التاريخ : 20 آب / أغسطس 2010
الساعة : 09:30
فلسطين رددت بصوت واحد
( شكراً جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين )
بقلم / عبد الناصر فروانة
فلسطين : 20 آب / أغسطس 2010
كنت أتمنى لو كنت شاعراً موهوباً ، أو كاتباً محترفاً ، أو حتى صحفياً ماهراً ، كي أبحث باحترافية عالية ومهنية فائقة في قاموس اللغة العربية وأغوص في بحر المفردات لأختار منها ما يستحقه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود من كلمات الثناء ومفردات الشكر العظيم ، وما يفصح عن حجم المساحة التي يحتلها في عقولنا وأفئدتنا ، وما يمكن أن يُعبر عن مدى حبنا له واحترامنا لشخصيته ، وتقديرنا لدوره ودور المملكة العربية السعودية التاريخي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .
وعلى الرغم من إقراري بأنني لست كذلك ، إلا أنني قررت الكتابة كأسير سابق وناشط في مجال الدفاع عن الأسرى ، وبكلمات متواضعة لأسجل عظيم شكري وبالغ امتناني لجلالة الملك على مكرمته بالموافقة على استضافة ألفي حاج فلسطيني من ذوي الأسرى القدامى والأحكام العالية ومن المحررين منهم الذين أمضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال وذوي الشهداء لحج هذا العام 1431هـ .
هذا القرار غير المسبوق يأتي امتداداً واستكمالاً للدور الريادي لخادم الحرمين الشريفين والدور التاريخي للمملكة العربية السعودية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، وهو قرار أسعدنا جداً وأثلج صدورنا وأعاد البسمة لأمهات الأسرى وللأسرى السابقين ، وأدخل الفرحة لقلوب الأسرى داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي
قرار وحد الأسرى الفلسطينيين في كافة سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي في سجون نفحة وهداريم والدامون وهشارون وفي معتقلات النقب ومجدو ..الخ وسارعوا بانتقاء كلمات الشكر والثناء والتقدير ، فكانت البداية لمن هم أوفر حظاً ويملكون الهواتف النقالة المهربة فأرسلوا كلماتهم فور سماعهم الخبر وعبروا عن سعادتهم وانهالت اتصالاتهم علىّ وعلى من هم أصحاب الشأن والإختصاص ، فيما البعض الآخر خطوا كلماتهم على ورق رسائلهم المهربة لعلها تصل بسرعة ، فيما المحامون نقلوا كلمات من إلتقوا بهم بالأمس وبالنيابة عن زملائهم .
قرار وحد من يقف بجانبهم أيضاً ويساندهم خارج السجون بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية ، في مشهد قلما شاهدناه في الآونة الأخيرة ، وردد الجميع كلمات الثناء والتقدير وقالوا بصوت واحد ( شكراً جلاله الملك .. ) وأعربوا عن تقديرهم للملك وللملكة العربية السعودية ..
( لا ) بل كل فلسطين برئيسها ووزرائها ، بشبانها وشيبها ، بأطفالها ونسائها ، بأسراها وأسيراتها ، توحدت وهتفت بصوت موحد ورددت بلسان واحد ( شكراً لجلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ولكافة الأشقاء السعوديين) ، والشعب الفلسطيني بكل فئاته وشرائحه وقياداته ورموزه السياسيين أعربوا عن تقديرهم للملك .
( شكراً جلالة الملك ) أرددها من جديد في هذا المقام باسمي وبالنيابة عن أسرانا في سجون ومعتقلات الاحتلال ، وذويهم وعن الأسرى السابقين ، بل وبالنيابة عن عموم الشعب الفلسطيني ، ونتقدم بجزيل الشكر والعرفان لجلالته ولكل الأشقاء السعوديين على هذا الكرم السخي والدعم الذي سيبقى محط تقدير واحترام من قبل كافة فئات وشرائح شعبنا الفلسطيني دون استثناء .
شكراً جلالة الملك .. على موقفكم هذا الذي لاقى تقدير عالي من قبل الأسرى وساهم بقدر كبير في التخفيف من معاناتهم وسيقود إلى تعزيز صمودهم ، وهو وبدون شك ترك أثاره الإيجابية عليهم وسيبقى محفوراً في قلوبهم.
