الأسرى يريدون إنهاء الانقسام

فروانة : الأسرى هم أكثر فئات الشعب تضررا من الانقسام

 

 

غزة- 14-3-2011- قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بأن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي هم أكثر فئات الشعب تضرراً من الانقسام وآثاره وتداعياته الخطيرة ، وأكثرهم تضرراً جراء استمراره  وأن أكثر القرارات والقوانين قمعاً قد اتخذت وأقرت من قبل أعلى المستويات الإسرائيلية خلال أعوام الإنقسام .

مضيفاً : أنهم بالمقابل أكثر فئات الشعب حرصا على إنهاء الانقسام وعودة الوحدة الوطنية لشقي الوطن والوحدة السياسية و الإجتماعية للشعب الفلسطيني ، وهم من أصدروا وثيقة الوفاق الوطني وهم من أصدروا العديد من البيانات الداعمة للجهود الشبابية الرامية لإنهاء الإنقسام ، لأن رسالتهم دائماً وأبداً هي الوحدة الوطنية ، فهم من ضحوا وأفنوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال لأجل وطن واحد ، لا من أجل وطن ممزق  يتشاجر فيه الإخوة ويتقاتل فيه المقاتلون .

أربع سنوات من " الإنقسام " هي الأخطر منذ العام 1967

مؤكداً على أن " الإنقسام " شكَّل الخطر الأكبر على الأسرى وقضيتهم ، وأن أربع سنوات مضت هي عمر " الإنقسام " تُعتبر الأخطر والأسوأ على الأسرى منذ عقود ، ولربما الأخطر منذ العام 1967 ، وأن " الإنقسام " نجح في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه إدارة السجون في فصل الأسرى وتمزيق وحدتهم وإضعاف قدرتهم على التصدي لإجراءات وقوانين إدارة السجون والجهات السياسية .

داعياً كافة أبناء الشعب الفلسطيني إلى تلبية دعوة ائتلاف 15 آذار ودعوات الأسرى لإنهاء " الإنقسام والاحتلال " والخروج للشارع يوم غد الثلاثاء الموافق الخامس عشر من آذار ، للتعبير سلمياً عن رفضهم لاستمرار الانقسام ، ورغبتهم في إنهاءه كمقدمة أساسية لإنهاء الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان .

وأوضح فروانة بن " الإنقسام " الذي قسَّم الوطن جغرافياً وأضعف الشعب سياسياً ومزَّق وحدته الإجتماعية ، امتدت آثاره وتوابعه وتداعياته للأسرى داخل السجون ، ومخطئ من يعتقد غير ذلك ولكن ربما بدرجات أقل .

مؤكداً بأن الأسرى هم بشر ومشاعر وأحاسيس وهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني ، وأن علاقتهم الداخلية تتأثر بالأجواء العامة خارج السجون وعلاقات الفصائل فيما بينها وبما تعرض ويتعرض له ذويهم جراء الإنقسام ، وبمستوى التفاعل والتضامن مع قضيتهم ، وأن ذلك كله يلعب دوراً أساسياً في رسم شكل علاقتهم مع إدارة السجون وطبيعة المواجهة معها .

ورأى فروانة بأن أبرز ما ميز الحركة الوطنية الأسيرة خلال العقود التي سبقت " الانقسام " كانت وحدتهم ووحدة من يقف خلفهم ويساندهم ، فكانوا نداً قوياً لإدارة السجون والسجانين ، بل واستطاعوا بوحدتهم ونضالاتهم وتضحياتهم انتزاع بعض حقوقهم عبر خطواتهم الإحتجاجية وخوضهم الإضرابات عن الطعام أو ما باتت تُعرف بـ " معارك الأمعاء الخاوية " وقدموا خلالها عشرات الأسرى شهداء ، فيما " الإنقسام " مزَّق وحدتهم وأضعف مواقفهم ، فأفقدهم القدرة على اتخاذ القرارات المصيرية في التصدي لإجراءات إدارة السجون القمعية ، والقوانين المجحفة التي أاتخذت على أعلى المستويات السياسية والقانونية والقضائية الإسرائيلية والتي هدفت إلى مصادرة بعض حقوقهم التي انتزعوها بالماضي بتضحياتهم ودماء شهدائهم ، والى التضييق أكثر فأكثر عليهم وعلى أسرهم مما فاقم من سوء أوضاعهم التي لم تعد تطاق وتًحتمل.

