|
فروانة : آلاف الأسرى حصلوا على الثانوية العامة والعشرات انتزعوا شهادات جامعية
خلال انتفاضة الأقصى
فلسطين – 4-10-2008 – أشاد الباحث المختص بشؤون الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة اليوم ، بنضالات الأسرى المتواصلة وانجازاتهم المتعددة ، لا سيما انجازاتهم الثقافية واصرارهم على تدوير وانتقال المعارف والمعلومات فيما بينهم ، وانتزاعهم حق استكمال تعليمهم والحصول على شهادات الثانوية العامة والشهادات الجامعية أيضاً ، رغم قسوة السجن والسجان، داعياً في الوقت ذاته الى توثيق مسيرة العملية الثقافية والتعليمية داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي كتجربة جماعية مشرقة وفريدة ، وتوفير كافة السبل والوسائل لدعمها ومساندتها وتطويرها وتشجيع الأسرى على الإستمرار بها .
مؤكداً على أن حصاد ثماني سنوات على إنتفاضة الأقصى كان رائعاً في هذا المجال حيث أن أكثر من ( 10000) عشرة آلاف أسيرومعتقل قد تقدموا لإمتحانات الثانوية العامة ، فيما أن هناك قرابة ( 200 ) مائتي أسير منتسبين للجامعات العبرية المفتوحة وأن العشرات منهم قد حصلوا فعلياً على الشهادات الجامعية ومنهم من حصل على درجة الماجستير خلال انتفاضة الأقصى وهم داخل الأسر .
واعتبر فروانة أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا تضحيات الأسرى السابقة والمتراكمة واصرارهم اللامحدود وارادتهم الفولاذية عبر أجيال وأجيال ، مما مكَّن الحركة الأسيرة من تحويل السجون والمعتقلات إلى قلاع ثورية ومدارس فكرية ودينية وجامعات خرجَّت القادة والمناضلين، الكتاب والشعراء، وحفظة القرآن ..الخ .
وأوضح فروانة الى أن تلك التجربة مرت بمراحل عديدة انتزع في بدايتها حق تملك القلم والورقة والكتابة ومن ثم حق الجلسات الثقافية وانتقال المعارف والخبرات والمعلومات فيما بين الأسرى والتثقيف الذاتي ، وامتلاك الكراسات المكتوبة أو المنقولة ، وفي تطور آخر ادخال بعض الكتب والقصص وتعليم اللغات وخاصة العبرية والإنجليزية..الخ ومن ثم الإلتحاق بالتعليم الرسمي وتقديم الثانوية العامة ضمن النظام المتبع في فلسطين وفي اطار لجان رسمية تشرف عليها ، وتجرى هذه الإمتحانات سنوياً ولكن أحياناً تعيقها ادارة السجون الإسرائيلية كما حصل العام الماضي ، مشيراً إلى أن إمتحانات الثانوية العامة " التوجيهي " جرت هذا العام في 14 تموز/ يوليو الماضي وتقدم لها ( 3350 ) أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية .
وأكد فروانة أن طموح الأسرى لم يتوقف عند هذا الحد ، وواصلوا نضالاتهم وحققوا انتصارات وانجازات جديدة على هذا الصعيد ، وانتزعوا حق الانتساب للجامعات العبرية امفتوحة والتعلم عن بُعد من خلال المراسلة كأحد انجازات إضرابهم المفتوح عن الطعام عام 1992.
وأضاف فروانة ان هذا الإنجاز مكَّن المئات من الأسرى من الإلتحاق بالجامعات العبرية ومواصلة تعليمهم الجامعي ، والحصول على درجة البكالوريوس في تخصصات مختلفة ، و البعض منهم أكملوا دراستهم و حصلوا على الماجستير داخل الأسر ، فيما لا تزال سلطات الإحتلال تمنعهم من الإنتساب للجامعات الفلسطينية أو العربية أو غير العبرية بشكل عام.
وأوضح فروانة أنه وبالرغم من أن حصاد ثماني سنوات على انتفاضة الأقصى كان مريراً بالنسبة للأسرى وذويهم ، إلا أن هناك نقاط مشرقة في مسيرة الحركة الأسيرة منها اجتياز الآلاف من الأسرى والمعتقلين امتحانات الثانوية العامة بنجاح وحصولهم على شهادة الثانوية العامة مما أتاح لبعضهم فرص الإلتحاق بالجامعات الفلسطينية بعد التحرر ، أو سيتيح للبعض الآخر ممن يقضون أحكاماً عالية الإلتحاق بالجامعات العبرية أثناء فترة اعتقالهم ، فيما أن المئات من الأسرى التحقوا بالفعل بالجامعات العبرية خلال انتفاضة الأقصى ولا زالوا مستمرون في ذلك والعشرات منهم قد أنهوا دراستهم الجامعية وحصلوا على شهادة البكالوريوس بتخصصات مختلفة .
وفي هذا الصدد ثمن فروانة دور وجهود السلطة الوطنية الفلسطينية ووزارة الأسرى والمحررين في دعم ومساندة الأسرى في هذا المجال .
