فروانة : الأسرى بحاجة إلى ثورة إعلامية على كافة الجبهات

 

المغرب – 22-1-2011 – قدم الباحث المختص بشؤون الأسرى ، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية عبد الناصر فروانة ، ورقة عمل بعنوان " الأسرى والإعلام ، واقع وتطلعات " ، خلال مشاركته بمؤتمر الرباط والذي بدأ أعماله بحي الرياض في مدينة الرباط بالمغرب يوم الجمعة 21 يناير وسيستمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة مئات من الأسرى المحررين والشخصيات الفلسطينية والعربية والدولية يمثلون جمعيات ومؤسسات مختصة بقضايا الأسرى وحقوق الإنسان والقانون الدولي .

وقال فروانة في مداخلته أن الأسرى بحاجة إلى ثورة إعلامية على كافة الجبهات ، وفق استراتيجية متكاملة تبدأ بحملة إعلامية على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي ويتزامن معها حملة إعلامية موجهة للشارع الإسرائيلي وثالثة على المستوى الدولي بعدة لغات .

مضيفاً : بأن ثورة إعلامية بهذا الحجم ، لا بد وأن تؤثر على الرأي العام المحلي والعربي والدولي ، وستقود إلى اتساع دائرة التضامن مع الأسرى ، وزيادة حجم الضغط على سلطات الاحتلال بهدف إجبارها على تطبيق الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالأسرى ، مما سيؤدي إلى تحسين شروط الحياة الإعتقالية كمقدمة أساسية لإطلاق سراحهم جميعا كاستحقاق سياسي .

وركز فروانة في مداخلته على أربعة محاور أساسية حيث تناول في المحور الأول أهمية الإعلام في دعم ومناصرة قضية الأسرى ، وحقوقهم بهدف تحسين شروط حياتهم داخل الأسر كمقدمة أساسية لتحقيق حلمهم بالحرية ، باعتبار أن الإعلام المحلي والخارجي هو الأهم في مساندة الأسرى في نضالاتهم ، والتأثير على الرأي العام واتساع دائرة التضامن معهم ، واطلاع العالم من خلال الإعلام الخارجي على مجمل مناحي الحياة الإعتقالية المأساوية في سجون الاحتلال ، والانتهاكات والجرائم التي تُقترف بداخلها ، والتي تتناقض بشكل فاضح مع كافة المواثيق والأعراف الدولية .

فيما سلط الضوء في المحور الثاني على واقع الأسرى في وسائل الإعلام ، والذي رأى فيه بأن حضور الأسرى وقضاياهم في وسائل الإعلام المختلفة ، الفلسطينية والعربية ضعيف ولا يرتقي إلى مستوى وحجم ما يتعرضون له وما هم بحاجة له ، ويُلاحظ أيضاً بأن الإعلام المحلي يعتمد على الشكل الإخباري كشكل رئيسي في تناول قضية الأسرى وباستخدام اللغة العربية فقط ، وأن ضعفاً أكبر يُلمس في إعداد التقارير والمقابلات والقصص الصحفية والتحقيقات المؤثرة والإنتاجات الإبداعية والإصدارات المرئية .

وفي السياق ذاته أعرب فروانة عن اعتقاده بأن العام المنصرم تحديداً شهد تقدماً في تعاطي الإعلام مع قضية الأسرى وأن الجهد الإعلامي من حيث الأداء والمساحة الممنوحة قد تنامى بشكل ملحوظ ، بالإضافة للتنوع في استخدام أشكال العمل الصحفي من قبل المؤسسات الإعلامية وكذلك المختصة بشؤون الأسرى ، إلا أن هذا التقدم بحاجة إلى تطوير ودعم ، وصولاً للحضور القوي والدائم لقضية الأسرى ، كي تصبح قضية كل بيت فلسطيني وهم لكل مواطن فلسطيني ، وحية في الرأي العام الخارجي ، وفي ضمائر المجتمع الدولي .

فيما أكد على أن الإعلام الخارجي لا يزال ضعيفاً ، والمساحات الممنوحة في وسائل الإعلام المرئية شحيحة من حيث البرامج واللقاءات وعرض المؤثرات .

معرباً عن ألمه لما يحظى به " شاليط " من شهرة عالمية ، حتى أصبح الأسير الأكثر شهرة وحضوراً في العالم ، واسمه حُفر في وثائق دولية  ، وصورته دخلت محافل عالمية وقصور زعماء ورؤساء ، فيما مئات الأسرى القدامى وممن مضى على اعتقالهم عشرات السنين لا يعرفهم أحد ، حتى أن عميد أسرى العالم نائل البرغوثي " المعتقل منذ ثلاثة وثلاثين عاماً غير معروف لدى أبناء شعبه بالدرجة التي يعرفون فيها " شاليط " ، وهذا يعود بالدرجة الأساسية لماكنة الإعلام الإسرائيلية الناجحة في تسويق قضيتهم ، وبالمقابل قصور إعلامي في تسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال .

وتناول فروانة في المحور الثالث بورقته المقدمة للمؤتمر العلاقة الجدلية ما بين الإعلام والتوثيق والملاحقة ، مبيناً بأنه لا يمكن فضح ما يتعرض له الأسرى ، دون توثيق علمي وممنهج يسبقه ، وإعلام قوي ينشره ويدعمه ويؤثر على الرأي العام ، وملاحقة قضائية تحاسب مقترفي الانتهاكات والجرائم .

مؤكداً بأن علاقة وثيقة تربط ما بين الإعلام الناجح والمؤثر وما بين التوثيق العلمي الممنهج والملاحقة والمحاسبة لمقترفي الجرائم بحق الأسرى .

أما المحور الرابع فاستعرض فيه فروانة أبرز التوصيات ، ولخصها بحاجة الأسرى إلى استراتيجية إعلامية تتضمن ثلاثة اتجاهات هي : حملة إعلامية للشارع الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ، حملة إعلامية على المستوى الدولي ، حملة إعلامية للشارع الإسرائيلي ، مرفقاً بذلك جملة من التوصيات أهمها :

- اعتماد قضية الأسرى كقضية مركزية في بحوث التخرج ورسائل الماجستير والدكتوراه وبشكل ممنهج وموجه ( لا ) عفوي ، مما يمنحها حضوراً اكبر على المستوى الأكاديمي ويكفل مع الوقت دراسات علمية توثيقية خاصة بقضيتهم وملفاتها المختلفة ، وهذا أساس الإعلام الناجح ومهم للملاحقة القضائية .

- إنشاء موقع الكتروني وطني عام وموحد بلغات عدة ( العربية والإنجليزية )

-    إنشاء " فضائية الأسرى " تختص بقضاياهم وتتابع فقط أخبارهم .

- البحث عن آلية عمل مع  الفضائيات العربية والإسلامية ، تكفل منح قضية الأسرى مساحة إعلامية كافية على شاشاتها .

- إيجاد شبكة إعلامية دولية من محبي السلام والأصدقاء والحقوقيين وأصحاب المدونات في العالم أجمع لنصرة الأسرى .

- العمل من أجل دفع بعض الصحف العربية لإصدار ملحق أسبوعي خاص بالأسرى ، على غرار صحيفة الشعب الجزائرية والتي تُصدر ملحق أسبوعي دائم يختص بقضايا الأسرى والقدس .

-  البحث عن آلية لإختراق الإعلام الإسرائيلي ومخاطبة الجمهور الإسرائيلي ، وضرورة انشاء  موقع إلكتروني باللغة العبرية ، بالتعاون مع المؤسسات الحقوقية الناشطة هناك.