فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
الوزير " قراقع " و محكمة " لاهاي " ..
* بقلم / عبد الناصر عوني فروانة
23-1-2010
كنت قد زرت قبل أربعة أعوام تقريباً ، بعض الدول العربية والأوروبية ومن ضمنها " هولندا " ، في مهمة عمل وضمن وفد رسمي في إطار " حملة دولية " أطلقها وزير الأسرى السابق " سفيان أبو زايدة " بهدف تدويل قضية الأسرى ، ولي الشرف بأنني كنت المنسق العام للحملة ...
ولا أريد الخوض بتفاصيلها ، ومدى تأثيرها ، أو المعيقات والأسباب التي حالت دون تواصلها واستمرارها ... لكن أجزم بأنها حققت العديد من النجاحات ، ووضعت حجر الأساس للإنطلاق بملف الأسرى صوب المحافل الدولية .
ومن ثم جاء السيد أشرف العجرمي " وزير الأسرى السابق " في النصف الثاني من عام 2007 وأطلق هو الآخر " حملة دولية " جديدة لذات الهدف ، دون الإعتماد على ما سبق أو التراكم على ما أنجز ، ومع ذلك حقق الكثير من وراء حملته عربياً ودولياً ...
ومن قبلهما كانت جهود وخطوات السيد هشام عبد الرازق " أول وزير للأسرى " وإشرافه على مؤتمر مميز عقدته وزارته في مركز الشوا بغزة ، والتقائه بالعديد من الشخصيات الدولية ...
وأخيراً جاء السيد " عيسى قراقع " " وزير الأسرى الحالي " ليعلن هو الآخر ليس عن حملة دولية تهدف إلى تدويل قضية الأسرى فحسب ، وإنما سار بخطوات أكثر عملية ، حيث بدأ بقيادة وفد رسمي لبعض الدول العربية والأوروبية ، ومن ثم نظمت وزارته مؤتمر دولي في مدينة " أريحا " نهاية نوفمبر من العام الماضي هو الأول من نوعه في فلسطين ، وصولاً إلى إعلانه صراحة عن البدء بالإعداد للذهاب بملف الأسرى إلى محكمة " لاهاي " الدولية وبالتعاون مع جامعة الدول العربية التي اتخذت قرارا بذلك .
وبتقديري الشخصي فان تصريحات الوزير " قراقع " هي ليست مجرد تصريحات إعلامية عابرة ، وإنما عكست حقيقة ما يتطلع إليه هذا الوزير ، وما يُفكر بعمله ويطمح بانجازه في الفترة المقبلة .
النجاح وارد ... إذا ..
ووفقاً لمعلوماتي فان كافة الحملات الدولية والفعاليات الهادفة لتفعيل قضية الأسرى حظيت ولا زالت تحظى بدعم سخي من قبل مجلس الوزراء الفلسطيني .
مما يعني بأن النجاح الفلسطيني في تدويل قضية الأسرى ، أمر وارد جداً ، إذا سارت الأمور بخطوات واثقة وفق خطة واضحة ، وإستراتيجية ثابتة متكاملة ، تتيح العمل في كافة الملفات والاتجاهات ذات الصلة بموضوع تدويل " قضية الأسرى " ، وتضمن أن تقود في النهاية إلى إحداث نقلة نوعية في المحافل الدولية في التعامل مع قضية الأسرى وعدم تركها رهينة في قبضة الاحتلال ، يتحكم بها كيفما يشاء ، ويُجردها من بُعديها السياسي والوطني ليبقيها قضية إنسانية فقط تخضع لما يُسمى بوادر " حسن النية " ، وأحياناً للمساومة والابتزاز.
الأمر الذي أعلن عن رفضه السيد " قراقع " والسلطة الوطنية الفلسطينية وكافة المسؤولين الفلسطينيين باختلاف مسمياتهم وأطيافهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية ، ولن يقبل بذلك أي فلسطيني .. مما يعكس إجماعاً فلسطينياً نحن بأمس الحاجة له في الوقت الراهن .
الوصول إلى " لاهاي " حلقة مهمة في سلسلة عنوانها تدويل " قضية الأسرى "
وعودة على بدء .. فخلال زيارتنا لـ " هولندا " ، التقينا بعدد من المسؤولين الهولنديين والفلسطينيين هناك ، وكانت مدينة " لاهاي " إحدى محطاتنا ، مما أتاح لنا زيارة مبنى محكمة " لاهاي " الدولية ، واستمعنا حينها لنصائح عديدة تدعو إلى ضرورة طرح قضية الأسرى أمام تلك المحكمة ، استناداً لما استمعوا إليه من قبلنا عن كيفية تعامل " إسرائيل " مع أسرانا ، وحجم الانتهاكات التي تقترفها بحقهم والجرائم التي ترتكبها ضدهم .
ومنذ ذاك اليوم وأنا آمل تحقيق ذلك كجزء من موضوع تدويل " قضية الأسرى " ، بما يساهم ويضمن إحداث التغيير الإيجابي في الموقف الدولي من قضية الأسرى وحقوقهم وشروط احتجازهم وحريتهم المشروعة ، وإلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاقيات الدولية عليهم والالتزام بدفع استحقاقات "العملية السلمية" والتهدئة القائمة .
وآمل أن أرى قريباً السيد " قراقع " في قاعة محكمة " لاهاي " الدولية ، وقضية الأسرى حاضرة وبقوة أمام قضاة المحكمة ...
ومما لا شك فيه بأن مفهوم تدويل " قضية الأسرى " ، لا يقتصر على طرح القضية أمام محكمة " لاهاي " الدولية ، وإنما هو مفهوم أشمل من ذلك بكثير ، ويحتاج للعمل في حلقات السلسلة بأكملها ، ولسنا بصدد الخوض بتفاصيلها الآن ، ولكن بالتأكيد الوصول إلى " لاهاي " يُعتبر ضرورة ملحة وحلقة مهمة في سلسلة حلقات عنوانها تدويل " قضية الأسرى " ، والنجاح فيها سيشكل بداية لنجاحات أخرى في الملفات المتعددة ذات العلاقة بالموضوع ، والتي وبتراكمها وتكاملها ستقود تحقيق تدويل " قضية الأسرى " بمفهومها الشمولي ... فهل سيتحقق ذلك خلال العام الجاري ؟
سؤال سيبقى مطروحاً أمام السيد " عيسى قراقع " وزير الأسرى والمحررين واللجان المختلفة التي شكلها والوفود التي كلفها بالسفر ومواصلة المهام الخارجية من الإخوة الفاعلين بالوزارة في الضفة الغربية .
أما نحن في " غزة " فلا نملك سوى الإشادة بكل الجهود المبذولة من قبل الوزير وطواقمه المختلفة ، وندعو الله العلي القدير أن يوفقهم ويسدد خطاهم ، وأن تتوج جهودهم بالنجاح ، ونأمل أن تتاح لنا الفرصة للمشاركة والمساهمة في إنجاح هذه المهمة .