|
فلسطين خلف القضبان : الراحل شكيب .. جبل لم تهزه الرياح العاتية
فلسطين – 15-11-2008 - أشاد " موقع فلسطين خلف القضبان " بنضالات الأشقاء السوريين ، ودعمهم للحركة الوطنية الفلسطينية عموماً ، وأسرى الجولان القابعين في سجون الإحتلال الإسرائيلي أو المحررين منهم خصوصاً ، وبتضحياتهم الجسام من أجل تحرير هضبة الجولان السورية المحتلة واعادتها للوطن السوري الأم وللحضن العربي .
جاء ذلك في بيان صحفي أصدره الموقع عقب رحيل المناضل الجولاني العريق الأسير السابق شكيب أبو جبل ( أبو يوسف ) من هضبة الجولان السورية المحتلة عن عمر يناهز الثالثة والثمانين في بلدة جرمانا القريبة من دمشق حيث مقر إقامته هناك منذ تحرره من السجون الإسرائيلية منتصف الثمانينات ، وقد وري جثمان الراحل الكبير الثرى في أراضي الجولان في موقع عين التينة شرقي خط وقف إطلاق النار المحاذي لقريته مجدل شمس وذلك التزاماً بوصيته.
واشاد مدير الموقع والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة بمناقب الفقيد ونضالاته الطويلة والمتعددة ، ومسيرته داخل الأسر بين رفاقه واخوانه في الحركة الوطنية الأسيرة ، قائلاً : شكيب أبو جبل .. جبل شامخ بصموده و لم تهزه الرياح العاتية ، رحل تاركاً ورائه سجلاً رائعاً من العز والفخار ، حافلاً بالنضالات ، تاريخاً ولا أروع من الصمود والعطاء ، رحل جسداً فيما اسمه وذكراه محفورة ، راسخة في عقولنا وقلوبنا ، وبهذه المناسبة أبرق فروانة أحر التعازي وأصدقها الى أهله وذويه وشعبه وانا لله وانا اليه راجعون .
واضاف البيان أن الفقيد " شكيب " تميز داخل الأسر بصموده وارادته الفولاذية ، وابداعاته الفنية ورسم مئات اللوحات الفنية الرائعة ومن أشهرها الأمومة– الفتاة– النسر– البراءة– الطبيعة في الجولان– الشمعدان ، و أقام معرضا للوحاته الفنية في المركز الثقافي العربي في دمشق ، كما له كتب عديدة منها مذكرات أسير عربي في سجون الاحتلال– اثنا عشر عاما في سجون الاحتلال الصهيوني– تضحية– معاناة.
ويعتبر الفقيد المناضل شكيب أبو جبل من مؤسسي الحركة الوطنية في الجولان المحتل حيث قاد شبكة للعمل السري ضد الاحتلال في الجولان المحتل، واعتقل مع رفاقه في كانون ثاني عام 1973 ، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب لأكثر من ثلاثة شهور ، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاماً ، لتستمر رحلة المعاناة وسنوات القهر والحرمان خلف قضبان الأسر في سجون الاحتلال ، وبعد 12 عاماً من الأسر، وبتاريخ 26-6-1984 أطلق سراحه ضمن عملية تبادل الأسرى التي جرت ما بين الحكومة السورية وحكومة الإحتلال آنذاك .
انتقل بعدها للإقامة في دمشق وشغل منصب ممثل الجولان في مجلس الشعب السوري لثلاث دورات متتالية لمدة 12 عاما ، وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد قد قلده عام 1984 وسام الجمهورية من الدرجة الرفيعة تقديراً لأعماله البطولية والنضالية .
وبرحيله نفتح ملف أسرى الجولان
وناشد موقع فلسطين خلف القضبان في البيان ذاته بضرورة فتح ملف أسرى الجولان عموماً والأسرى القدامى خصوصاً وتسليط الضوء على معاناتهم المتفاقمة قبل فوات الآوان وهم : بشر وصدقي المقت وعاصم محمود الولي ، المعتقلون منذ آب/ أغسطس 1985 ، والذين كان لهم دور مميز في النضال ضد الإحتلال الإسرائيلي ، حيث كانوا من المبادرين لتأسيس وانطلاق حركة المقاومة السرية السورية ، وشاركوا في العديد من النشاطات الجماهيرية والعمليات العسكرية ضد الإحتلال الإسرائيلي ، ويعيشون الآن ظروفاً صعبة في السجون الإسرائيلية ، وأوضاعهم الصحية تنذر بخطر شديد على حياتهم جميعاً .
داعياً الحكومة السورية الشقيقة ورئيسها السيد بشار الأسد والفريق السوري المفاوض في المحادثات السورية –الإسرائيلية غير المباشرة ، الى اثارة قضية أسرى الجولان المحتلة المعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي ، والعمل على مساندتهم ووضع حد لمعاناتهم داخل الأسر لا سيما القدامى منهم ، واعادتهم الى وطنهم وشعبهم وأسرهم ، وطي هذا الملف المؤلم المفتوح منذ عقدين ونيف ، والمطالبة الجدية بإطلاق سراحهم خلال المفاوضات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة ، أومن خلال تسليط الضوء على معاناتهم واثارتها على كافة المستويات.
يذكر أن موقع فلسطين خلف القضبان هو موقع شخصي للأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، ويختص الموقع فقط بشؤون الحركة الأسيرة