فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

الأحد : 13سبتمر 2009-09-13

الساعة : 13:30

فروانة : استشهاد الأسير" عبيدة " يعكس العقلية الإنتقامية للاحتلال في تعامله مع الجرحى

 

غزة – 13-9-2009- قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية عبد الناصر فروانة ، اليوم ، بأن استشهاد الأسير الجريح عبيدة القدسي الدويك اليوم في أحد المستشفيات الإسرائيلية ، إنما يعكس وبدون شك طبيعة العقلية الثأرية الانتقامية لقوات الاحتلال الإسرائيلي ، وعدم احترام الأطباء والطواقم الطبية لقواعد مهنة الطب الإنسانية وأخلاقياتها النبيلة في التعامل مع الجرحى والمصابين الذين يعتقلوا بعد تنفيذهم أو محاولة تنفيذهم عمليات فدائية ، وأن هذا التعامل بات سمة من سمات الاحتلال .

جاءت تصريحات فروانة هذه في بيان صحفي تناقلته وسائل الإعلام اليوم الأحد عقب الإعلان صباح اليوم عن استشهاد الأسير الجريح عبيدة ماهر عبد المعطي القدسي الدويك ( 25 عاماً ) من الخليل ، في أحد المستشفيات الاسرائيلية ، يرتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى ( 197 أسيراً ) .

مضيفاً بأن " الشهيد عبيدة القدسي " كان قد أعتقل بتاريخ 26 آب / أغسطس الماضي بعد إصابته بأعيرة نارية نقل على أثرها إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية واتهمته سلطات الاحتلال حينها بمحاولة طعن جندي إسرائيلي ، ورفضت كل المحاولات والنداءات لزيارته والإطمئنان عليه ، مما يفتح المجال أمام الكثير من الإحتمالات .

وأضاف فروانة : بأن كافة الجهات في " إسرائيل " تشارك بشكل مباشر في التضييق على الأسرى والإنتقام منهم ، وأن جميعها تتعامل مع الجرحى والمصابين الفلسطينيين على هذا الأساس ، وأن الجهات والطواقم الطبية تنفذ أوامرهم اللا إنسانية بعيداً عن قواعد المهنة وأخلاقياتها النبيلة ، وتتخلى عما يجب تقديمه للجريح بغض النظر عن جنسيته وطبيعة احتجازه وأسباب وجوده على سرير المستشفى .

واستحضر فروانة تصريحات وزير الصحة الإسرائيلي السابق " داني نافيه " خلال إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام في آب 2004 حينما (أعطى تعليماته لكافة المستشفيات بعدم استقبال أي أسير مضرب عن الطعام في المستشفيات الإسرائيلية حتى لو أدى ذلك إلى موته ) .

التعامل الانتقامي مع الجرحى سمة الاحتلال

 وبيّن فروانة بأن هذا التعامل اللا إنساني مع الجرحى والمصابين هو سمة أساسية تلازم الاحتلال في تعامله مع من يعتقلوا مصابين أثناء المواجهات المباشرة ، وأيضاً مع المرضى والمصابين العُزّل القابعين داخل السجون والمعتقلات .

وأوضح فروانة إلى أن قوات الاحتلال وفي جميع الأحوال لم تقدِّم الرعاية الطبية اللازمة للأسرى الجرحى الذين يصابون خلال المواجهات مع قوات الاحتلال ، بل وتمنع الطواقم الطبية من الوصول إليهم ، وتركهم ينزفون حتى الموت أو تمارس التنكيل ضدهم بهدف قتلهم أو مفاقمة جروحهم وآلامهم  ، وفي أحياناً كثيرة استخدمت أماكن الجروح والإصابة للتعذيب والضغط وانتزاع الإعترافات ، وفي أحياناً أخرى ربطت ما بين تقديم العلاج ومساومة الجريح بتقديم الإعترافات أو التعامل مع قوات الاحتلال .

وفي ذات السياق كشف فروانة بأنه وفي أحياناً كثيرة أقدمت قوات الاحتلال على توقيف سيارات الإسعاف واختطاف جرحى من داخلها ومن ثم الإعلان عن نبأ استشهادهم ، فيما في حالات أخرى اقتحمت المستشفيات والمراكز الطبية الفلسطينية واختطفت بعض الجرحى المصابين من داخلها ، وبعضهم أعلن عن استشهادهم لاحقاً ، فيما لا يزال الكثير منهم يعانون الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال في ظل انعدام الظروف الصحية المناسبة وشحة الأدوية .

شواهد بالجملة

وأوضح فروانة بأن سوابق وشواهد كثيرة وبالجملة التي تدلل على ذلك ، وعلى سبيل المثال لا الحصر الشهيد المقدسي " علي الجولاني " الذي ظهر حياً وأفراد الأمن ينكلون به ويعتدون عليه أمام وسائل الإعلام بعد تنفيذه عملية فدائية أمام وزارة " الدفاع الإسرائيلي " في أغسطس 2001 ، والشهيد " سفيان العارضة " من جنين الذي اختطف وهو مصاباً من سيارة الإسعاف في سبتمبر 2001 ، الشهيد " فلاح مشارقة " من طولكرم اعتقل مصاباً ومورس بحقه التعذيب داخل المستشفى واستشهد في سبتمبر 2004 ، الشهيد " صلاح الشيخ العيد " من رفح اعتقل مصاباً وأعلن عن استشهاده في الستشفى في ديسمبر 2004 ، والشهيدين " سليم أبو الهيجا " ( 29 عاماً ) و" محمود أبوحسن " ( 28 عاماً ) وكلاهما من بلدة اليامون غرب جنين حيث أصيبا ومنعت قوات الإحتلال سيارات الإسعاف من الوصول اليهما ، كما لم يقدمُ لهما العلاج وتركوهما ينزفان مع التنكيل بهدف القتل حتى استشهدا وذلك في نوفمبر 2006 ، وأمثلة كثيرة يمكن سردها في هذا المقام .

أطباء السجون يتسمون بذات السمة

وفي السياق ذاته أشار فروانة  بأن هذا الأمر ينطبق أيضاً على الأطباء والممرضين داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية والذين تخلوا عن صفات وأخلاقيات مهنتهم الإنسانية ، وتحولوا الى محققين ، وحولوا عيادات السجون لزنازين للتحقيق والإبتزاز والمساومة على قاعدة أن الأسير ومهما كان وضعه الصحي فهو " عدو " ويجب التعامل معه وفقاً لذلك ، فأصبحوا – أي الأجهزة الطبية – أداة بيد أجهزة المخابرات " الشاباك " يشاركون بشكل مباشر في تنفيذ سياسة إعدام الأسرى من خلال منظومة من الإجراءات .

 

وناشد فروانة كافة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية ، والصحية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية والتحرك الجاد لوضع حد لسياسة قتل المصابين وعدم تقديم الرعاية الطبية لهم ، واستهتار سلطات الاحتلال المتواصل بحياة المواطنين العزل وإنقاذ الأسرى المرضى والمصابين القابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال .

 

 اضغط هنا للإطلاع على قائمة شاملة لشهدء الحركة الأسيرة وتقارير ومقالات متعددة ذات صلة بالشهداء والموضوع