كتب عبد الناصر فروانة على صفحته عبر الفيسبوك:
ساكتب عن اللقاء من زاوية مختلفة
عبد الناصر فروانة: هذا لم يحدث إلا هنا في فلسطين. هي تتأمل بوجهه المشع نورا بعد لقائها الاول به وهو حر، وهو يتأمل بالجماهير الوفية التي تستقبله بعد غياب قسري استمر 18سنة في السجن، ويردد بصوت جهوري: لن نهزم.!
يمكنني وبحكم تجربتي وخبرتي ان افهم كيف للأسير ان يصمد ويقضي تلك السنوات الطويلة في السجن، كما واتفهم دوافعه بالارتباط بفتاة ومشاعره تجاهها وهو مقيد وراء الشمس. ولكن وبرغم امتلاكي جزء من الاجابة، تراودني التساؤلات دوما: ما الذي يجعل هذه الفتاة ان ترتبط باسير يقضي حكما لسنوات طوال او محكوم بالسجن المؤبد، وهي على يقين بأنها ستعاني كثيرا وقد تنتظر طويلا ومن الممكن ان يستمر الانتظار لعقود من الزمن.؟
الامر لا يقتصر على ارتباط (عاصم كعبي وصمود سعدات)، فلدينا الكثير من القصص التي تشكل ظاهرة على مدار السنين، تحتاج الى دراسة، فهناك فتيات كثر ارتبطت بشبان، ومن ثم اعتقلوا قبل ان تتم مراسيم حفل الزواج، فصدر بحقهم حكما بالسجن المؤبد او لسنوات طوال، فاخترن الفتيات الثبات و الصبر .!.
وهناك أخريات تعرفن على شبان وهم معتقلين ويقضون احكاما بالسجن لسنوات طوال، فارتبطن بهم وانتظرن طويلا.!. وهناك فتيات ارتبطن بأسرى يقضون احكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة) وما زلن ينتظرن من يكسر قيد من ارتبطن بهم ويجمع شملهما لاتمام مراسيم الزواج في رحاب الحرية.
ولدينا مسلسل طويل من الحكايات لزوجات صبرن طويلا وعانين كثيرا وانتظرن عقود من الزمن، الى ان عاد الزوج محررا..
هنا فلسطين. وهذا لم يحدث الا في فلسطين. فلسطين التي لم ولن تهزم وستنتصر بإذن الله.
عبد الناصر فروانة
23-4-2021