في الذكرى الـ12 لاستشهاده
فروانة: (7) شهداء ومئات المصابين جراء استخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين في سجون الاحتلال
22-10-2019- قال مدير موقع "فلسطين خلف القضبان" المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، ان استخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لم تعد مجرد اقتحام وتفتيش روتيني والعبث بالمقتنيات الخاصة، أو ممارسة فردية ونادرة واعتداء عابر تنفذ من قبل هذا الضابط أو ذاك الشرطي فقط. كما لم تعد حدثا استثنائيا وموسميا، أو ظاهرة أسبوعية و شهرية فحسب. وإنما أضحت سلوكا ثابتاً وممارسة جماعية وجزءا أساسيا من معاملة المعتقلين، لدرجة أنها تتكرر أحيانا داخل السجن الواحد أكثر من مرة في اليوم الواحد، وفي مرات كثيرة تحدث في أكثر من سجن في آن واحد.
واستطرد قائلا: أن (7) معتقلين فلسطينيين سقطوا شهداء في السجون والمعتقلات الإسرائيلية جراء اصابتهم بأعيرة نارية. هذا بالإضافة إلى اصابة المئات من المعتقلين بإصابات مختلفة بعد اطلاق النار عليهم مباشرة من قبل حراس السجن أو قوات القمع المدججين بالسلاح والمزودين بأدوات القمع المختلفة.
واضاف: أن من بين أولئك الشهداء كان المعتقل (محمد صافي الأشقر) من طولكرم والذي استشهد في مثل هذا اليوم الثاني والعشرين من تشرين أول/أكتوبر عام 2007 في معتقل النقب الصحراوي جراء اصابته بعيار ناري في الرأس، وأصيب حينها مئات المعتقلين. وذلك حينما احتج المعتقلين العُزل سلميا على تردي ظروف الاحتجاز وسوء المعاملة، فتدخلت قوات القمع الخاصة المتواجدة في المعتقل وأفرطت في استخدام القوة بحق المعتقلين مما أدى إلى استشهاد "الأشقر" واصابة نحو(250) معتقل. في واحدة من أبشع الأحداث التي جرت في السجون.
وبيّن فروانة أن استخدام القوة والاعتداء المستمر على الأسرى، انما تهدف الى ارباك أوضاع الأسرى واحداث حالة من اللا استقرار، كما وتهدف الى المساس بالمكونات الشخصية للأسرى والانتقام منهم، وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي والمعنوي بهم، والمس بكرامتهم والسعي لإذلالهم واهانتهم وصولا الى السيطرة عليهم والتحكم في تصرفاتهم ودفعهم نحو القبول بقرارات وتوجيهات ادارة السجون وسياسة الأمر الواقع. وان تلك الظاهرة اتسعت مساحة وازدادت عدداً واشتدت عنفا خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح فروانة أن استخدام القوة المفرطة بحقهم تحت ذرائع مختلفة، تحظى بمباركة وتشجيع الجهات العليا في دولة الاحتلال والتي شكّلت لهذا الغرض قوات قمع خاصة عرفت باسم قوات "نخشون ودرور وميتسادا واليماز وغيرها". وأن هذه القوات مدربة جيداً ومزودة بأسلحة مختلفة بما فيها الأسلحة النارية ذات الذخيرة الحية القاتلة والمحرمة دولياً، وهي منتشرة في كافة السجون ومتواجدة فيها باستمرار.
و دعا فروانة كافة المؤسسات المعنية بالأسرى وكذلك الحقوقية والقانونية واللجنة الوطنية لمتابعة محكمة الجنايات، الى اعادة ملف الأحداث وظروف استشهاد "الأشقر" واصابة المئات، والعمل على استكمال توثيق كافة الحيثيات بشكل علمي ومنهجي، والاستفادة من "الفيديوهات" التي تم تسريبها والتي توثق جزءا منها، والتحرك الجدي والفاعل لفضحها وتسليط الضوء عليها، والضغط على المؤسسات الدولية لتحمل مسؤولياتها والتحرك لحماية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين العُزل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.