فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

خطوتان عمليتان, في مواجهة تجارة اسرائيل بأعضاء الشهداء

بقلم:اميل صرصور

السويد - سبتمبر 2009

في ظل استمرار الحديث عن سرقة أعضاء الشهداء واستمرار تكشف جرائم جديدة في معهد أبو كبير ، فاننا نعيد نشر مقال مهم للأستاذ أميل صرصور رئيس اتحاد الجمعيات المهاجرة, أوبسالا – السويد ، سبق ونشره عقب ما نشر في الصحيفة السويدية منتصف سبتمبر الماضي ويؤمل التمعن به جيداً ، والعمل قدر الإمكان وفقا لما جاء به  .

وبدون شك نفخر بأن الكاتب ( الذي لم يسبق لي أن تعرفت عليه ) استرشد بتقريرنا الذي أصدرناه عقب ما نشر في الصحيفة السويدية ، والذي بثته محطة سي ان ان الامريكية حول تجارة اسرائيل بالاعضاء البشرية ، وقدمه في مقالته كمثال رائع في الحضور في المحطات العالمية .

مع احترامنا

عبد الناصر فروانة

http://www.palestinebehindbars.org/

 

خطوتان عمليتان, في مواجهة تجارة اسرائيل بأعضاء الشهداء

استقبلت الجالية الفلسطينية والعربية والسويديه الصحفي دونالد بوستروم كاتب مقال ( انهم ينهبون أعضاء أولادنا ) كبطل محارب بين اهله وذويه في لحظة استراحته .

فقد لبى بوستروم دعوة جمعية الشعب الفلسطيني مشكورا وحضر الى أوبسالا لمشاركة أبناء الجالية افطاراً رمضانياً اقيم على شرفه وشرف طاقم جريدة أفتونبلادت – صحيفة المساء- الجريئة. هؤلاء الأصدقاء تحمّلوا ضغطا قاسيا وابتزازاً مخيفا لم يتعرضّ له أحدٌ من قبل ومع ذلك فمازلوا صامدين.


أما اسرائيل وأصدقاؤها استردوا انفاسهم وأعادوا ترتيب وتنظيم صفوفهم وأردوها حربا ضروسا ً واستعملوا جميع أسحلتهم الفتاكة استطاعوا فيها ارعاب الكثير من الكتاب والصحفيين . وقد تم رصد ميزانية تزيد عن خمسين مليون كرون سويدي لاجبار الجريدة على التراجع ولشراء الذمم والأقلام. ولايُستبعد أن يتم شراء ضمائر وشهادات مضادة وكاذبة من بلدة الشهيد بلال غانم نفسه فالدولار له سلطة على كثير من ضعاف النفوس. أنها معركة تهدد سمعة وتأثير اللوبي الصيهيوني في أمريكا وذلك لأول مرة في تاريخ صراعنا معهم.


ولقد استعانوا أيضا بكافة مستويات التأثير فهذا مثلا وزير خارجية ايطاليا تدخل من أجل اسكات هذه الصيحة وخنق هذه النبضات الحية ولكن صمود ادارة وصحفيوا الجريدة فرمل هذا الهجوم ولم يحقق نتائجة الحاقدة حتى الأن.


صمود في لبنان تموز 2006 وصمود في غزة 2008-2009 ثم صمودٌ جرئٌ وأداءٌ هادئٌ ودقيق في استكهولوم 2009. انها مفارقة عجيبة حقاً ففي هذا الزمن ورغم الانهيارالرسمي العربي أمام المشروع الصهيوني ورغم الضعف البائس للموقف الرسمي الفلسطيني ورغم والطغيان الفاضح الأمريكي الصهيوني في العالم العربي تأتينا بشائر الصمود ونبضات الحياة ومقاومة الخنوع من رجال الحقيقة السويدين.


السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما العمل وما المطلوب كي يصمد ويَتصعّد هذا الاعصار؟


اذا نظرنا بشكل هادئ الى تفاصيل لوحة الواقع الفلسطيني فنجد أننا نفتقد مركزا موحَداً قادراً على الأخذ بزمام العمل الوطني. وبالتالي فان الشعب الفلسطيني يفتقد لمركزٍ قيادي واحد يثق به ويستطيع أن يدير حياة الشعب اليومية وأشكال نضالة.


ان سكوت السلطة المطبق ثم تشكيل لجنة تحقيق هو أمر ليس ذي فائدة على المستوى البعيد وذلك لسهولة التشكيك بنتائج هذه اللجنة دوليا. فالمطلوب هوتشكيل لجنة دولية محايدة وبسقف زمني محدد وتقديم كل الامكانات والتسهيلات والمواد العلمية. ولذلك فاننا أمام هذا الشلل والعجز في القيادة لم يبقى أمامنا الا المبادرات الفردية.