الإنقسام أضعف حضور قضيتهم على المستوى الشعبي والرسمي والحقوقي

وأكد فروانة بأن " الانقسام " قد أحدث حالة سلبية غير مسبوقة في التعاطي الفلسطيني الرسمي والشعبي والمؤسساتي مع قضية الأسرى ، مما اضعف حضورها وأدى لتراجع مساندتها على كافة الصعد والمستويات وشتت الجهود التي تًبذل من أجلهم ، ولم تعد قضيتهم تقف على سلم أولويات الفصائل وتراجع اهتمام مؤسسات حقوق الإنسان بها لصالح الإنقسام وتداعياته وافرازاته، وانحصرت قضية الأسرى داخل الدائرة الإجتماعية الأولى للأسرى ونفر قليل من المهتمين والنشطاء والأسرى المحررين وحتى هؤلاء تأثروا من الإنقسام ومُزقت وحدتهم وتشتت فعلهم وانقسموا الى فئات ، وهذا ما يبرر عدم قدرة الحركة الأسيرة على اتخاذ قراراً بالمواجهة المصيرية أو بالإضراب المفتوح عن الطعام " الإستراتيجي " حتى هذه اللحظة  ، لا سيما وأن معارك الأسرى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمساندة الخارجية ، وأن التجارب الماضية أثبتت بأن إضرابات الأسرى التي حظيت بدعم ومساندة أقوى من خارج السجون هي التي حققت نجاحات أكبر .

أكثر القرارات والقوانين قمعاً اتخذت خلال أعوام الإنقسام

وأوضح فروانة بأن " الانقسام " بآثاره وتوابعه المؤلمة ، وّفر لإدارة السجون أرضية خصبة للاستفراد بالأسرى والإنقضاض على انجازاتهم السابقة ومصادرتها في ظل انشغال الشعب الفلسطيني بالانقسام ونتائجه ، وأتاح لها الفرصة الفصل فيما بين الأسرى على أساس الإنتماء ومن ثم على أساس السكن ، وأتاح لها الفرصة لتصعيد انتهاكاتها وتوسيع دائرة جرائمها ، ومنحها القدرة على إتخاذ قرارات خطيرة هدفت لشرعنة تلك الإنتهاكات ومنحها الغطاء القانوني والحصانة القضائية ، في ظل ضعف المساندة وغياب الملاحقة الدولية .

وفي السياق ذاته أكد فروانة بأن " الانقسام " كان ولا يزال من الأسباب الرئيسية التي تتيح لإدارة السجون امكانية التمادي في انتهاكاتها وجرائمها ، وأن استمرار " الإنقسام " سيقود إلى مزيد من التدهور والقوانين القمعية والتصعيد الخطير بحق الأسرى وعائلاتهم .

مناشداً كافة القوى الوطنية والإسلامية للتحلي بالمسؤولية وصدق النوايا وروح الإخوة وبسماحة تعاليم الإسلام ، والعمل الجدي لإنهاء حالة " الانقسام " ، وعودة الوحدة لشطري الوطن وللنسيج الاجتماعي الفلسطيني .،

دعوات الشباب والأسرى لانهاء الإنقسام

وفي السياق ذاته دعا فروانة  كافة أبناء الشعب الفلسطيني إلى التجاوب مع دعوة الحركة الشبابية ودعوات الأسرى والخروج للشارع يوم غد الثلاثاء الموافق الخامس عشر من آذار ، للتعبير سلمياً عن رفضهم لاستمرار الانقسام ، وذلك وفاءً لدماء الشهداء ومعاناة الأسرى وتضحياتهم وللأهداف التي ناضلوا واعتقلوا واستشهدوا من أجلها ، فبالوحدة الوطنية أولاً ، وثانياً وثالثاً يمكن لنا ان نضع حد لمعاناة أسرانا وأن ننتصر وينتصر الأسرى وأن نحرر الأرض والإنسان .