فروانة يدعو إلى توفير حاضنة طبية لكافة الأسرى المحررين

 

غزة- 20-7-2010- ( نشر الساعة 02:00 ) دعا الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، كافة الجهات الفلسطينية المعنية إلى الاهتمام الفعلي بالأوضاع الصحية المتدهورة للأسرى المحررين لاسيما أولئك الذين أمضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال ، وعدم تركهم فريسة لأمراض مختلفة ورثوها عن تلك السجون ، أو لأمراض ظهرت أو قد تظهر لاحقاً عليهم نتاجاً لتجارب الأدوية التي أجريت على أجسادهم خلال فترات اعتقالهم ، والتفكير الجدي في إيجاد حاضنة وطنية طبية بإشراك المؤسسات الطبية الحكومية وغير الحكومية ، تعتمد على منظومة من الإجراءات والآليات يستوجب إتباعها تكفل لهم رعاية طبية مناسبة تحميهم من أمراض ظهرت على أجسادهم ، وتقيهم شر استفحالها وانتقالها إلى درجة مزمنة ومستعصية وميئوس منها ، وتجنبهم خطر مداهمة أمراض جديدة  لربما تظهر عليهم لاحقاً ، وتبعد عنهم خطر الموت والإصابة بالأمراض الخبيثة والخطيرة المختلفة .

فحوصات طبية شاملة ومجانية كخطوة أولى وملحة

وأضاف فروانة بأن الرعاية الطبية للاسرى المحررين والأسيرات المحررات تختلف عن مثيلاتها للآخرين ، وأن أولى الخطوات الهامة والعاجلة تتمثل في حملة وطنية تتمثل بإجراء فحوصات طبية شاملة وكاملة ومجانية لكافة الأسرى المحررين ، داخل المستشفيات والمراكز الطبية الفلسطينية الحكومية أو خارجها وفقاً للحالة ، استناداً لوراق الثبوتية وبغض النظر عن الفترة التي أمضاها المحرر داخل الأسر ، وعلى نفقة وزارة الصحة الفلسطينية وبالتعاون والتنسيق مع وزارة الأسرى ، .

 

وقال فروانة بأن هذه هي الخطوة العملية الأولى التي يجب أن تتخذ بشكل عاجل من قبل الجهات المعنية ويجب أن تكون دورية وفاءً للأسرى المحررين ونضالاتهم ، وللحد من إصابتهم بالأمراض المختلفة وتدهور أوضاعهم الصحية ، وانقاذاً لحياتهم وحمايتهم من خطر الموت جراء تلك الأمراض ووضع حد لرحيلهم المتزايد .

 

 مضيفاً بأن الخطوة التالية ملحة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأولى وتتمثل بتوفير الرعاية الطبية المجانية لكل من يظهر عليه المرض أو تثبت الفحوصات إصابته بأي من الأمراض والأعراض ، ويعقب ذلك خطوات أخرى لا تقل أهمية ويكثر الحديث حولها .

وأوضح فروانة بأن مئات الأسرى توفوا بعد خروجهم من السجن ، وأن العديد منهم توفوا خلال السنوات القليلة الماضية متأثرين بأمراض خبيثة ومزمنة كان السجن وآثاره سبباً في بروزها وعلى سبيل المثال لا الحصر مراد أبو ساكوت ، فايز زيدات ، محمد العملة ، خميس الفار ، سعيد شبات ، والأسير السوري هايل أبو زيد ، والإعلامي اللبناني حيدر الغول وغيرهم الكثيرين ، فيما لا يزال العشرات من المحررين يرقدون على أسرة المستشفيات الفلسطينية والعربية يتلقون العلاج جراء إصابتهم بأمراض مختلفة ، وأن الآلاف من المحررين لا يتلقون الرعاية الطبية اللازمة وليس لديهم تأمين صحي يمكن أن يعتمدوا عليه في تلقي العلاج ، وليس لديهم دخل مادي يمكن أن يوفر لهم العلاج اللازم .

