هيئة شؤون الأسرى: تفاقم معاناة الأسرى وذويهم في رمضان جراء تصاعد الانتهاكات ولوعة الفراق
21-6-2017- قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، أن معاملة ادارة السجون للأسرى والمعتقلين في شهر رمضان المبارك، لا تختلف عن معاملتها لهم على مدار الشهور الأخرى، فهي لا تحترم قدسية هذا الشهر الفضيل ومكانته لدى المسلمين، ولا تراعي احتياجات الأسرى وظروفهم جراء صيامهم عن الطعام.
واستطرد قائلا: ان الأمر لم يتوقف على ذلك، وانما تعمدت ادارة السجون الى تصعيد اجراءاتها القمعية وانتهاكاته الجسيمة لحقوقهم الأساسية في هذا الشهر الفضيل، مما فاقم من معاناتهم ومعاناة ذويهم.
واضاف: لقد تعمدت ادارة السجون خلال شهر رمضان الى تصعيد اجراءاتها التعسفية عبر عمليات اقتحام الغرف والتفتيش التعسفي والتضييق على الأسرى خلال اجراء العدد اليومي والعقوبات اليومية، وزيادة اعداد الممنوعين من الزيارات واستمرار المماطلة في تقديم العلاج للمرضى، والتلاعب بأوقات ايصال وجبات الطعام، ووضع العراقيل أمام حرية ممارسة الشعائر الدينية وقراءة القرآن بصوت جهري والصلاة الجماعية وصلاة التراويح في ساحة القسم.. الخ
وبيّن فروانة بأن لوعة الفراق ومرارة الحرمان تتفاقم خلال شهر رمضان، لدى الأسرى وعائلاتهم، فالمعاناة مزدوجة جراء البعد القسري والحرمان من الزيارات والتواصل الإنساني، والاستحضار الاضطراري لذكريات عديدة وأحلام كلا الطرفين بالالتقاء بعيدا عن السجان. حيث يستذكر أهالي الأسرى أبنائهم الأبطال على موائد الإفطار، فيخيم الحزن والألم وحرقة الفراق. كما ويحدث شيء شبيه بهذا للأسرى داخل السجن.
وأوضح فروانة: أنه وبالرغم من مرارة الحياة وقسوة الأحداث وتصاعد اجراءات السجان القمعية بحقهم، إلا أن الأسرى داخل سجون الاحتلال يسعون إلى تناسي ما بهم من هموم، والتعالي على ألمهم، واخفاء حزنهم أمام السجان، فيؤدون الشعائر الدينية حسب الممكن ويستمتعون بفضائل الشهر الفضيل رغم أنف السجان، ويتفننون في صنع الأطعمة والحلويات الخاصة، ويستغلون أوقاتهم فيما يفيدهم، ويتلون القرآن رغم المضايقات وينظمون مسابقات دينية ودورات في تعليم التلاوة والتفسير، وأن الكثير منهم يتممون حفظ القرآن في هذا الشهر الكريم.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين كافة أبناء الشعب الفلسطيني ومكوناته المختلفة بالقيام بواجبهم تجاه الأسرى وعائلاتهم وأطفالهم، والوقوف بجانبهم في شهر رمضان ومشاركتهم الفرحة في عيد الفطر السعيد، والعمل على تخفيف معاناتهم وزيادة الدعاء لهم من أجل التخفيف عنهم وأن يمن الله عليهم بالفرج القريب.
يذكر بأن حوالي (6500) فلسطيني يقبعون في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، بينهم أطفال ونساء وأمهات وفتيات قاصرات ومرضى وجرحى وكبار السن، ومن بينهم (44) اسيرا يقبعون في السجن منذ ما يزيد من عشرين عاما، بل ومنذ أكثر من ثلاثين عاما، وأقدمهم الأسير كريم يونس المعتقل منذ كانون ثاني/يناير1983.