فروانة : الإجراءات الإنتقامية المتوقعة هي عقاب جماعي وجزء من سياسة ممنهجة

 

 أرشيف التقارير

غزة – 19-3-2009 – رأى الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بإقدام حكومة الإحتلال على تشكيل لجنة برئاسة وزير العدل الإسرائيلي لدراسة وتقييم أوضاع الأسرى بهدف التضييق عليهم وإستحداث اساليب واجراءات أكثر شدة وقساوة بحقهم ، كردة فعل انتقامية على فشل صفقة التبادل وفقا لشروطها ومعاييرها ، انما يعكس جوهر العقلية الإسرائيلية الإنتقامية والإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني ، وبما يكشف حقيقة  القضاء الإسرائيلي الذي لا يعتمد على قانون حقوقي أو انساني ، وبما يؤكد بأن حكومة الإحتلال تنتهج سياسة العقاب الجماعي كمنهج وممارسة ثابتة بحق الشعب الفلسطيني عامة .

وقال فروانة : بأنه اذا كانت اللجنة التي شكلتها حكومة الإحتلال ستوصي باستحداث وابتداع أساليب أكثر قسوة وألماً وشدة على الأسرى ، فمن واجبنا كفلسطينيين التوحد واستحداث وابتداع أساليب أكثر تأثيراً ومناصرة ومساندة للاسرى .

وأوضح بأن ادارة السجون الإسرائيلية ومن خلفها حكومة الإحتلال لم تنتظر التوصيات الجديدة ، بل شرعت فعلياً منذ أول أمس باتخاذ اجراءات تصعيدية جديدة بحق الأسرى تمثلت باجراء حملة تنقلات فيما بين صفوف الأسرى يرافقها التكيل والضرب والإهانة ، كما أقدمت بالأمس على عزل عدد من قيادات الأسرى ممن يُعتقد بأن أسمائهم وردت في القائمة ، فيما بدأت بسحب بعض أجهزة التلفاز من بعض أقسام السجون .

ولم تقتصر الإجراءات على الأسرى ، بل أقدمت قوات الإحتلال ليلة أمس على اعتقال عدد من القيادات السياسية لحركة حماس وعدد من نواب المجلس التشريعي .

وتوقع فروانة بأن تشهد الأيام القليلة القادمة تصعيداً جديداً وخطيراً ضد الأسرى ، من شأنه أن يحول السجون والمعتقلات الإسرائيلية الى مسرح للأحداث والجرائم الإنسانية .

كما توقع أن تطال الإعتقالات في الضفة الغربية شخصيات وقيادات جديدة ، وقد تُقدم قوات الإحتلال على ارتكاب جرائم انسانية جديدة بحق  ابناء قطاع غزة  .

واعتبر فروانة بأن تلك الإجراءات انما هي اجراءات انتقامية من الشعب الفلسطيني ومن الفصائل آسرة " شاليط " في محاولة فاشلة للضغط عليها واجبارها على الخضوع للشروط والمعايير افسرائيلية ، ودفع حركة حماس للتنازل عن مطالبها والتخلي عن بعض الأسماء التي وردت في القائمة .

وتابع بأن تلك الإجراءات الإنتقامية انما تذكرنا وتعيد للأذهان تلك الإجراءات والممارسات التي أعقبت أسر شاليط ، وفشلت جميعها باستعادته ، أو اجبار الفصائل الفلسطينية على القبول بالشروط الإسرائيلية .

مؤكداً على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل مسؤولية فشل اتمام " صفقة التبادل " حيث انها ترفض على الدوام مبدأ التبادل ، وتحاول استعادة جنودها دون ثمن ، وحينما تفشل في ذلك ، فانها تسعى لفرض شروطها ، وان اجراءاتها القمعية الأخيرة ما هي إلا مناورة ووسيلة لتحقيق ذلك .

وأكد فروانة بأن دولة الإحتلال لم تكن يوماً إنسانية في تعاملها مع المعتقلين الفلسطينيين – كما يدعون - ، وان قائمة الانتهاكات الجسيمة بحقهم طويلة جداً ، وتصاعدت بشكل غير مسبوق منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط، مما شكل خطراً على حياتهم وفاقم من معاناتهم ومعاناة ذويهم ، وفيما لو تصاعدت تلك الإنتهاكات ، وأُقرت اجراءات جديدة حسبما هو متوقع ، فهذا يعني بأن حياة قرابة تسعة آلاف أسير في خطر شديد ، يستوجب التحرك الفوري وقبل فوات الآوان بما يوازي حجم الخطورة.

ودعا فروانة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ، الى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية والتحرك الجاد والفعلي لإنقاذ حياة آلاف الأسرى المحتجزين في سجون ومعتقلات اسرائيلية هي أقرب بوصفها " مقابر للأحياء " .

مؤتمر صحفي اليوم

يذكر بأن مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان قد عقدت ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في استوديوهات رامتان بغزة ، ومثلَها بالمؤتمر أ.خليل ابو شمالة مدير المؤسسة ، بالإشتراك مع أ. عبد الناصر فروانة الباحث المختص بشؤون الأسرى ، وسلط خلاله الضوء على أوضاع الأسرى والإجراءات القمعية المتصاعدة بحقهم ، وكافة الحيثيات والإجراءات والتوقعات ذات الصلة بهذا الموضوع  ، ووزع خلال المؤتمر بيان صحفي باسم مؤسسة الضمير – غزة ، يتناول كل ذلك .