هل تعمد الاحتلال تصفية شقيق زكريا الزبيدي.. كيف يمكن إثبات ذلك من عدمه؟
فلسطين اليوم - غزة
الساعة 05:55 م
16 مايو 2022
أكد مختصان في شؤون الأسرى، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت اغتيال شقيق الأسير زكريا الزبيدي الذي نقل للعلاج في إحدى المستشفيات في الداخل المحتل بعد إصابته أثناء تصّديه لاقتحام جنود الاحتلال لمخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، الأسبوع الماضي، وهي سياسية قديمة ما زالت تمارس بحق الشعب الفلسطيني.
وطالب المختصان، بضرورة استثمار الحدث الذي دفع أهالي جنين إلى الإضراب العام في المدينة وتوظيفه في ملاحقة قتلة الأسير داوود الزبيدي في المحكمة الجنائية الدولية والعمل على حماية الأسرى والجرحى وفقًا لما نصت عليه المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الأحد، أنها أبلغت باستشهاد الأسير الجريح داود الزبيدي من مخيم جنين متأثرًا بإصابته قبل يومين برصاص الاحتلال في المخيم شمالي الضفة، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثمانه في منطقة غير معروفة.
المختص في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، أشار إلى أن المعطيات المتوفرة تؤكد أن جيش الاحتلال تعمد اغتيال الشهيد داوود الزبيدي أثناء علاجه في المستشفيات "الإسرائيلية" بالداخل المحتل، موضحًا أن الاستهتار وعدم الاكتراث بحياة الأسير أثناء اصابته في جنين مؤشر على حقيقة ذلك.
وقال المختص في شؤون الأسرى، فروانة، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن "جريمة استشهاد داوود الزبيدي ليست الحادثة الأولى وتضاف لسلسلة جرائم ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الجرحى والأسرى الفلسطينيين"، مؤكدًا أنها تصنف "جريمة حرب" وفقا لنصوص القانون الدولي، والجميع ينظر إليها بخطورة بالغة.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تتعمد بعدم تقديم العلاج اللازم للجرحى والأسرى عن اعتقالهم والحاق الأذى والضرر بهم بمشاركة أطباء "إسرائيليين" وعناصر من الأجهزة الأمنية.
وبيّن أن المطلوب من جميع المؤسسات الدولية بضرورة التحرك في حماية الأسرى والجرحى، ودعا إلى ضرورة استثمار الحدث وتوظيفه في ملاحقة قادة الاحتلال بالمحكمة الجنائية الدولية.
وأمس الأحد، انطلقت مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من الشبان باتجاه منزل الشهيد داوود الزبيدي، حيث أُلقيَت كلمات من قِبل بعض الأهالي، تندد بالجريمة النكراء ودعوا لمواجهة العدو.
وأكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس ، أن عملية قتل الشهيد داوود الزبيدي تمت عمدًا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل إحدى المستشفيات بالداخل، حيث قام بعدها باحتجاز جثمانه، رافضًا تسليمه لأهله.
جريمة نكراء
وقال فارس قدورة، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "تم نقل الجريح داوود الزبيدي إلى العلاج في الداخل المحتل نظرًا لخطورة حالته، والاحتلال يتحمل مسؤولة جريمة وفاته".
وأضاف أن نادي الأسير لديه مطلب دائم في استرداد جميع جثامين الشهداء المحتجزة بدون أي مبرر، مشيرًا إلى "الجيش الإسرائيلي" يحتجز المئات من الجثامين في مقابر مجهولة.
وشدّد قدورة، على ضرورة محاسبة الاحتلال على جريمته بحق الأسير الشهيد الزبيدي التي تعارض بنود القوانين الدولية.
وفي بيان له، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأن ارتقاء الشهيد داوود الزبيدي رفع شهداء الحركة الأسيرة إلى 228 شهيدًا منذ عام 1967، فيما ارتفع عدد شهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم إلى تسعة.
وشهد مخيم جنين، اليوم، اضرابًا عامًا وذلك حدادًا على أرواح شهداء المخيم الذي ارتقوا دفاعًا عن المخيم خلال تصديهم لاقتحام آليات الاحتلال العسكرية التي تضم عشرات الجنود المدججين بالأسلحة.
وتدور اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وجنود الاحتلال شبه يوميًا في مخيم جنين، أثناء محاولة الأخير اعتقاله عناصر من المقاومة أو تفجير بيوت الاستشهاديين.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية جريمة قتل الشهيد داود الزبيدي، مطالبةً المحكمة الجنائية الدولية بالخروج عن صمتها المريب، وتحمّل مسؤولياتها والبدء الفوري بتحقيقاتها في جرائم الاحتلال والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني.