فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

فروانة يدعو الكتاب والشعراء والمثقفين لتسخير أقلامهم لأجل الأسرى ..

 

غزة – 19-8-2009 – دعا الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، كل من يمتلكون الأقلام المتميزة والنقية والقدرة على الكتابة وممن يوصفون بالكتاب والأدباء والشعراء والباحثين والمؤرخين والمثقفين ، إلى ضرورة دعم ومساندة قضايا الأسرى وتسخير أقلامهم  من أجل هذه القضية قبل أن يجف حبرها .

وقال فروانة أن تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة بماضيها وحاضرها ، حافل بآلاف القصص والحكايات ، والمآثر والبطولات ، تاريخ مزدحم بالروايات المؤلمة والقاسية ، ولكن وللأسف هذا التاريخ مبعثر ومشتت ، والقلائل من ذوي الأقلام المتميزة من كتبوا وواصلوا الكتابة في هذا الشأن .

وأضاف : بأن الحركة الوطنية الأسيرة خرجّت من مدارسها وجامعاتها خلف القضبان مئات الكتاب والشعراء ، وتمكن هؤلاء من الكتابة والإبداع خلال سنوات اعتقالهم وأصدروا العديد من الروايات والقصائد فيما بات يُعرف بأدب السجون ، ولكن للأسف الغالبية العظمى منهم توقفت أقلامهم بعد تحررهم ، وكأن ارتباطهم بالأسرى وبالكتابة حول الأسرى كان مرتبط بوجودهم خلف الأسر وبمجرد تحررهم انفصلوا عن قضية الأسرى .

وهناك من كتبوا  لمرة واحدة وخلال فترة زمنية محددة وجفت أقلامهم منذ عقدين من الزمن ، وتناسوا أنهم كانوا ينتمون يوماً للحركة الأسيرة ولمنظمة التحرير الفلسطينية وقضوا سنوات تحت لوائها.

تقدير عالي لكل من واصل ويتواصل مع الأسرى

وفي الوقت ذاته أعرب فروانة عن تقديره العالي لكل من يكتب ولو حرفاً أو يتفوه بكلمة أو يرسم لوحة لأجل الأسرى وقضاياهم العادلة ، لاسيما الأسرى المحررين القلائل الذين امتلكوا  ملكة الكتابة داخل السجون وواصلوا ، ولا زالوا يواصلون كتاباتهم من أجل الأسرى وقضاياهم العادلة ويتواصلون مع رفاقهم في الأسر وبتميز وأنجزوا العديد من الدراسات والتقارير والمقالات .

كما أثنى على دور كل الإخوة الإعلاميين الذين أولوا قضية الأسرى جل اهتماماتهم ومنحوها مساحة كبيرة من ساعات عملهم وساهموا وبشكل كبير جداً في نشرها وتوزيعها وحضورها ، وهم كُثر في هذا المجال ويستحقون كل الإحترام والتقدير .

تراجع كبير في كتابة القصة والرواية

وأشار فروانة بأن السنوات الأخيرة شهدت غياباً كبيراً في كتابة القصة والحكاية ، وتجاهلاً ملحوظاً من قبل الكتاب والشعراء والمثقفين لقضية الأسرى ولم نقرأ لهم إلا ما ندر أو في المواسم والمناسبات الكبيرة ، كما انعدم الإنتاج السينمائي والأفلام الوثائقية والدراما التلفزيونية التي تحاكي واقع حال الأسرى ومعاناتهم ومعاناة ذويهم نظراً لعدم وجود قصص وسيناريوهات مؤثرة ومشجعة يمكن أن تدفع البعض لتبنيها وتمويلها ، وحتى الأناشيد الخاصة بالأسرى هي الأخرى تراجعت .

 مستحضراً ملحمة جنين في مسلسل " الإجتياح " الذي تناول ما جرى في جنين خلال انتفاضة الأقصى وما كان له تأثير قوي وتمكن من غزو مشاعر المشاهدين في العالم العربي والإسلامي واتساع دائرة المنددين بالجريمة .

 

وأوضح فروانة بأن هؤلاء الكفاءات هم كنز لا يقدر ، ولكن إذا لم يُستثمر هذا الكنز لأجل الأسرى ، فلا قيمة له ، فالأسرى هم الأحق بالكتابة والإبداع ، وقضيتهم يجب أن تحتل سلم أولويات الكتاب والأدباء والشعراء والمؤرخين من أبناء شعبنا الفلسطيني .

وأعرب فروانة عن ثقته فيما لو نشطت الأقلام جميعها بالإضافة  لتلك التي كانت تُعتبر متميزة ، وسلطت الضوء على معاناة الأسرى وقدمت صور قلمية عما يجري في سجون الاحتلال ، وأنجزت بعضاً من القصص والروايات أو المقالات والحكايات المؤثرة ، فبالتأكيد سننجح في التأثير على مشاعر أكثر من مليار مسلم وسندفعهم لتبني قضية الأسرى ، ومن الممكن حينها دفع العديد من القنوات الفضائية لتناول بعض تلك القصص ، الأمر الذي من شأنه أن يساعدنا في التأثير والضغط على المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة .

خطة لاستثمار الكفاءات ...

داعياً وزارة الأسرى والمحررين وبالتعاون مع اتحاد الكتاب الفلسطينيين ووزارة الثقافة والإعلام ومشاركة كل المؤسسات الفاعلة في هذا المجال ، إلى ضرورة تبني خطة لإستثمار تلك الكفاءات وإلزامهم من ناحية أخلاقية ووطنية بضرورة انجاز قصة مؤثرة أو قصيدة شعرية كل فصل على الأقل ، ذات علاقة بقضية الأسرى وتجميعها ونشرها في كتب توزع مجاناً أو على طريقة كتاب في جريدة .

واستحضر فروانة ما قاله زميله الباحث نشأت الوحيدي في إحدى مقالاته " حاجتنا للكتاب والأدباء والباحثين والمؤرخين كحاجة الشجر للماء " .

فيما أضاف فروانة بالقول : نعم نحن بحاجة إلى كتاب عيونهم ترنوا إلى السجون وقلوبهم مع ذوي الأسرى وأقلامهم تصف معاناة الجميع بشكل دائم ، وإذا استمرت أقلامهم بعيدة عن ذلك ولم يُسَّخِِروا إمكانياتهم وقدراتهم لنصرة الأسرى ، فسيبقون محط انتقاد من قبلنا ، لحين أن نرى قصص الأسرى ومعاناتهم وبطولاتهم وتضحياتهم في متناول الجميع .

وكثيراً ما قلنا بأن الأسرى ليسوا مجرد أرقام و أخبار فقط .. الأسرى قضية شعب ووطن ، الأسرى قصص وحكايات وروايات ... والكتاب والأدباء والشعراء هم الأجدر والأكفأ منا جميعاً في الكتابة عنهم وهذه دعوتنا لهم  نأمل أن تجد آذاناً صاغية وعقول مفتوحة وأقلام لم يجف حبرها بعد .

 

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org