ان الجاليات الفلسطينية والعربية في العالم الغربي ضعيفة التأثير عموما في مجتمعاتها. ومن أبرز تجليات ضعفنا, وجودنا الباهت في وسائل الاعلام الغربي. فبالرغم من وجود كوادر كثيرة ذات خبرة وتجربة نضالية الا انها لم تستطع الوصول الى وسائل الاعلام المركزية أوالمحلية وأنا اتكلم بالتحديد عن وسائل الاعلام السويدي.


نعم في كل مكان في العالم وفي أجزاء الوطن نجد كما هائلا من الشخصيات الخبيرة وذات الطاقات الخلاّقة و أن معظمها الأن في عداد المستقلين تنظيميا .ولكنها للأسف اما في حالة سكون وعطالة أو في حالة حركة متعاكسة الاتجاة مع بعضها البعض. ومن أجل أن لاننتظر الفرج ونحن جالسين أتوجه باقتراحي هذا الى كل الأفراد و القوى الخيرة من الشعب الفلسطيني والعربي.


نحن الأن أمام معركة من نوع جديد تماما وبأسلوب غير مؤلوف سابقا و فيه تستطيع هذه الكوادر الخيّرة من شعبنا ومن الشعوب العربية والاسلامية والحركات اليسارية أن تجعل من اعصارالسويدي دونالد بوستروم نصراً ذا طعم خاص وهزيمة قاسية لأعداء الانسانية.


وهذا يمكن أن يتم بخطوتيّن عمليتيين متكاملتين.


الخطوة الأولى:حملة فلسطينية اعلامية عاتية و تأتي من مسرح الجريمة والضحايا في الضفة والقطاع . فهناك كل وسائل الاعلام من كل دول العالم من اليابان شرقاً الى امريكا غرباً ومن روسيا شمالا الى جنوب افريقيا. وهناك يوجد أيضا الكثير من الخبرات الاعلامية والسياسة الفلسطينية. وهناك مصادر الاثبات الحقيقية كمؤسسة الشهداء أو الأسرى أو منظمات المجتمع المدني.


ان تقرير الباحث عبد الناصر فروانة والذي بثته محطة سي ان ان الامريكية حول تجارة اسرائيل بالاعضاء البشرية مثال رائع ويجب أن يتكرر مع كل المحطات الفضائية العالمية.

وبهذه الطريقة نستطيع الوصول الى قلوب وعقول الملايين من البشر في العالم كله.

انني أعتقد بأن كل كادر اعلامي أو سياسي فلسطيني وطني يستطيع القيام بمثل هذا العمل فهناك مئات الجرائم المشابه تحتاج الى التوثيق الاعلامي, طبعا مع الالتزام بالدقة العلمية ومع الابتعاد عن البهلوانية و المبالغة.

وبهذه الخطوة يتم تخفيف الضغط عن السويد وتنفضح الطبيعة العدوانية البشعة لهذا الكيان أمام كل شعوب العالم. ان السويدي دونالد بوستروم ينتظر مساهمتكم العاجلة والدؤوبة وهناك العشرات ان لم نقل المئات من الأقلام الحرة الأوربية تنتظر منكم هذه المساهمة كي يتجرؤا وينخرطوا بالصراع العلني المفتوح وكشف الحقيقة أمام العالم.


الخطوة الثانية: حملة اعلامية فلسطينية وعالمية متواصلة في دول الشتات وهي مهمة ضرورية وممكنة وملحّة و دقيقة وغير مكلفة ماديا.


ان تجربة جمعية الشعب الفلسطيني في أوبسالا ودعوتها للصحفي بوستروم وجريدة أفتونبلادت و دعوة وسائل الاعلام المحلية من تلفزيون وراديو وصحف وأصدقاء سويدين ومن مختلف الجاليات هي تجربة جيدة ورائدة وجديرة بأن نكررها في كل مدينة. وهي فرصة حقيقية للتأثير في الاعلام المحلي. وقد تفتح لنا الأبواب امام الاعلام الرسمي.


فلو قامت الجمعيات الفلسطينية او العربية في المدن الكبرى بدعوة الصحفي دونالد بوستروم سواء في السويد كمدينة يتوبوري ومالمو, أو في فرنسا, المانيا وبريطانيا......... لوجدنا في هذا عملا تراكميا يؤدي بعد فترة زمنية الى عمل نوعي خلاّق, نُزيل في هذا العمل ستار اسرائيل الكاذب عن الفضيلة ونكشف فيه جرائم الاحتلال وعدوانيته. وقد تنكشف فيه أيضا علاقة الكيان الصيهوني الوثيقة بتجارة المخدرات والدعارة وغسيل الأموال والسلاح. وقد نصل من خلال هذا العمل أيضا الى نمط جديد من العلاقة والتفاعل الصحيح مابين شعوب العالم الغربي وقضيتنا العادلة.


اميل صرصور

رئيس اتحاد الجمعيات المهاجرة, أوبسالا

السويد, أوبسالا سبتمبر 2009

للإطلاع على تقاريرنا بهذا الصدد