وبالتأكيد سنبقى كأسرى وكشعب فلسطيني نحفظ للملكة العربية السعودية ولملوكها المتعاقبين ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله هذه المواقف النبيلة على مدار التاريخ ، في عقولنا وقلوبنا وفي ذاكرة أجيالنا المتعاقبة ، تلك المواقف والأسماء التي حُفرت في سفر التاريخ الفلسطيني وفي وجدان وعقل وذاكرة كل مواطن فلسطيني وستبقى محط فخر واعتزاز كل من هو فلسطيني .
وستبقى الألسن الفلسطينية ترددها احتراماً وتقديراً في كل زمان ومكان ، ونحن والأسرى وذويهم سنبقى نشكر لك هذه المواقف ، وسنبقى أوفياء لمن كان وفياً لقضيتنا ومساندة لأسرانا وقضاياهم العادلة .
وستبقى المملكة العربية السعودية وملوكها المتعاقبين بأسمائهم المختلفة يتربعون على عرش الدول والشخصيات العربية والإسلامية الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة وفئاته المختلفة .
ويضيف فروانة في مقالته : شكراً لكل من أبدى اهتماماً من الإخوة الأشقاء السعوديين والفلسطينيين برسالتي الموجهة لجلالة الملك ، ولكل من طمئنني في السابق بأن الرسالة محط اهتمام ومتابعة وستجد طريقها يوماً للملك ، وشكراً لكل من تبني أو ردد مضمونها ، وساهم في نشرها وتعميمها .. ولكل من دفع باتجاه ترجمة فحواها ، وشكراً لكل من بذل وسيبذل جهداً في انتقالها إلى حيز التنفيذ .
وأفخر بأنني أول من تلقى مضمون القرار وبُلغ به ، وأول من أذاع ونشر الخبر ، وأول من أُتُصل به من قبل وسائل الإعلام السعودية الرسمية للتعقيب عليه ، وأعيش هذه الأيام في سعادة بالغة وأنا أرى الأسرى وذويهم ومن أمضوا زهرات شبابهم في سجون الإحتلال في قمة سعادتهم رغم مرارة السجن وقسوة الحرمان ، وسأكون أكثر سعادة حينما أرى الفئة المعذَبة والمستفيدة من المكرمة وهي في مكة المكرمة وعلى جبل عرفات تستحضر أبنائها الأسرى وتدعو لهم بالحرية .
وبالتأكيد سأكون سعيداً أيضا وعيوني ترى هذه الفئة وهي تطوف حول الكعبة وتلعن السجن والسجان الإسرائيلي الذي سلب منهم فلذات قلوبهم وسرق منهم الفرحة لعقود طويلة وأذاقهم مرارة لا توصف على مدار سنوات طويلة مضت .
في الختام .. شكراً لجلالة الملك .. وللمملكة العربية السعودية ولكافة الأشقاء السعوديين على مواقفهم النبيلة والريادية التي تعودنا عليها كفلسطينيين في إطار الدور التاريخي والدعم المتواصل للمملكة العربية السعودية تجاه شعبنا الفلسطيني على كافة الصعد من أجل نيل حقوقنا وتحرير مقدساتنا وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة .. وندعو الله عز وجل أن يحفظه من كل سوء وأن يديم عليه الصحة والعافية ، وعلى شعبه العظيم الأمن والأمان والازدهار والاستقرار ، وعاشت المملكة العربية السعودية مدينة الإخوة والتسامح ، وعنواناً للتلاحم العربي وذخراً وسنداً قوياً للأمة العربية والإسلامية .
عبد الناصر فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
0599361110
Ferwana2@yahoo.com
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان
موضوعات ذات صلة
- فروانة يوجه رسالة الى الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين .... 3-4-2010
- دعا في تصريح لـ " الرياض " قمة سرت الى نصرة الأسرى فروانة : نعلق آمالاً كبيرة على خادم الحرمين الشريفين في انهاء الإنقسام الفلسطيني 28-3-2010
- فروانة : أزمة الـ200 حاج انتهت بعد تدخل خادم الحرمين الشريفين 8-11-2010