فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

فروانة : " إسرائيل " تتحمل مسؤولية التمترس الفلسطيني بالمطالبة بالأسرى القدامى

 

غزة – 1-12-2009  قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بأن التعنت الإسرائيلي ومراوغته المتكررة ، وإصراره على الاستمرار في احتجاز مئات الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في مايو / آيار 1994 ، وتهرب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من استحقاقات " العملية السلمية " منذ أوسلو ولغاية اليوم فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى ، وتمسكها بمعاييرها الظالمة وشروطها المجحفة ، وعجز "الحل السياسي" في كسر تلك المعايير والشروط ، رغم مرور 16 عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو ، هي أسباب رئيسية وراء تمترس الفصائل الفلسطينية الآسرة لـ " شاليط " بمطالبها وبالقائمة التي قدمتها ، والتي تتضمن الأسرى القدامى وعشرات من رموز المقاومة  .

وأوضح فروانة بأن الأمر لا يقتصر على ذلك ، بل والأخطر إصرار " إسرائيل " على استبعادهم وعدم إطلاق سراحهم ضمن دفعات ما يُسمى " افراجات حسن النية " التي جرت خلال انتفاضة الأقصى  ، في ظل تعمد إدارة السجون على التعامل معهم بقسوة دون مراعاة لظروفهم وكبر سنهم ، والتنصل من توفير احتياجاتهم الأساسية ، مما أدى الى تدهور أوضاعهم المعيشية وتردي أحوالهم الصحية وإصابتهم بأمراض مختلفة ، منها المزمنة والخطيرة .

ورأى فروانة بأن من شأن تلك الأسباب مجتمعة بأن تجعل من الفصائل الآسرة أو ممن يفاوضون حول صفقة التبادل ، أكثر تمترساً بمطالبتهم بالأسرى القدامى كأولوية من أولويات صفقة التبادل .

وفي السياق ذاته قال فروانة : أنه وفيما لو كانت " إسرائيل " قد أطلقت في الماضي سراح القدامى ، وأوفت بالتزاماتها تجاه " العملية السلمية " وتخلت عن معاييرها الظالمة ، لما لمسنا هذا التمترس من قبل الفصائل الآسرة بهذه الدرجة، على اعتبار أن من لم يُفرج عنهم اليوم في إطار الصفقة ، سيفرج عنه غداً في إطار العملية السلمية .

ولربما لم تفكر أصلا الفصائل الفلسطينية في عمليات الخطف والأسر ، لاسيما بعد " أوسلو"  طالما أن الحل السياسي يكفل إطلاق سراحهم ، وسراح أمثالهم كاستحقاق للعملية السياسية والتهدئة .

العملية السلمية نجحت في تحرير الآلاف و فشلت في كسر المعايير الإسرائيلية

منوهاً الى أن تجربة عقد ونصف مرت على توقيع أوسلو ، ورغم مما حققته من نجاحات في إطلاق سراح الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين ، إلا أنها عجزت عن كسر المعايير الإسرائيلية إلا ما ندر ، وهذا ما يُفسر بقاء المئات من القدامى في سجون الإحتلال ، ومؤشر الى فشلها لاحقاً  في تحرير مئات آخرين من رموز المقاومة ممن يقضون أحكاماً عالية تصل للمؤبد عشرات المرات ، إذا استمرت " إسرائيل " على نهجها هذا ، المرفوض فلسطينياً رسمياً وشعبياً .

وأوضح فروانة بأن هذه الأسباب تفسر و تبرر إصرار الفصائل الآسرة على إطلاق سراح ذوي المؤبدات ، حتى لا يلاقوا نفس المصير ويضطرون للانتظار والمكوث في سجون الإحتلال سنوات طويلة قد تمتد لعشرات السنين الأخرى في السجن ، وهذا الإصرار والتمترس  يحظى بدعم فلسطيني قوي .

" اسرائيل " تتحمل المسؤولية

وحمَّل فروانة ً " إسرائيل " المسؤولية الكاملة عن احتمالية تعثر المفاوضات الجارية وفشل إتمام " صفقة التبادل " كما حدث سابقاً في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق " أيهود اولمرت " بسبب تعنتها ومراوغتها ، واستمرارها في إصرارها على شروطها ومعاييرها الظالمة  .

معتقداً ان من شأن ذلك أن يقود الفصائل الآسرة لـ " شاليط " الى التمترس حول مطالبها ، والتشدد حيالها وليس العكس .

وفي السياق ذاته رأى بأن استمرار " إسرائيل " في اعتقالاتها واحتجاز الآلاف من المعتقلين في سجونها بظروف قاسية ، والتهرب والتنصل من التزاماتها تجاه العملية السياسية واستحقاقات الهدوء القائم على الأرض ، وعدم إطلاق سراح أسرى قدامى وذوي أحكام عالية ، إنما سيدفع الفصائل الفلسطينية المقاومة الى التفكير لاحقاً وبشكل أكثر جدية للجوء للقوة ، وأسر مزيداً من الجنود والمواطنين الإسرائيليين بهدف إطلاق سراح أسراهم .

دعوة المجتمع الدولي والوسيط الألماني للضغط على " اسرائيل "

وناشد فروانة المجتمع الدولي والوسيط الألماني تحديداً للضغط على " إسرائيل " كي تتخلى عن تعنتها ، إذا اختارت التهدئة والأمن والسلام ، وأرادت استعادة جنديها سالماً ، وأن تلبي مطالب الفصائل الفلسطينية إذا أرادت إغلاق هذا الملف ، وأن تتخلي عن معاييرها وشروطها الظالمة في التعامل مع الأسرى ، وأن توقف اعتقالاتها ، وأن تفي باستحقاقات التهدئة والعملية السلمية إذا ما أرادت لصفقة التبادل أن ترى النور وعملية الأسر أن لا تتكرر .

الدعوة لتكامل الأدوار ..

داعياً في الوقت ذاته كافة الفصائل الفلسطينية الى التوحد خلف قضية الأسرى ، والعمل في كل الاتجاهات دون التقليل من شأن أي منها على قاعدة تكامل الأدوار فيما بينها بما يكفل كسر المعايير الإسرائيلية ويضمن إطلاق سراح الأسرى لاسيما القدامى منهم .  

وأُشار فروانة الى أن مصطلح " الأسرى القدامى " يُطلق على من هم معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / آيار 1994 ، وعددهم ( 320 أسيراً ) ، فيما من بين هؤلاء يوجد ( 109 ) أسيراً قد مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ويطلق عليهم مصطلح " عمداء الأسرى " ، فيما بينهم أيضاً ( 13 ) أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح " جنرالات الصبر " ، وأن أقدم الأسرى مضى على اعتقاله قرابة 32 عاماً متواصلة .

 

أرشيف التقارير