في رحاب ذكرى استقلال الجزائر

 

بقلم/عبد الناصر عوني فروانة

 

لقد زرت الجزائر مرتين، المرة الأولى كانت في آذار/مارس 2007، وقد تكررت زيارتي لها للمرة الثانية عام 2010, وكلما ذكرت الجزائر ازددت شوقا للعودة إليها. فنحن كفلسطينيين نعشق ترابها، ونحب شعبها ونفخر بتاريخها ومواقفها ونتعلم من دروسها وتجربتها الرائدة بشقيها السياسي والعسكري. فالجزائر عظيمة برؤسائها المتعاقبين، ومتميزة بحب شعبها لفلسطين ودفاعه من أجلها ومن أجل قضيتها العادلة. والجزائر رائعة في جمالها وطبيعتها وشواطئها، هائلة بآثارها، فاتنة بكسوتها الخضراء، متميزة بمتحفها "مقام الشهيد"، شامخة كجبالها. ولأنها كذلك فلقد احتلت مساحة واسعة في ذاكرتنا وسجل تاريخنا، وما زالت رائدة ومتميزة بتجربتها الاعلامية المساندة للأسرى وقضاياهم. وهنا لابد من الاشادة بدور الأخ والصديق (خالد عز الدين) المسؤول عن ملف الأسرى في سفارة دولة فلسطين بالجزائر الشقيقة.

 ونحن شعب يُقدر عالياً الاهتمام الجزائري، الرسمي والشعبي، بالقضية الفلسطينية، ونقدر دعم الجزائر التاريخي للشعب الفلسطيني. وستبقى صرخة رئيسها السابق" هواري بومدين (نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة) تصدح في آذاننا، لأنها ليست مجرد صرخة من رئيس غادر سدة الحكم وفارق الحياة، بل لأنها صرخة توارثتها الأجيال، ورددها الرؤساء المتعاقبين للجزائر الشقيقة وشعبها العظيم، ليؤكدوا بأن فلسطين حاضرة ولم تغبْ عن أذهان وعقول وقلوب الجزائريين كل الجزائريين، لهذا لم ولن ننسى الجزائر التي حُفر اسمها في سفر تاريخنا وثورتنا، وهي دائمة الحضور في قلوبنا وعقولنا ويوميات حياتنا. وصدق من قال : من الاوراس الى الكرمل، الثورة مستمرة.

وما بين فلسطين الحبيبة بلد المليون اسير و الجزائر الشقيقة بلد المليون ونصف المليون شهيد علاقة تاريخية واستثنائية، واليوم ونحن في رحاب الذكرى 59 لاستقلال الجزائر (5يوليو1962)، فإننا نبرق احر التهاني للجزائر وشعبها وأبنائها أصحاب الهامات العالية التي ما انحنت يوما إلّا لبارئها، وكل عام والشعب الجزائري الطيب والأمة العربية بألف ألف خير.

اللهم احفظ الجزائر أرضا وشعبا، من كل شر وسوء، وادم عليهم الأمن والأمان والاستقرار ودوام الازدهار.