قال إنّ إطلاق سراح العتبة ويطا يأتي لظروف خاصة

 

خبير فلسطيني لـ "قدس برس": إسرائيل لم تغيِّر معاييرها للإفراج عن الأسرى

                                                       

 

غزة (فلسطين) - خدمة قدس برس  

الإثنين 18-8-2008

أكد باحث فلسطيني مختص في شؤون الأسرى، أنّ الجانب الإسرائيلي ما زال متمسكاً بمعاييره الخاصة للإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال ولم يغيِّر أياً منها، محذراً من أن يُفهم قرار الإفراج عن مائتي أسير فلسطيني بأنه جاء في إطار تغيير في المعايير الإسرائيلية، باستثناء قرار الإفراج عن الأسيرين سعيد العتبة وأبو علي يطا، والذي جاء "لظروف خاصة وإنسانية وليس في إطار تغيير المعايير الإسرائيلية".

 

وقال عبد الناصر فروانة، الباحث في شؤون الأسرى لوكالة "قدس برس"، "لم أرَ أيّ تغير جذري في المعايير الإسرائيلية حول موضوع الإفراج عن الأسرى، فإسرائيل لازالت متمسكة بمعايرها وبشروطها المجحفة الظالمة المرفوضة فلسطينية، وبالتالي المائتا اسم الذين يفترض أن تفرج عنهم خضعوا لهذه المعايير، حيث أنّ القائمة لم تشمل أسرى القدس أو الثمانية والأربعين"، حسب تقديره.

 

وأضاف فروانة أنّ "الإفراج عن الأسرى الذين أمضوا أكثر من 25 سنة كالعتبة ويطا، ليس تغييراً من حيث المبدأ بالمعايير، إنما الحكومة الإسرائيلية واللجنة الوزارية (الإسرائيلية المختصة) ناقشت أسماء محددة من ناحية إنسانية لظروف خاصة ومن باب حسن النوايا، ولكن ليس من باب إجراء تغيير مبدئي وجذري على المعايير التي هي قائمة وموجودة ولم تتغير"، على حد تأكيده.

 

وأعرب فروانة عن خشيته من أن يتم الدمج ما بين الإفراج عن العتبة ويطا وكأنّ هناك تغييراً جوهرياً في المعايير الإسرائيلية تجاه الأسرى، وقال إنّ "الموقف الإسرائيلي على حاله، والحكومة الإسرائيلية ورئيسها أيهود أولمرت بضعفها غير قادرة وغير مستعدة في الوقت الحالي لاتخاذ قرارات مصيرية جريئة لتغيير المعايير الخاصة بالأسرى إن كان مع السلطة من خلال المفاوضات أو مع حركة "حماس" في صفقة جلعاد شاليط"، وقال "في الوقت القريب لا أرى نجاح لصفقة شاليط  وفق المعايير الفلسطينية، والسبب أنّ إسرائيل لم تغيِّر معاييرها".

 

وأضاف الباحث الفلسطيني "أنّ السلطة قدمت قائمة طويلة بأسماء أسرى قدامى ومرضى وقيادات سياسية وأعضاء في المجلس التشريعي، بمن فيهم رئيس المجلس الدكتور عزيز دويك وأمين عام الجبهة الشعبية احمد سعدات، والقائد الفتحاوي مروان البرغوثي وغيرهم، وذلك مطلع الشهر الجاري للوفد الأمريكي خلال زيارة أحمد قريع وصائب عريقات لواشنطن، والسلطة لم تتلق رداً رسمياً عن الأسماء المنوي الإفراج عنهم، وكل ما يدور الحديث عنه هو عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية ولكن ليس هناك رداً رسمياً إسرائيلياً حول ذلك"، وفق تأكيده.

 

وتابع فروانة "إنّ إسرائيل تتعامل مع الوفد المفاوض والذي يُفترَض أنه الشريك في عملية السلام وفي نفس الوقت لا تشركه في تحديد الأسماء أو اطلاعه على أي أسماء سيفرج عنها، ولا يعقل أن تكون السلطة مثلها مثل أي مواطن آخر من تعرف الأسماء المنوي أن يفرج عنهم من خلال موقع إدارة السجون الإسرائيلية على الانترنت قبل 48 ساعة من الإفراج عنهم، والذي ينشر تلك الأسماء، حتى إن كان هناك لأحد من الإسرائيليين أي اعتراض على الإفراج عن أي منهم يتقدم بالتماس للمحكمة الإسرائيلية"، كما قال.

وقال الباحث في شؤون الأسرى "إذا كانت إسرائيل معنية وجدية بعملية السلام؛ عليها أن تفرج عن عدد كبير من الأسرى حتى وفق معاييرها الخاصة، لأنه سيخرج الآلاف وفق معاييرها، وعليها أن تغلق ملف الأسرى القدامى بشكل كامل ونهائي، وأن تشرك الوفد الفلسطيني في المفاوضات، وتفعِّل اللجنة الفلسطينية ـ الإسرائيلية الخاصة بالأسرى، حتى يكون هناك تعزيز الثقة بين الجانبين وإعطاء أمل للأسرى".

ورحّب فروانة بالإفراج عن "أي أسير تحت أي مسمى سواء حسن نية أو تبادل أسرى أو انتهاء مدة محكوميته"، مشيراً إلى أنّ الإفراج عن العتبة ويطا يمنح الأمل للأسرى الآخرين بالإفراج عنهم.