في الذكرى الـ 33 للحافلة رقم (300)
فروانة: قتل المواطنين بعد السيطرة عليهم، شكل جزءا من السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين
غزة- 12-4-2017 – قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، ان قتل المواطنين بعد السيطرة عليهم، واعدامهم خارج نطاق القانون شكّل جزءا من السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين.
واضاف: أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتبر نفسها دولة فوق القانون، وبناء على ذلك تسعى الى ترسيخ ثقافة الافلات من العقاب ليس لدى العاملين في الأجهزة الأمنية فحسب، وانما لدى كل الاسرائيليين. الأمر الذي يدفع هؤلاء الى ارتكاب المزيد من جرائم الاعدام، بل والتمادي دون أي اعتبار انساني أو اخلاقي أو قانوني.
وتابع: ان غياب المساءلة والمحاسبة مكّنها من التمادي بجرائم القتل والتصفية الجسدية عبر الاغتيالات العلنية والاعدامات الميدانية، حتى أصبح الاعدام بديلا للاعتقال لعشرات المواطنين منذ اندلاع "انتفاضة القدس" في الأول من تشرين أول/أكتوبر من العام 2015.
وشدّد فروانة على أن عمليات الاعدام الميداني والتصفية الجسدية تعتبر انتهاكاً صارخاً لمعايير حقوق الإنسان، وخاصة الحق في الحياة. مؤكداً أنها تصنف جرائم حرب وفقاً للقانون الدولي، تستوجب الملاحقة والمحاسبة والمحاكمة، وعلى قاعدة أن الحق لا يسقط بالتقادم.
داعيا الى توظيف كل الأدوات والآليات الدولية وتحشيد المنظمات الحقوقية من أجل الضغط على محكمة الجنايات الدولية للبدء في فتح تحقيق جدي وفوري لجرائم الاعدام التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الأبرياء والعزّل.
وأوضح فروانة الى أن اعدام المواطنين الفلسطينيين اتخذ أشكالا عدة، وتحت ذرائع مختلفة، دون رادع للاحتلال ، موضحاً أن حادثة (الحافلة300)، التي قتل الاحتلال خلالها اثنين من المقاومين الفلسطينيين بعد اعتقالهم. هي واحدة من تلك الجرائم الأكثر وضوحاً، والتي وثقتها وسائل الاعلام خلال العقود الماضية، فيما هناك جرائم كثيرة أرتكبت خلال "انتفاضة القدس" وقد تم توثيقها.
يذكر بأن أربعة مقاومين فلسطينيين من قطاع غزة ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هم :جمال قبلان، ومحمد أبو بركة ومجدي أبو جامع، وصبحي أبو جامع، من بني سهيلا شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، صعدوا مساء الخميس 12 نيسان/ابريل عام1984 لحافلة ركاب اسرائيلية تحمل الرقم (300) فيها (41) راكب إسرائيلي، كانت في طريقها من تل أبيب الى عسقلان. حيث تمكن المقاومون من السيطرة على الحافلة واحتجاز ركابها كرهائن، وتم قيادة الحافلة جنوباً باتجاه قطاع غزة، وطالبوا بإطلاق سراح (500) أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ولم تتجاوب سلطات الاحتلال مع مطالب المقاومين، وقامت القوات العسكرية بمطاردة الحافلة، وأطلقت نيران أسلحتها باتجاه الحافلة بشكل كثيف، ما أجبرها على التوقف بالقرب من دير البلح وسط قطاع غزة، حيث واصلت قوات الاحتلال اطلاق الرصاص والقذائف باتجاه الحافلة، فقتلت واصابت عدداً من الركاب الإسرائيليين، واستشهد اثنان من المقاومين، واعتقل اثنان آخران ظهرا عبر وسائل الاعلام وهما على قيد الحياة، ومن ثم قامت قوات الاحتلال بإعدامهما بدم بارد، مما أثار أصداء واسعة داخل دولة الاحتلال وخارجها، الأمر الذي دفع لتشكيل لجنة إسرائيلية للتحقيق في الحادثة، والتي انتهت بتأكيد قتل المقاومين بعد إلقاء القبض عليهما.