فروانة : " إسرائيل " تواصل استخدام المستوطنات كمراكز للتحقيق والتعذيب
وابتزاز الأطفال
غزة -21-12-2010- أعرب الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، عن قلقه الشديد من استمرار تحويل " إسرائيل " للمستوطنات في الضفة الغربية والقدس لمراكز لاحتجاز المعتقلين والاستفراد بهم والتحقيق معهم بقسوة وترويعهم وتعذيبهم بشكل همجي ووحشي ، وانتزاع الإعترافات منهم بالقوة المفرطة وأحياناً مساومتهم وابتزازهم دون رقابة ، قبل نقلهم لمراكز التحقيق والسجون الرسمية .
مؤكداً بأن اعتقال المواطنين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لا سيما الأطفال منهم واقتيادهم مقيدي الأيدي ومعصوبي العينين إلى داخل المستوطنات وممارسة صنوف بشعة من التعذيب بحقهم ، بات يشكل ظاهرة مقلقة تستدعي التوقف عندها وفضح ممارسيها والتصدي لها بكل السبل الممكنة وعدم السماح باستمرارها ، لأنها تشكل خطراً حقيقياً على صحة المعتقلين ومستقبلهم داخل السجون أو خارجها .
وأوضح فروانة بأن شهادات كثيرة لمعتقلين سابقين مروا بالتجربة كشفت حجم المخاطر الحقيقية التي تعرضوا لها وما لحق بهم من أذى نفسي وجسدي جسيم ، ولم يتم عرضهم في تلك الفترة على طبيب مختص ، كما لم يلتقُ بمحامي لينقلوا من خلاله معاناتهم وما تعرضوا له في تلك المستوطنات ، وكذلك لم يزرهم مندوبي الصليب الأحمر ليكشفوا له عن صور معاناتهم وآثار الضرب الذي تعرضوا له .
مبيناً بأن البعض لا سيما من الأطفال قدم اعترافات خلال التحقيق داخل المستوطنات " ربما لم يقترفها أصلا " ، وحينما تم نقله إلى مراكز التحقيق الرسمية وجد تلك الاعترافات أمامه ، وأدين بناءً عليها وحوكم على أساسها في المحاكم الإسرائيلية دون مراعاة بأنها انتزعت منه بالقوة ليدفع سنوات من عمره خلف لقضبان ثمناً لذلك .
وذكر فروانة بعض المستوطنات التي تحولت الى مراكز للتحقيق ، مستوطنة 'أرائيل' شمال الضفة ، مستوطنة كريات أربع في الخليل ، ومستوطنة 'صوفين'، ومستوطنة بنيامين ومستوطنة 'شافي شومرون' ، مستوطنة بيت ايل ، ومستوطنة 'معاليه أدوميم' في القدس .
وفي ذات السياق كشف فروانة بأن الأطفال كانوا الفئة الأكثر استهدافاً ، في مستوطنات الضفة ، أو في مستوطنة 'معاليه أدوميم' في القدس ، وأنهم تعرضوا للإذلال وأجبروا على الوقوف عراة أو شبه عراة في البرد القارص ، وتعرضوا للتهديدات والإبتزاز والمساومة لانتزاع اعترافات منهم ، أو إسقاطهم في شباك العمالة مع سلطات الإحتلال ، .
وأشار فروانة إلى أن الخطورة تكمن بعدم وجود رقابة على التحقيق الذي يجري معهم هناك ، دون حضور محامي الطفل الأسير أو محقق خاص بالأطفال "حسب القانون الإسرائيلي" الذي ينص على ضرورة أن يكون المحقق مختصا بالأحداث ، علاوة عن كون المستوطنة مكانا مرهبا للفلسطينيين ، مؤكدا أن إسرائيل تخالف هذه القواعد وبمخالفتها هذه تخالف القانون الدولي وحتى الإسرائيلي..
داعياً المؤسسات الحقوقية والإعلامية إلى توثيق تلك الشهادات وتسليط الضوء على هذه الظاهرة المقلقة التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على صحة المعتقلين ومستقبل الأطفال ، وتتعارض بشكل صارخ مع المواثيق والاتفاقيات الدولية .
عبد الناصر فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
0599361110
Ferwana2@yahoo.com
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان