أسير سابق ومختص بشؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين
الأديب المصري " يوسف إدريس " كان قد قال منذ زمن " أيها الناس اقرأوا قصص غسان كنفاني مرتين ، مرة لتعرفوا أنكم موتى بلا قبور ، ومرة أخرى لتعرفوا بأنكم تجهزونها وأنتم لا تدرون " .
واليوم نقول اقرأوا قصص الأسرى القدامى وحكاياتهم مع الأسر ثلاث مرات ، مرة لتعرفوا فظاعة الاحتلال وعنجهيته في التعامل معهم ، ومرة أخرى لتعرفوا كم هي معاناتهم ومعاناة ذويهم مؤلمة وقاسية ، واقرأوها مرة ثالثة لتدركوا كم نحن مقصرون في إسنادهم وتجاه حقهم علينا ، وأن قصورنا هذا كان سببا في استمرار معاناتهم وإبقائهم في سجون الاحتلال .
" الأسرى القدامى " ، مصطلح شمولي يحمل في ثناياه الكثير من الدلالات والمعاني ، منها ما هو مؤلم يكشف عن وجه الاحتلال البشع وعنجهيته وقسوة ممارساته ، ومنها ما هو مشرق يعكس شموخهم ، وثباتهم وصمودهم وإصرارهم على تمسكم بالأمل رغم الألم ، .
ولهؤلاء قصص طويلة وحكايات لا تُنسى ، وتجارب جماعية وفردية ، تشكل نماذج فريدة ومميزة ، تحتاج بمجموعها إلى أشهر الكتاب والشعراء والمؤرخين لتدوينها وتوثيقها لتملأ مجلدات ومجلدات .
توقيع اتفاقية إعلان المبادئ وبينهم من ترك أبنائه أطفالاً ، ليلتقي بهم
، وهم من عاصروا أجيال وأجيال ، فاستقبلوا آلاف الأسرى الجدد ، وودعوا أمثالهم ، فيما أجسادهم لا تزال مقيدة بين جدران السجون .
" الأسرى القدامى " .. كريم وماهر يونس ، محمد الطوس وسمير أبو نعمة ، ابراهيم و رشدي أبو مخ ، وليد دقة وابراهيم اغبارية ، ضياء الفالوجي و محمود عيسى ونائل سلهب وغيرهم ، يعيشون أوضاعاً قاسية كباقي الأسرى ، فلا اعتبار لكبر سنهم أو لعدد السنين الطويلة التي أمضوها وآثارها السلبية عليهم جراء ظروف السجن وتأثيراتها ، ولا اكتراث لأوضاعهم الصحية الصعبة .. فالمعاناة مضاعفة ، وسنوات العمر تمضي وتمضي .
" جنرالات الصبر "من قرية عرعرة وهي إحدى المناطق التي أحتلت عام 1948 واللذان مضى على اعتقالهما أكثر من واحد وثلاثين عاماً ويقف في مقدمتهم الأسيران كريم وماهر يونس
.
و( لا ) معنى لمفاوضات ناجحة ومثمرة يمكن أن تبقيهم أو تُبقي بعضهم في السجون ، أو أن تستثني ايا منهم ، كمقدمة للإفراج عن باقي الأسرى في اطار جدول زمني واضح وملزم ،