الاحتلال يستهدف الأطفال و"عهد التميمي" نموذجا
فروانة: الاحتلال اعتقل (562) طفلا فلسطينيا يشكلون (25%) من اجمالي الاعتقالات منذ اعلان ترامب
غزة-22-3-2018- استنكر رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين وعضو اللجنة المكلفة لإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، الحكم الجائر الذي أصدرته محكمة "عوفر" العسكرية مساء يوم أمس (الأربعاء) بحق الطفلة "عهد التميمي" والقاضي بحبسها لمدة (8) شهور، إضافة لدفع غرامة مالية قدرها حوالي (1500) دولار.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت "التميمي" يوم 19 كانون الأول 2017، من منزلها في بلدة النبي صالح، غرب رام الله، واتهمتها بطرد جنود الاحتلال من أمام منزلهم وصفع أحدهم.
وقال فروانة: أن الحكم الصادر بحق الطفلة "التميمي" يؤكد من جديد على أن المحاكم العسكرية الإسرائيلية، ليست عادلة ولا تتمتع بالنزاهة والاستقلالية، وهي جزء من القضاء الإسرائيلي الذي يشكل أداة من أدوات الاحتلال وينفذ أوامر الأجهزة الأمنية وتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية المتطرفة.
وتابع: ان سلطات الاحتلال توسعت في اعتقالاتها التعسفية للأطفال الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، وازدادت أكثر في الآونة الأخيرة، حيث اعتقلت نحو (562) طفلا منذ اعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال في السادس من كانون أول/ديسمبر من العام الماضي، وهؤلاء يشكلون قرابة (25%) من اجمالي الاعتقالات خلال نفس الفترة. كما وصعدّت من اجراءات التعسفية بحقهم في اطار سياسة ممنهجة تهدف الى بث الرعب في نفوسهم وتشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم، والتأثير السلبي على نموهم الجسماني والعقلي والوجداني.
وأضاف: ان كافة المواثيق والأعراف الدولية، قد جعلت من اعتقال الأطفال ملاذا أخيرا، وجعلت من لجوء القاضي إلى الحكم بسجن طفل ما، وإن كان ولا بد منه كاستثناء، فليكن لأقصر فترة زمنية ممكنة، فيما سلطات الاحتلال عمدت الى أن يكون اعتقالهم هو القاعدة والملاذ الأول ولأطول فترة ممكنة. علاوة على ذلك، فلقد لجأت سلطات الاحتلال الى اقرار مجموعة من القوانين التي تُجيز اعتقال القصّر وتُغلظ العقوبة بحقهم، واستخدمت القضاء والمحاكم العسكرية أداة لفرض الأحكام العالية والغرامات الباهظة والحبس المنزلي والابعاد عن أماكن السكن، وغيرها من الاجراءات القاسية.
وأوضح فروانة بان جميع من مرّوا بتجربة الاعتقال من الأطفال، تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة القاسية، واحتجزوا في ظروف صعبة. وقد أدلى كثير منهم بشهادات مؤلمة وروايات فظيعة. الأمر الذي يُحدث (الصدمة) لدى هؤلاء الأطفال، وقد يعزز لديهم مشاعر الغضب والحقد ويدفعهم نحو الانتقام من المحتل.
ودعا فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، المحلية والإقليمية والدولية، بتحمل مسؤولياتها والتحرك الجاد لحماية الأطفال والضغط على الاحتلال لوقف اعتقالهم، والعمل من أجل الإفراج عن حوالي (350) طفل ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.