أهمية الاعلام في دعم قضية الأسرى
بقلم/ عبد الناصر عوني فروانة
أسير محرر وكاتب مختص بشؤون الأسرى
23 كانون أول/ديسمبر2019
لم يعرف العالم يوماً قوة ذات تأثير ونفوذ أعظم مما يتمتع به الإعلام في زماننا هذا، وأن الدول أصبحت تتقوى بإعلامها الموجه خدمة لمصالحها وتوجهاتها وسياستها. ومعركة الإعلام لا تقل أهمية عن المعارك الأخرى، وأحياناً تتصدر الاهتمامات وتُمنح الأولوية، ويكون لها التأثير الكبير وكلمة الفصل.
ومن هنا لا يختلف اثنان على أهمية الإعلام، فبدون اعلام قوي تبقى القضية تراوح مكانها، بغض النظر عن درجة عدالتها، وتبقى محصورة لدى اصحابها. وقضية الأسرى هي واحدة من أبرز القضايا عدالة، وهي بحاجة الى اعلام قوي ينتصر لها ولعدالتها، ويؤثر على وعي الآخرين ويساهم في صياغة الرأي العام، محليا كان أو اقليميا، بل وحتى دولياً.
ان القاعدة التي تحكم الاعلام، هي انه يمثل انعكاسا للواقع، وهو مرآة عاكسة لما يدور في المجتمع. وبصرف النظر عن قدرته على التأثير، إلا أن الاعلام لا يصنع حدثاً، ولا يخلق صورة من فراغ. بل إنه يتلمس ما يحدث على أرض الواقع وينقل ما يصله من المعنيين، دون انكار قدرته على التأثير على المتلقي. وهذا يعني أن الإعلام يؤثر ويتأثر في آن واحد. وهذا يقودنا الى التأكيد على أهمية الترابط ما بين الاعلام والتوثيق والفعل الميداني، في سياق حديثنا عن أهمية الاعلام ودوره. كما ولا يمكن الحديث عن استراتيجية اعلامية، محلية وخارجية، دون ربطها بالعناصر الأخرى.
هذا يعني أن للإعلام دور مهم ومهم جداً، ومطلوب منه دائما منح قضية الأسرى، بملفاتها المختلفة وأبعادها المتعددة، المساحة الكافية التي تستحقها. كما وللإعلام أهمية كبيرة في فضح الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها المعتقلين في سجون الاحتلال، وتزداد أهميته وتأثيره، كلما كان التوثيق مميزا والفعل الميداني مؤثرا. فالإعلام يحتاج الى وقائع على أرض الواقع لكي تكون مادته، وحتى يتمكن من إيصال الرسالة إلى الجمهور بالشكل الذي يؤثر عليهم. بمعنى مضمون الاصدار وجوهر الخطاب وحجم الفعل الميداني، عناصر اساسية لجذب الاعلام وفرض القضية على أجندته.
أن قضية الأسرى بحاجة إلى اعلام قوي وفقا لخطة استراتيجية، تعتمد على التكامل والتراكم، عبر كافة وسائل الإعلام (المرئية والمسموعة والمطبوعة والإلكترونية) واستخدام كافة أشكال العمل الصحفي. لكن هذه الخطة لن يكتب لها النجاح ما لم نربطها بباقي العناصر ذات الصلة، وخاصة التوثيق واجادة الخطاب والفعل الميداني المؤثر. فالإعلام ليس مقصرا، وان كنا نتطلع دوما لتخصيص مزيد من المساحة للأسرى وحكاياتهم، لكننا وبدون شك نسجل كل الاحترام والتقدير لكافة وسائل الاعلام والعاملين فيها، فيما القصور فينا. فنحن من لا يجيد استخدام الأدوات التي تجذب وسائل الاعلام وتفرض القضية على أجندته وسلم أولوياته.