تشخيص الحالة العامة دون توفير سبل المواجهة

وقال فروانة بأننا كفلسطينيين نقدر الأسرى ونحترم نضالاتهم ونتفهم عذاباتهم ، ونقر بأن فترة السجن ( لا ) يمكن أن تمر دون أن تترك آثارها السلبية على نفسية وصحة الأسير ، وأن هناك شواهد عديدة تؤكد استخدام الأسرى كحقول تجارب ، وحقنهم بإبر غريبة تسبب لهم متاعب ومضاعفات عديدة ، ووجود دراسات علمية تؤكد أن الأعراض والأمراض المزمنة التي ظهرت على الأسرى المحررين لها علاقة بخبرة السجن والتعذيب والإهمال الطبي ، إلا أننا وللأسف اعتمدنا على تشخيص الحالة العامة كما سقناها آنفاً ، وقدمت الجهات المعنية العلاج لحالات فردية تدهورت أوضاعها الصحية ، دون اتخاذ إجراءات الوقاية وإجراء الفحوصات بشكل جماعي ، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم بعد تحررهم لمن ظهر عليه المرض .

 

وأضاف بأن ظهور الأمراض المزمنة والخبيثة لدى الأسرى المحررين ، وضعف الرعاية الطبية ، وتزايد حالات الوفاة في صفوفهم ، يدفع الأصحاء منهم للقلق والخشية على مستقبلهم ويسبب لهم متاعب وآلاماً نفسية ، الأمر يستوجب التحرك الجاد والفعلي لاتخاذ الإجراءات اللازمة بما يكفل إجراء الفحوصات اللازمة وضمان الرعاية الكاملة والعلاج المجاني ، وتسهيل إجراءات السفر للعلاج في الخارج ان تطلب الأمر ذلك  .

دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته

 وفي السياق ذاته دعا فروانة المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه هؤلاء وتوفير سبل الدعم والمساندة لهم ، وإعادة تأهيلهم وتوفير الرعاية الصحية الكاملة والنموذجية لهم جميعاً دون استثناء ، باعتبارهم ضحايا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وتعذيبه .

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم

جاءت تصريحات فروانة هذه في بيان صحفي تناقلته وسائل الإعلام المختلفة عقب استشهاد أحد أسرى الدوريات الأسير العربي السابق " فؤاد الشرع " الذي انتقل الى رحمته تعالى صباح يوم أمس الإثنين ( 19-7 ) في أحد المشافي الأردنية  بعد اصابته بمرض عضال .

وبهذه المناسبة تقدم فروانة من عائلته وأحبته وأصدقائه بأحر التعازي ، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره من رياض الجنة ، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

 

وذكر فروانة بأن الشهيد الأسير السابق " فؤاد حسين عبد الله الشرع " ( 54 عاماً ) هو أردني الأصل من سكان اربد  ، واعتقل عام 1989 في عرض البحر ، وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 25 عاماً ، أمضى منها عشر سنوات متتالية في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، وتم الإفراج بتاريخ 15 أكتوبر1999 ضمن الدفعة الثانية التي نصت عليها اتفاقية شرم الشيخ الموقعة ما بين السلطة الوطنية وحكومة الاحتلال في الرابع من سبتمبر / أيلول عام 1999 ، وقد شملت هذه الدفعة الإفراج عن ( 151 أسيرا  ) بينهم ( 42 ) أسيرا من أسرى الدوريات الفلسطينيين والعرب ، وكان " الشرع " واحد منهم .

مضيفاً بان الأسير " الشرع " مكث وفقاً للاتفاقية داخل قطاع غزة وأقام فيها ، وتزوج من فتاة نابلسية حضرت إلى غزة ، ورزقا بطفل وطفلة ( هناء وحسين ) ، وقبل عامين انتقل للأردن لتلقي العلاج ، حيث توفى هناك .