إلى متى ستستمر الحرائق في المعتقلات الإسرائيلية..؟؟

 

بقلم / عبد الناصر فروانة

10-2-2013

 

لقد آثرتُ أن يُبرزَ عنوان مقالتي هذه حجم المأساة التي يتعرض لها الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي جراء تكرار الحرائق واستمرارها ومخاطرها وتداعياتها على حياتهم وظروفهم ، وما تلحق بهم من أذى .

 

فالمعتقلات الإسرائيلية كافة ( مجدو ، عوفر ، النقب ) والتي يقبع فيها أكثر من نصف إجمالي عدد الأسرى ، تفتقر لوسائل الحماية والوقاية من الحرائق وسبُل تجنبها ، كما وأنها غير مزودة أيضاً بالوسائل المساعدة ، والأدوات اللازمة والضرورية لإخماد الحريق وحصر أضراره - إن حدث - بالسرعة الممكنة ، مما أهلها لأن تُصبح مسرحاً للحرائق خلال سنوات انتفاضة الأقصى  .

 

وأن الحريق الذي نشب مساء اليوم الأحد في " معتقل " مجدو " الواقع في منطقة مرج ابن عامر وضمن حدود مدينة حيفا ، لم يكن الأول من نوعه ، لكنه ربما يكون الأقل ضرراً حيث لم تمتد ألسنته الى غرف وخيام الأسرى و لم يُصب أي من الأسرى بأذى ، بل ألحق أضراراً بملابسهم لأن الحريق وكما علمنا نشب في " المغسلة " الخاصة بالأسرى، فيما حرائق مشابهة كانت قد نشبت في أوقات سابقة في نفس المعتقل وفي معتقلات أخرى قد ألحقت الأذى والضرر المباشر بالأسرى وأصابت مجموعة منهم وأدت لخسائر مادية فادحة .

 

 وبالتالي فان حريق اليوم في معتقل " مجدو " يُعتبر حلقة في سلسلة من الحرائق كانت قد نشبت في المعتقلات الاسرائيلية وألحقت أضراراً جسيمة بالأسرى ومقتنياتهم .

 

واذكر أن سلسلة " حرائق " قد نشبت بالمعتقلات الثلاثة خلال انتفاضة الأقصى أبرزها ذاك الحريق الذي اندلع في خيمتين في قسم ( 4/ ب ) في معتقل النقب الصحراوي قبل حوالي أربع سنوات وأدى الى اصابة خمسة معتقلين باختناق أثناء محاولتهم إطفاء الحريق نقلوا على أثرها لعيادة المعتقل لتلقي العلاج.

فيما إلتهمت ألسنة النيران جزء كبير من ممتلكات الأسرى وحاجياتهم وملابسهم وقدرت الخسائر المادية آنذاك بآلاف الشواكل ، قبل التمكن من السيطرة عليه وإطفائه.

 

وأن أخطر الحرائق وأسوأها كان ذاك الحريق الذي اندلع في معتقل مجدو بتاريخ 27 يناير 2005 ، حيث تباطأت إدارة المعتقل في تقديم اللازم لإطفاء الحريق ، وأهملت علاج المصابين ، مما أدى في حينه إلى استشهاد المعتقل راسم سليمان أبو غرة " غنيمات " (28 عاماً )  من قرية مالك برام الله ، واصابة ستة أسرى ، وقبله وبعده حدثت حرائق مشابه في معتقلي النقب وعوفر .

 

ان الملفت للانتباه في هذا الصدد أن أسباب " الحرائق " كافة كانت نتيجة " تماس كهربائي "  ناتج عن سوء الشبكة الكهربائية أو تسرب مياه الأمطار إليها .

 

ولكن المقلق حقاً أن إدارة السجون لم تحرك ساكناً ولم تُقدم على اتخاذ أية إجراءات لمعالجة الأسباب من جذورها ، أو تحسين شبكة الكهرباء وتغيير التالف منها لتجنيب الأسرى آثارها ومخاطرها المدمرة ، وضمان عدم تكرار نشوب حرائق مماثلة لاسيما في فصل الشتاء ، حيث أن كافة خيام المعتقلات تالفة وتحوى العديد من الثقوب التي من الممكن أن تتسرب منها مياه الأمطار وتكون بذلك معرضة لتماس كهربائي يمكن أن يُحدث حريقاً جديداً في أية لحظة ويمكن أن يقضي على حياة إنسان داخل الأسر .

 

يذكر بأن معتقل مجدو كان يخضع لإدارة الجيش العسكرية وخلال انتفاضة الأقصى وبالتحديد في أواخر عام 2005 تم نقل السيطرة عليه لإدارة مصلحة السجون ، وقد استشهد فيه مجموعة من الأسرى وهم :

- محمد الدهامين من الخليل واستشهد بتاريخ 12-4-2001

 - أحمد جوابرة من مخيم العروب بالخليل أيضاً واستشهد بتاريخ 28-5-2002

- بشير عويس من مخيم بلاطة بنابلس واستشهد بتاريخ 8-12-2003

- فواز البلبل من طولكرم واستشهد بتاريخ 16-9-2004

 وجميعهم استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي، بالإضافة إلى الأسير " راسم أبو غرة " غنيمات " من كفر مالك –رام الله والذي استشهد بتاريخ 27-1-2005 نتيجة الإهمال بعد أن شب حريق في أحد الأقسام ولم تقدم الإدارة المواد اللازمة لإطفائه ولم تسرع في إنقاذ المصابين .

 

والسؤال إلى متى ستستمر الحرائق في السجون والمعتقلات الإسرائيلية..؟ والى متى سنستمر في التعامل مع هذا الحدث بردات الفعل وبشكل عابر دون توقف ؟

 

 

عبد الناصر فروانة

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى

مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في دولة فلسطين

عضو اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون الوزارة بقطاع غزة

0599361110

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org