مجموعة شبابية إسرائيلية تقتحم غزة وتحرر شاليط

 

بقلم / عبد الناصر فروانة

12-5-2011

قرأت اليوم على موقع عكا المختص بالشأن الإسرائيلي خبر أثار اهتمامي ، ومضمونه يفيد بأن مجموعة شبابية إسرائيلية تطلق على نفسها "منقذو شاليط" تعد محاولة جديدة ، مختلفة في شكلها ومضمونها للتضامن مع الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط.

هذه المجموعة كما ورد في الخبر وزعت شريط فيديو جديد ظهر على شبكات التواصل الاجتماعي وموقع الفيديو "اليوتيوب" ، حذرت فيه حركة حماس والحكومة الإسرائيلية بأنه إذا لم يطلق سراح شاليط ، فان أعضاء المجموعة سيقتحمون حدود قطاع غزة عن طريق معبر حاجز ايرز وسيعملون على إطلاق سراحه بأيديهم .( ياريت يعملوها .. وسيصبح لدينا عشرات الشلاليط ) .

وجاء في شريط الفيديو أيضاً : " أن على حكومة إسرائيل وحماس بأن يسارعوا لإنجاز الصفقة, فمواطني إسرائيل يجلسون بهدوء ويعملون بلطف حتى الآن, وفي 21يونيو سيتغير الوضع".

وقال أعضاء المجموعة أنه لا يوجد لهم مصالح سياسية وأنهم لا يتبعون لليمين أو اليسار, وأنهم يسعون لإطلاق سراح شاليط فقط.

خبر لربما يعتقد البعض بأنه مجرد تصريحات بالونية طالما اعتدنا على سماعها و لا قيمة لها ، وأن الحكومة الإسرائيلية بجيشها المزود بأحدث الأسلحة ، وأجهزتها الأمنية وعملائهم وما يمتلكونه من تكنولوجيا متطورة عجزوا في الوصول إلى شاليط طوال الخمس سنوات الماضية ، فهل مجموعات من الشباب ستنجح في اقتحام غزة وتحريره ؟

بالتأكيد أمر مستحيل تحقيقه ، وفي غاية السخرية إذا نظرنا للموضوع من هذه الزاوية وبهذا الفهم ،  لكنه في غاية الأهمية إذا تعمقنا في مضمون الخبر ودوافعه ومن يقف خلفه .

فبالأمس القريب شُكل جيش للتضامن مع " شاليط" أطلق عليه ""جيش الأصدقاء من أجل جلعاد"، انضم إليه العديد من المشاهير والشخصيات المهمة من المغنيين والممثلين والرياضيين والسياسيين والعسكريين البارزين في إسرائيل .

واليوم تنضم فئة الشباب لهذا الجيش ويطلقون حملتهم على الفيسبوك ، و"اليوتيوب" ويهددون باتخاذ خطوات وإجراءات جديدة لإنقاذ " شاليط " !!.

وبتقديري الشخصي سينجحون .. ليس بالوصول إلى " شاليط " وتحريره ، فهم يعلمون أن الأمر محال في غاية الإستحالة ، وإنما في التأثير على الرأي العام المحلي والدولي ، وتوسيع دائرة التضامن معه أكثر فأكثر ، ولربما حملتهم تقود لمزيداً من الضغط على المؤسسات الدولية وتدفعها لإتخاذ بعض الخطوات أو إطلاق مزيداً من التصريحات والدعوات الدولية المنادية لإطلاق سراح " شاليط " .

    هنا تكمن أهمية الخبر ومضمونه ، والسؤال متى سنتعلم من عدونا ؟ ومتى سنستحدث أساليب جديدة للتضامن مع أسرانا وأسيراتنا ؟ ومتى سينضم  مشاهيرنا من العرب والمسلمين وحتى الفلسطينيين لجيش المدافعين عن الأسرى ؟ والأهم هل سنرى قريبا مجموعات شبابية فلسطينية وعربية على شبكات التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " تنادي بتحرير الأسرى من غياهب سجون الاحتلال بأساليب جديدة وبلغات عدة ؟ وتقتحم المواقع الإسرائيلية لتؤكد لهم مدى معاناة أسرانا وان المشكلة تكمن لدى حكومتهم ؟

وهل سنرى قريبا جيش الشباب الذي نادى بإنهاء الانقسام ومن ثم تطبيق الاتفاق ، يزحف باتجاه معبر ايرز مطالباً بحرية الأسرى والأسيرات رافعين شعار " الشعب يريد تحرير الأسرى " ؟ .

وكنت قد حلمت قبل حوالي العام بأن ربع مليون غزاوي زحفوا إلى ايرز دعما للأسرى فهل سيتحقق هذا الحلم قريبا بهمة الشباب ؟ لطالما فشلت الأحزاب والتنظيمات في تحقيق ذلك ؟

دعونا نستفيد من أفكار عدونا .. فليس من المشين أن نتعلم منهم ومن ماكنتهم الإعلامية في إثارة قضية شاليط ..

فـ " شاليط " أصبح الأسير الأكثر شهرة في العالم ، والشخصية الأكثر جاذبية لدى المؤسسات الدولية ، وصورته دخلت محافل عالمية وقصور زعماء ورؤساء دول عظمى ، فيما أسرانا وأسيراتنا يموتون ببطئ في غياهب سجون الاحتلال دون أن يسمع بهم أحد ، ومعاناتهم تتناقلها بعض الألسن الفلسطينية ووسائل الإعلام المحلية ، و مشاهيرنا خارج الخدمة ، أما التجمعات الشبابية الفلسطينية والعربية فآمالنا بهم كبيرة وكبيرة جداً .