتلال الإسرائيلي تشكل حالة فريدة وشاذة في ممارسة التعذيب، وهي الوحيدة في العالم التي شرّعت التعذيب قانوناً، ومنحت مقترفيه الحماية القانونية والحصانة القضائية، تحت ذرائع مختلفة من بينها القضاء على "القنابل الموقوتة"، مما فتح الباب على مصراعيه لاقتراف مزيد من الجرائم، واستخدام أساليب لا أخلاقية، دون محاسبة أو حتى ضوابط ومراقبة داخلية.

جاءت تصريحات فروانة هذه بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه، والذي يصادف في 26 حزيران/يونيو من كل عام، وهو اليوم الذي  أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 12 ديسمبر من عام1997، باعتباره يوما لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران عام 1987م .

وأوضح فروانة أن التعذيب في سجون الاحتلال شكّل سياسة إسرائيلية رسمية وممارسةً مؤسسيةً وأضحى نهجاً أساسياً وجزءاً ثابتاً في المعاملة اليومية مع المعتقلين الفلسطينيين والعرب، بهدف تدمير الإنسان الفلسطيني، جسدياً ومعنوياً، وتحطيم شخصيته وتغيير سلوكه ونمط تفكيره وحياته ومعتقداته السياسية.

واشار الى أن التعذيب لا يتوقف على فئة عمرية محددة، كما لا يقتصر على فترة التحقيق فحسب، وإنما يبدأ منذ لحظة الاعتقال ولا ينتهي مع انتهاء فترة الاعتقال، حيث تستمر آثاره وتبعاته إلى ما بعد ذلك بسنوات طويلة.

وذكر فروانة وهو أسير سابق لأربع مرات، أن التعذيب كان سببا في استشهاد (73) أسيرا داخل السجون منذ العام 1967، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر قاسم أبو عكر، إبراهيم الراعي، عبد الصمد حريزات، عطية الزعانين، مصطفى عكاوي، وعرفات جرادات وغيرهم. هذا بالإضافة إلى العشرات من الأسرى الذين  استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بما ورثوه عن التعذيب، فضلا عن أن عشرات آخرين من الأسرى والأسرى المحررين لا يزالوا يعانون من اعاقات جسدية ونفسية جراء ما مُورس بحقهم من تعذيب.

واكد فروانة في تقريره على أن التعذيب- جسدياً كان أم نفسياً-  تحت ذريعة الحصول على معلومات، أو بحجة القضاء على "القنابل الموقوتة"، يعتبر انتهاكا أساسيا وخطيرا لحقوق الإنسان، وجرماً فظيعاً وبشعاً يرتكب بحق الإنسانية.

ودعا المختص بشؤون الأسرى، كافة المؤسسات الدولية، الحقوقية والإنسانية، الى التحرك الجاد والفعلي لوقف كل أشكال التعذيب التي تُمارس بحق المعتقلين العُزل، وملاحقة مقترفيه ومحاسبتهم وفقا لما ينص عليه القانون الدولي، والعمل على مساندة ضحايا التعذيب من الفلسطينيين وضمان توفير حياة كريمة لهم ولذويهم.