أجساد الأسرى تكاد أن تسقط مع سقوط الثلوج ..
*بقلم / عبد الناصر فروانة
11-12-2013
تتعرض فلسطين هذه الأيام لتأثير منخفض جوي قادم من روسيا ، لم تتعرض لمثيله منذ عشرات السنين .
منخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة وعواصف رعدية وبكتلة هوائية باردة جداً وانخفاض حاد في درجات الحرارة ، ويتوقع أن تتساقط الثلوج يوم غد الخميس وبعد غد الجمعة .
وعلى إثر هذا المنخفض الجوي أعلنت حالة الطوارئ في محافظات الوطن وفقاً للإمكانيات المتاحة حفاظاً على سلامة المواطنين .
كما وأعلنت " اسرائيل " أيضا حالة الطوارئ لديها وقدمت كل وسائل الحماية والوقاية لمواطنيها ، واتخذت إجراءات ملموسة وواضحة لحماية جنودها وأفراد شرطتها العاملين في السجون والمعتقلات التي يُحتجز فيها قرابة خمسة آلاف معتقل فلسطيني .
فيما لم تتخذ الاجراءات اللازمة لحماية الأسرى في غرف سجونها أو في خيام معتقلاتها ، ولم توفر لهم سبل الحماية من تأثيرات المنخفض الجوي ، والبرد القارس ، والوقاية من العواصف الرعدية أو من الثلوج المتوقع هطولها بغزارة ، باستثناء ما كان متوفراً لديهم من قبل من أغطية وملبوسات شتوية تصلهم عبر ذويهم وعلى نفقتهم الخاصة مع بداية الفصل ، وهي محدودة لا تسد احتياجاتهم في ظل استمرار الاعتقالات وقدوم أسرى جدد ، واستمرار ادارة السجون بوضع العراقيل لإدخال المزيد.
وهذا يعكس حجم استهتارها بحياة الأسرى ، بعكس ما يتوجب عليها فعله وفقاً لما تنص عليه كافة المواثيق والأعراف الدولية ذات العلاقة بالأسرى والتي تُلزم الدولة الحاجز وبغض النظر عن طبيعة علاقاتها بالمحتجزين ، بضرورة توفير كل ما يلزم لحمايتهم من خطر الموت أو الإصابة بالأمراض على اختلاف مسمياتها وأنواعها .
والأدهى أن إدارة السجون تتعمد أحياناً مضاعفة معاناتهم ، عبر إجراءات تعسفية كالاقتحامات ليلاً بحجة التفتيش ، والإطالة في إجراءات العدد اليومي ، أو تعمد إجراء تنقلات ما بين السجون في ظروف مناخية عاصفة .
منخفض جوي عميق يعصف بالبلاد هذه الأيام ، يفاقم بتأثيراته وتبعاته الضارة ، من آلام ومعاناة الأسرى ، فيما أمراض الشتاء عموماً وهي كثيرة ، تنتشر مع بداية الفصل بسرعة بين أوساط الأسرى في ظل سوء التغذية والاكتظاظ الشديد وغياب سبل الحماية والرعاية الطبية اللازمة والعلاج الضروري .
و أجسادهم وأطرافهم لم تعد تحتمل تأثيراته ، وهي مؤهلة للسقوط من شدة البرد والمطر مع اشتداد المنخفض وتساقط الثلوج خلال الساعات القليلة القادمة .
أسرى يعانون آلام القيد وقسوة السجان وصعوبة الظروف المناخية ، وأوضاعهم وظروف احتجازهم هي الأسوأ ، وتشتد سوءا مع بداية فصل الشتاء وبرد كانون والمنخفض الجوي القادم هذه الأيام .
وصرخاتهم تنطلق مدوية ، تستصرخ الضمائر الحية في بقاع العالم أجمع ، علها تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية وعيوناً فاحصة مبصرة تلتقطها وتتحرك بجدية وفاعلية و بمسؤولية عالية لإنقاذهم من الخطر وتحسين شروط حياتهم كمقدمة لإطلاق سراحهم .
عبد الناصر عوني فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في دولة فلسطين
عضو اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون الوزارة بقطاع غزة
ايميل / ferwana2@gmail.com
0599361110- 0598937083
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان