"صفقة القرن" تمنح الضوء الأخضر لـ"إسرائيل" للمزيد من الجرائم بحق الأسرى

 

فلسطين اليوم - غزة- خاص

 

13:14 - 01 فبراير 2020


 

في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صفقة القرن، كانت "إسرائيل" تقترف وبشكل علني وفاضح المزيد من الجرائم الإنسانية ضد الأسرى الفلسطينيين، وخاصة الأسيرات، والذين باتوا يعانون الأمرين جراء استمرار "إسرائيل" في جرائمها وانتهاكاتها.

وقد تزايدت التحذيرات من تمرير بنود الخطة المنحازة بشكل تام لحكومة العدو، على حساب قضية الأسرى، التي من شأنها ان تعزز رواية "إسرائيل" الباطلة، عبر إطلاق مصطلحات عنصرية اتجاه المعتقلين، لا أساس لها على ارض الواقع.          

وتنص صفقة القرن الامريكية، على إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الإداريين الفلسطينيين المحتجزين في السجون "الإسرائيلية"، باستثناء المدانين بالقتل أو الشروع بالقتل، أو المدانين بتهمة التآمر لارتكاب القتل، أو المواطنون الإسرائيليين (الفلسطينيون في إسرائيل)، وفق وكالة الاناضول.

وكانت قوات الاحتلال، قد اعتدت بشكل وحشي على الاسيرات في سجن "الدامون"، تحت ذرائع واهية، فضلاً عن عزل عشرات الأطفال في غرف تفتقر لأدنى الرعاية الإنسانية.

وأكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في شؤون الاسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، انّ ما سرب من صفقة القرن بخصوص ما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، يرسخ رواية ومعايير الاحتلال "الإسرائيلي"، في التعامل مع الاسرى، بفرض المزيد من العقوبات المجحفة بحقهم.

وبينّ فروانة لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، انّ الجانب الأمريكي يتقاسم دوره مع "الإسرائيليين" في مسألة الاسرى، عبر منح الاحتلال ضوءً أخضر للمزيد من الهجمات المجحفة، مبينًا ان الخطة الامريكية تسيء لقضية الأسرى، بسبب انحيازها التام لرواية العدو.

وأشار إلى أن الصفقة تعزز من رواية الاحتلال في تجريم نضالات الاسرى في الدفاع عن ارضهم والمقدسات، من خلال إطلاق مصطلحات تخدم الاحتلال، باعتبارهم "إرهابيين وأيديهم ملطخة بالدم"، وهو ما ينفيه الواقع.  

وقال فروانة، :"إنّ الصفقة مرفوضة جملةً وتفصيلا من قبل شعبنا الفلسطيني، وان ما يصدر عنها مرفوض"، مضيفًا ان شروط إطلاق صراح الاسرى وفق الخطة المزعومة، لا تلبي طموحات اسرانا، ونضالهم الوطني.

وفيما يتعلق بهجمات قوات القمع "الإسرائيلية"، ضد الاسيرات، اوضح، أنّ ما حدث في سجن "دامون"، هو امتداد لسلسلة الهجمات "الإسرائيلية" ضد الاسرى على مدار السنوات الماضية، بهدف التنكيل بنضالاتهم، لافتًا ان العام 2020، سيكون الأخطر والاقصى على قضية الاسرى.

وطالب فروانة، صياغة رؤية وخطة واضحة، متوافقة من قبل الجميع، تدافع عن حقوق الاسرى إلى جانب فضح جرائم الاحتلال، داعيًا، الجهات الرسمية إلى تفعيل ملف الذهاب إلى محكمة الدولة للجنايات لمحاسبة العدو على ما اقترفه من جرائم إنسانية ضد الاسرى.

تحذير المساس بالأسرى

ومن جانبه، حذر المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس، تامر الزعانين، الاحتلال "الإسرائيلي" من المساس والتعرض للأسرى، من خلال الاستمرار في اتباع اساليب وحشية قمعية، مشددًا على دور الاسرى في التصّدي لاقتحامات الاحتلال، ومجابهة ادواته المتمثلة في العزل الانفرادي والتفتيش العاري.

وبخصوص إعلان صفقة القرن الامريكية، بينّ الزعانين لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، أن الصفقة المشؤومة، شجعت الاحتلال على فرض المزيد من العقوبات بحق الاسرى داخل السجون، عبر ممارسة العنصرية والتعذيب وأساليب أخرى ضد المعتقلين، دون أي اعتبار للقوانين الدولية، وحقوق الانسان.

وأكد، ان قوات القمع الصهيونية هاجمت غرف الاسيرات يوم الأربعاء، وقامت بضربهنّ بوحشية في سجن "الدامون"، وعقب ذلك رفض الاسيرات تناول وجبات العشاء وإرجاءها، مبينًا ان هدف الهجمات هو المزيد من الضغط والتنكيل بحق الاسرى.

وأوضح المتحدث، ان قوات الاحتلال اقتحمت سجن "رامون"، وقامت بالتنكيل بالأسرى، وعزلت ست من قيادة "فتح" في غرف منفردة، بذريعة وجود أجهزة خلوية، مبينًا ان الاحتلال يستهدف كل الاسرى دون ان يستثني أحدا، لتجريدهم من حقوقهم الإنسانية التي كفلتها الشرائع الدولية.

وعن الأسرى الأطفال القاصرين، أشار، إلى ان العدو نقل نحو30 طفلًا من سجن عوفر إلى سجن دامون، خلال الأسابيع الماضية، وقام بعزلهم في غرف غير صحية ولا تليق بكرامتهم، وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية، وكل هذا لجعل السجون في حالة استنفار دائم.

وذكر الزعانين، انّ ما تسمى بمصلحة إدارة السجون تضع عراقيل واضحة أمام تشكيل ممثلين عن الأسرى الأطفال تدافع عنهم، وتصّد إجراءات الاحتلال التعسفية الصادرة بحقهم.    

وتعاركت الاسيرات مع قوات الاحتلال، بعد تدخل قوات القمع "الإسرائيلية" لفض التجمع النسوي في ساحة سجن الدامون، بعد ان رفضنّ تسليم الأسيرة جيهان حشيمه لمدير السجن، لإصدار عقوبة بحقها، ما سبب حالة من التدافع والفوضى.

وطالب الزعانين، المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للقيام بدورهم المنوط قانونيًا، لمحاسبة الاحتلال، داعيًا إلى تفعيل الحراك الشعبي المساند للقضية الاسرى.

ويذكر، ان الرئيس الأمريكي ترامب، قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي، عن صفقته المزعومة، المكونة من 181 صفحة، للتسوية السياسية في شرق الأوسط، وذلك امام أعضاء الكونغرس، بحضور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وسفراء كل من الدول العربية، الامارات، والبحرين وعمان.

 

 

https://paltoday.ps/ar/post/368226/%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%AA%D9%85%D9%86%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%B6%D8%B1-%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%A8%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3?fbclid=IwAR3LibVGorfA1x8TQp-Hpofg3du1zgzfLjlbh5zLZRuPD0nvl0RdJvjYDU4