فروانة: "العزل الإنفرادي" وسيلة قمع تهدد حياة الأسرى و"جرادات" نموذجً

 

غزة-19-1-2017- قال عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، أن "العزل الانفرادي" وسيلة قمع وتعذيب تلجأ إليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي كعقوبة، تحت ذرائع مختلفة، بهدف قتل روح المقاومة والتحدي لدى الأسرى وتدميرهم نفسيا وصحيا.

 

وأضاف: يُطلِق الأسرى على زنازين العزل "مقابر الأحياء"، حيث يعشون في زنازين صغيرة جداً ومُعتمة، ورديئة التهوية، ومقفلة بإحكام بباب حديدي سميك، وسيئة للغاية تفتقر لأدنى مقومات الحياة الانسانية، ويتم عزل الأسرى فيها تماماً عن العالم الخارجي، وكذلك عن عالم السجن الداخلي، وتفرض عليهم اجراءات مشددة لإبقائهم في حالة حصار دائم وحرمان من أبسط مظاهر الحياة الاجتماعية والإنسانية.

 

وأوضح فروانة: ان المكوث في "العزل" قد يكون قصير المدى، لأيام واسابيع، وقد يجدد من قبل اجهزة الأمن أو المحاكم الصورية لشهور متتالية يمكن أن تتجاوز السنة فأكثر. وقد يكون مفتوحاً ويستمر لسنوات طويلة. وهناك من النماذج المريرة لأسرى أمضوا عقد، بل عقدين من الزمن وما يزيد في العزل الانفرادي.   

 

وفي السياق ذاته أعرب فروانة عن قلقه الشديد على حياة الأسير "انس جرادات" الذي يقبع في "العزل الانفرادي" منذ نحو ثمانية شهور في ظروف قاسية حيث يعاني من مرض خطير "صفار الكبد" ولا يتلقى الرعاية الطبية اللازمة، مما دفعه لخوض الإضراب عن الطعام احتجاجا على الظروف السيئة التي يمر بها.

 

وقال فروانة: أن الأسير "أنس جرادات" هو اسم لثائر فلسطيني أوجع الاحتلال وأذاقه كأس المرارة قبل اعتقاله عام 2003، وهو عنوان لملف مؤلم وقاسي اسمه "العزل" حيث يقبع في "العزل الانفرادي" منذ ثمانية شهور بجانب عشرات آخرين. كما ويعكس معاناة شريحة واسعة من الأسرى الذين يعانون من الأمراض وهؤلاء يشكلون نحو ربع اجمالي الأسرى الذين يبلغ عددهم نحو سبعة آلاف اسير.

 

واضاف: لذا وجب دعمه واسناده والتحرك الجاد لانقاذ حياته وانهاء عزل واغلاق ملف العزل واعادة كافة المعزولين للعيش مع وبين اخوانهم ورفاقهم في غرف وأقسام السجون.

 

يذكر بأن الأسير "أنس غالب حسن جرادات" (36 عاما) من بلدة السيلة الحارثية قضاء جنين شمال الضفة الغربية، اعتقل بتاريخ 11-5-2003، وأصدرت احدى محاكم الاحتلال العسكرية بحقه حكما بالسجن المؤبد( 35) مرة بالإضافة الى (35) سنة، على خلفية مقاومته للاحتلال وانتمائه لحركة الجهاد الاسلامي وجناحها العسكري،  ويعاني من مرض "صفار الكبد" ويقبع في "العزل الانفرادي" منذ نحو ثمانية شهور، وأعلن يوم أول أمس الثلاثاء اضرابه عن الطعام رفضا للظروف التي يمر بها والمعاملة القاسية التي يتعرض إليها.