واستحضر فروانة في تقريره بعض الأسرى الذين حصلوا بالفعل على الشهادات الجامعية خلال انتفاضة الأقصى ومنهم الأسير محمد حسن إغبارية من قرية المشيرفة في المثلث الشمالي، وهي في المناطق التي أحتلت عام 1948 ، والذي حصل على درجة "الماجستير" في العلوم الديمقراطية من الجامعة العبرية المفتوحة وذلك في حزيران / يونيو 2005 ، وكان حصل من قبل على شهادة مماثلة في التاريخ والعلوم السياسية ، وهو معتقل منذ عام 1992 ومحكوم بالسجن مدى الحياة ثلاث مرات بالإضافة الى 15سنة.
والأسير منصور عاطف ريان من بلدة قراوة بني حسان قضاء سلفيت شمال الضفة الغربية ، حصل على شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجامعة العبرية المفتوحة بواسطة المراسلة من داخل سجن هداريم وسط " اسرائيل " بمعدل 85 % وذلك في مايو 2007
وفي آذار / مارس 2008 حصل الأسير ياسر عبد القادر حجاز ( 38 عاماً )من رام الله على درجة الماجستير في السجن ، وهو معتقل منذ العام 1990 ويقضي حكما بالسجن المؤبد .
وفي تموز 2008 حصل كل من الأسير عبد الرحمن ربيع شهاب ( 41 عاماً ) من مخيم جباليا ، ومعتقل منذ عشرين عاماً ويقضي حكماً بالسجن مدى الحياة ، والأسـير عبد الناصر عطا الله عيسـى ( 40 عاماً ) من نابلس ومعتقل منذ العام 1995 ومحكوم مدى الحياة على درجة البكالوريوس من الجامعة العبرية المفتوحة وغيرهم الكثير الكثير .
أسرى ناقشوا رسائل الماجستير والدكتوراة عبر الهاتف النقال خلال انتفاضة الأقصى
وأضاف فروانة أنه وفي أحياناً كثيرة تتعمد سلطات الإحتلال اعتقال الطلبة قبل موعد تقديم الإمتحانات بقليل أو منعهم من السفر لإتمام سنة التخرج مما يحرمهم الحصول على الشهادة الجامعية أو يفقدهم جهد عام كامل ، ولكن بعض الأسرى استطاعوا مناقشة رسالة الماجستير والدكتوراة عبر الهاتف النقال المهرب لداخل السجون وتجاوزوا ذلك بنجاح وعلى سبيل المثال لا الحصر الأسير ناصر عبد الجواد 39 عاما ناقش رسالة الدكتوراه ( نظرية التسامح الإسلامي مع غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ) من داخل قسم 5 بمعتقل مجدو عبر الهاتف النقال لمدة ساعتين ونصف الساعة مع جامعة النجاح الوطنية بتاريخ 16-8-2003 ، واعتبرت سابقة هي الأولى من نوعها في فلسطين، وربما في العالم وحصل بالفعل على درجة الدكتوراة ليكون أول أسير فلسطيني يحصل على هذه الدرجة العلمية العليا أثناء فترة محكوميته .
وبعدها بفترة وجيزة وفي نفس العام ناقش الاسير الفلسطيني رشيد نضال صبري (30 عاماً) في سجن “عوفر” غرب رام الله وعبر الهاتف النقال مع جامعة بيرزيت رسالة ماجستير ولمدة ساعة ونصف وكانت رسالته في إدارة الأعمال بعنوان " إدارة الجودة في الصناعات الفلسطينية للبرمجيات ".
وتعتبر هذه هي أول رسالة ماجستير تناقشها جامعة بيرزيت، لأسير من داخل سجون الاحتلال، والثانية في فلسطين بعد رسالة الدكتوراة، التي ناقشها الأسير ناصر عبد الجواد مع جامعة النجاح .
وفي مايو 2006 تمكن الأسير طارق عبدالكريم فياض من مناقشة رسالة الماجستير على الهاتف النقال من معتقل عوفر مع جامعة القدس ، وكانت رسالته حول " تأثير الانتفاضة على الاقتصاد الإسرائيلي " .
وكان فياض قد أنهى المقررات الدراسية قبل اعتقاله، وأنجز رسالته في المعتقل حيث كان محكوم لمدة أربع سنوات ونصف السنة ، وهو من قرية دير الغصون بمحافظة طولكرم، وأب لطفلين.
وفي هذا الصدد دعا الباحث عبد الناصر فروانة في تقريره كافة المؤسسات التي تُعني بشؤون الأسرى الى التعاون فيما بينها بهدف توثيق تفاصيل المسيرة الثقافية والتعليمية داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي واصداراتها بشكل عام كتجربة جماعية مشرقة وفريدة بعيداً عن الشخصنة والفردية ، وتوثيق كافة الحالات التي حصل فيها الأسرى على شهادات الثانوية العامة أو الشهادات الجامعية المختلفة بشكل خاص ، ودعم ومساندة الأسرى وتشجيعهم على الإستمرار في هذا المجال .